هدأت أعمال الشغب في العديد من مدن هايتي في وقت متأخر، مساء أمس الأربعاء، بعد أن أحرق آلاف المتظاهرين إطارات السيارات، ونهبوا المتاجر وأضرموا النار في مكاتب تابعة للحزب الحاكم، على خلفية اتهامات واسعة النطاق بتزوير التصويت في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي. وبدأت المظاهرات بعد فترة قصيرة من إعلان النتائج الأولية للانتخابات، في وقت متأخر مساء أمس الأول الثلاثاء، وتصاعدت حدتها خلال أمس الأربعاء. وأعطت النتائج الأولية للانتخابات التي أجريت في 28 نوفمبر الماضي تفوقا بهامش ضئيل لمرشح الحزب الحاكم جودي سيلستين على المغني الشهير ميشيل مارتلي؛ ليحل في المرتبة الثانية في جولة الإعادة التي من المقرر أن تجرى الشهر المقبل. وحصلت السيدة الأولى السابقة ميرلاند مانيجات على 37ر31% من الأصوات، وفقا لنتائج اللجنة الانتخابية، وسيواجه سيلستين الذي حصل على 48ر22%. وحصل مارتلي على 89ر21%، رغم استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه سيتغلب على سيلستين، الذي يحظى بدعم الرئيس المنتهية ولايته رينيه بريفال. وأفادت تقارير بمقتل 3 أشخاص في الاحتجاجات، وفقا لمحطات إذاعية محلية، بينما دعا بريفال والأمم المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية إلى التزام الهدوء. وقال بريفال، في خطاب للأمة بثته الإذاعة: "نطالب كل شخص، رجاء توقفوا عن حرق الإطارات في الشوارع، توقفوا عن تدمير المباني الحكومية، توقفوا عن الهجوم على شركات المواطنين. نطالب كل فرد الانصياع للقانون". وأضاف: "من حقكم التظاهر، لكن احتجوا في سلام. ما لم نكن قادرين على أن نضع الثقة في مؤسسة مستقلة وذات مصداقية؛ فإن البلاد ستعاني من مشكلات". وفي بورت أو برنس تجمعت حشود خارج مقر مجلس الانتخابات المؤقت، وهم يهتفون "نريد ميشيل مارتلي" و"نريد حقوقنا". وأصدر مارتلي بيانا، في وقت متأخر أمس الأربعاء جاء فيه: "أتفهم شعوركم بالإحباط. لديكم الحق الدستوري في الاحتجاج بطريقة سلمية. أطلب منكم أن تكونوا يقظين واحترسوا من المتسللين ولا تردوا على الاستفزازات". وثمة آمال بأن تسفر الانتخابات عن قيادة جديدة ومستقرة لهايتي لمساعدة عملية إعادة إعمار البلاد في الدولة الفقيرة التي تكافح للخروج من أنقاض الزلزال المدمر، الذي وقع في يناير الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 230 ألف شخص وتفشي وباء الكوليرا؛ مما أودى بحياة أكثر من 2100 شخص.