في ظل الأحداث الأخيرة في هايتي، التي من بينها عودة الديكتاتور السابق جان كلود دوفالييه "بيبي دوك"، إلى العاصمة بور أو برنس، والرئيس السابق المثير للجدل جان برتران أريستيد، خيمت الشكوك فيما يبدو على آمال السكان، في أن تمنح جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها غدًا الأحد، فرصة لبداية جديدة في البلد الذي تطحنه الاضطرابات، وهناك 4.7 مليون شخص من سكان هايتي يحق لهم التصويت في انتخابات يوم الأحد، لاختيار أحد المرشحين في جولة الإعادة، وهم، السيدة الأولى السابقة المحافظة ميرلاند مانيجا، أمام المغني الشهير ميشيل مارتلي، الذي احتل المرتبة الثانية بعد مانيجا بعد مراجعة نتائج الانتخابات الأولى. حيث إن انتخابات غدٍ الأحد التي طال انتظارها، كان من المقرر عقد جولتها الأولى في فبراير 2010، لكنها تأجلت بعد الزلزال العنيف الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 220 ألف شخص وتدمير البلاد يوم 12 يناير العام الماضي، وعلى الرغم من جهود إعادة البناء وانتشار وباء الكوليرا الذي حصد أرواح الآلاف، أجريت الانتخابات يوم 28 نوفمبر الماضي، لكنها عملت بالكاد على تهدئة حياة سكان هايتي، فالانتخابات التي طال انتظارها وحامت حولها اتهامات بالتزوير والنتائج الأولية لم تقدم سوى القليل لطمأنة الشعب. ويلاحظ من الناحية العملية والعاطفية، أن المرشحين يكادان يكونان مختلفين تماماً، فمانيجا (70 عاما) هي الأم الحنون الهادئة، ومارتلي (50 عاما) هو رجل موسيقى هايتي المعروفة باسم "كونبا"، والذي لا يزال من الشخصيات النشيطة صاحبة الخطابات النارية. لكن المفارقة في أن البرامج السياسية للمرشحين تقع في دائرة اليمين السياسي، وهما ليسا مختلفين في هذا على الإطلاق، فكلاهما يلقي الضوء على أهمية التعليم، وخلق فرص عمل، وإعادة بناء الجيش الذي حله أريستيد في تسعينيات القرن الماضي.