كيف تتعامل المرأة مع عبء حياة زوجية لا تحقق السعادة ولا الإشباع الحسي. وكيف لو خاضت تجربة الطلاق المؤلمة لتواجه الوحدة ومشاعر الانكسار والقلق؟ هذه الأسئلة أجابت عليها الكاتبة اليزابيث جلبرت في كتابها "طعام.. صلاة.. حب" والذي تعالج من خلاله تجربة واقعية عاشتها. ودونتها في مذكراتها التي اختارت لها هذا العنوان. حقق الكتاب نجاحاً كبيراً وتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً.. ثم تحول إلي فيلم بنفس العنوان يعرض حالياً في السوق بطولة جوليا روبرتس التي تلعب دور اليزابيث جلبرت المرأة التعيسة التي عاشت تجربة الزواج ثم محنة الطلاق.. وحتي تعثر هذه المرأة الجميلة التي مازالت في بداية الثلاثينيات من العمر علي الخلاص الروحي وتتصالح مع الحياة وتشعر بالسعادة والهدوء النفسي. تقرر السفر في رحلة حول العالم تبدأها بالذهاب إلي إيطاليا. هناك تشعر بمتعة الاستقلال والاستمتاع بالطعام وأطباق المكرونة الشهية والبيتزا من كل الأنواع والناس الذين يقدسون الحياة الأسرية. وينطلقون رغم ذلك عبر طرقهم الخاصة في التعامل مع الحياة ومشاعر التحرر.. بعدها تتجه ليز إلي الهند وتشارك الهنود تجاربهم الروحية وتمارس الصلاة وتخضع للأشغال اليدوية التي لم تعتدها مثل تنظيف الأرضيات وعدم الاستعلاء علي أي شيء. والتسليم للاستغراق الروحي. وتلتقي بشخصية أمريكية من تكساس تعيش بدورها تجربة خلاص روحي. وتصل ليز جلبرت إلي قمة السعادة الروحية والحسية ايضا وتكتسب دروس الحياة والحكمة وروعة الحب من خلال تجربتها في مدينة بالي في أندونيسيا التي جعلت الآلاف من قراء مذكرات هذه الكاتبة الأمريكية يزورون بالي. في محاولة لممارسة التجربة التي حققت لها الخلاص الروحي. الشيء المذهل في هذه المذكرات التي حولها المخرج رايان ميرفي إلي فيلم بديع لعبت بطولته ممثلة قديرة كجوليا روبرتس هو السمة الروحية التي ميزتها. والتأكيد علي الروحانيات كأمان نفسي يحفظ توازن المرء. ويخفف عبء العلاقات الإنسانية الصعبة خصوصاً أننا في هذه الأيام كثيراً ما نلتقي بأناس يعانون من خمولة العلاقات مع الآخرين. وآخرين لا يشعرون بالسعادة والآلاف يعانون من القلق.. والعلاج لهذه الأوجاع يمكن تحقيقه عبر الانغماس في الروحانيات ولو من خلال تجربة روحية كتلك التي عاشتها بطلة الفيلم في الهند وبالي.. والتفاعل مع تجارب الآخرين الروحية بغض النظر عن الايدولوجية الخاصة.. والدخول إلي رحلة داخلية عبر تأملات روحية واحترام ديانات وعقائد الشرق.. الفيلم يوفر للمتفرج متعة الفرجة علي أداء تمثيلي بديع للممثلة جوليا روبرتس. ويصل بهذه المتعة إلي مستوي أعلي بالرحلة البصرية الجميلة عبر الهند. ومدينة بالي والشخصيات "الحكيمة" التي التقت بهم البطلة. لكن اللقاء الأكثر إثارة الصدفة التي جمعت بين "ليز" "اختصار اليزابيث" وبين شخصية رجل الأعمال البرازيلي الجذاب الذي يلعب دوره الممثل الاسباني "جافييه بارديمر" في قصة حب جامحة أوصلت "ليز" إلي حالة التوازن التي تمزج بين عناصر الحياة الحلوة والاكل والسلام الداخلي. والإشباع الروحي ومتعة الحب.