سؤال يبحث عن إجابة. هل يستطيع المطرب الشعبي والممثل المسرحي الهايتي ميشيل مارتلي ان يقود بلاده خلال الفترة القادمة بعد ان فاز بأغلبية ساحقة لرئاستها في جولة الإعادة التي جرت في العشرين من مارس الماضي وأعلنت نتائجها الأولية قبل أيام. وسوف تعلن النتيجة رسميا في السادس عشر من الشهر الحالي بعد الانتهاء من نظر اية طعون يمكن أن تقدم ضده. وقد تغلب مارتلي "50 سنة" والمعروف بين مواطنيه بلقب سويت ميكي علي منافسته الأكبر سنا والأكثر خبرة زوجة الرئيس السابق ميرلاند مانيجا. وفي الحقيقة فإن وصول الفنانين إلي مقاعد الحكم في بلادهم ليس بالأمر المستغرب فهناك سوابق عديدة أشهرها وصول الممثل والمعلق الرياضي رونالد ريجان الي رئاسة الولاياتالمتحدة عام 1980. لكن المشكلة مع مارتلي ذلك المغني حليق الرأس والذي يمزج في موسيقاه بين الايقاعات الافريقية واللاتينية تكمن في بحور الفقر المدقع التي تسبح فيها هايتي التي يشكل السود 95% من سكانها مما أهلها للقب أفقر دول نصف الكرة الغربي..ويشعر البعض بالدهشة من فوز مارتلي فعندما أعلن ترشيح نفسه للرئاسة العام الماضي ظنه كثيرون مرشح اللا أمل حيث كان ينافسه كثيرون من أصحاب الخبرة السياسية. لكن المفاجأة تحققت وأطاح بمنافسيه في الجولة الأولي ثم أطاح بمنافسته المخضرمة خريجة جامعة السوربون في جولة الاعادة وكان يردد دائما ان لديه أموالا كثيرة وليس بحاجة إلي أن يبحث عن أموال الدولة. وأرجع المراقبون سر نجاح ذلك الوافد الجديد إلي حلبة السياسة إلي انه أجاد العزف علي الأوتار وبعث آمالا واسعة في نفوس أبناء شعب تعرض في مطلع العام الماضي إلي زلزال مدمر قتل نحو 300 ألف من أبنائه وشرد نحو مليون ونصف المليون آخرين ليزيد الشعب فقرا علي فقره. هذا بالإضافة إلي وعود أخري بالقضاء علي الفساد والبيروقراطية فضلا عن إعادة الجيش الذي تم حله في تسعينيات القرن الماضي فلا دولة بدون جيش.