نعلم جميعاً أن جماعة الإخوان تتربص برجال الشرطة. وأنها قررت استهدافهم سواء في أماكن عملهم أو في منازلهم أو في الشوارع التي يمرون بها.. وأنها تتصيدهم إما بالتفجيرات كما يحدث في مديريات الأمن أو بالسلاح الآلي كما يحدث للكمائن الشرطية أو بالقنص كما يحدث للأفراد. ولاشك أن مهمة الإرهابيين المكلفين بهذه الهجمات في منتهي السهولة وتؤتي نتائجها بنسبة عالية لأنها عمليات تقوم علي التربص والغدر ثم الفرار بسيارات مجهولة أو بدراجات بخارية دون أن يتمكن أحد من ضبط المجرمين. والمفروض أن يحتاط رجال الشرطة لأنفسهم وألا يتركوا الفرصة لهؤلاء الإرهابيين لاقتناصهم.. فالتمويه واجب عليهم في كل تحركاتهم.. كما أن علي رجال المباحث الجنائية وعلي رجال جهاز الأمن الوطني أن ينشطوا لجمع المعلومات عن الخلايا الإرهابية التي تخطط وتنفذ هذه العمليات وتعمل علي ضبطها قبل تنفيذ أهدافها. لكن رغم أننا حذرنا أكثر من مرة ونبهنا رجال الشرطة لأخذ حذرهم وناشدنا جهاز الأمن الوطني بأن ينشط أكثر وأكثر إلا أن هذه التحذيرات والنداءات لم تؤخذ بالاهتمام الكافي.. والدليل ما يحدث يومياً من اغتيالات يروح ضحيتها أفراد من مختلف الرتب. لكن الظاهرة الغريبة ويبدو أنها مقصودة بالذات هي تزايد نشاط القنص لرجال الشرطة بمحافظة الشرقية مقارنة بغيرها من المحافظات.. فقد لاحظنا أن هذه المحافظة تحظي بنشاط مكثف للإرهابيين منذ فترة غير وجيزة ضد رجال الشرطة أفراداً وأمناء وضباطاً.. وآخرها استهداف المقدم محمد عيد عبدالسلام الضابط بقطاع الأمن الوطني بالمحافظة الذي أغتيل أمس الأول لأربع طلقات بالبطن والجسم بالقرب من مسكنه بميدان القومية "قسم ثاني الزقازيق" أثناء عودته إلي المنزل بسيارته الملاكي. السؤال هو: كيف لضابط أمن وطني وهو المفروض أن يكون في قمة الحذر أن يأخذ الأمور بهذه السهولة والبساطة واللامبالاة وهو يعرف أنه وغيره من زملائه مستهدفون من الإرهابيين؟ والأمر لا يحتاج إلي دلالات أكثر مما هو معروف. قد يكون الرد في هذه الحالة أن هذا هو قدره.. وأن هذا عمره وأجله وساعته التي حددها الله له.. ونحن نقول.. ونعم بالله.. ونقول أيضاً إن الله سبحانه نبهنا أن نأخذ حيطتنا وحذرنا.. وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: اعقلها وتوكل. ثم السؤال الآخر: لماذا هذا النشاط الإرهابي المكثف في محافظة الشرقية بالذات ضد رجال الشرطة؟! هل لأنها محافظة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. وأن ما يجري هو عمليات انتقامية له باعتبار أن الشرطة تكاتفت مع الجيش ومع الشعب لعزله؟! هل وصلت العصبية والتعصب للدكتور مرسي إلي هذه الدرجة في تلك المحافظة التي ينتمي إليها؟! مع العلم أن منافسه في الانتخابات الرئاسية الدكتور أحمد شفيق حصل علي أصوات أكثر منه في تلك المحافظة؟! ما لم يكن هناك عمل جاد من كل الجهات الأمنية للتوصل إلي الخلايا المدبرة والمنفذة لهذه الاغتيالات سنفاجأ كل يوم بسقوط شهيد جديد من الشرطة.