في أول رد فعل أمريكي علي الزيارة التاريخية التي قام بها المشير عبدالفتاح السيسي لموسكو خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية لتعلن أن بلادها لا تصنف جماعة الاخوان المسلمين علي أنها جماعة ارهابية مشيرة إلي أن مسئولي سفارتهم بالقاهرة لا يزالون يتواصلون مع قيادات الجماعة ويعقدون اجتماعات معهم وهي شجاعة تحسد عليها السيدة ماري هارف المتحدثة بلسان خارجية بلادها لأنها بذلك تكون قد أعلنت بشكل مباشر عن نوايا واشنطن الحقيقية وهي أنها تقف بجانب جماعة الاخوان ضد إرادة شعب ثار في وجه هذه الجماعة رافضاً حكمها وحين أزاحها عن الحكم صار في مرمي نيران الارهاب بشكل غير مسبوق!! واشنطن أكدت اذن وبشكل علني أنها ليست فقط ضد إرادة الشعب المصري بل وأيضاً ضد استقرار مصر ومع استمرار الفوضي والعنف والارهاب تماماً مستفيدة من التجربة العراقية بعد احتلالها لهذا البلد.. واشنطن تعمل علي أن تصبح مصر "عراق ثان" تستيقظ كل يوم علي التفجيرات والسيارات المفخخة.. وجماعة الاخوان واخواتها هي أذرع واشنطن في مصر لضرب استقرارها وتنفيذ مخططها وبالتالي فمن الطبيعي أن تتواصل مع تلك الجماعات بل وتعترف بهم وتؤازرهم!! مخطط الشرق الأوسط الكبير أو الجديد معروف للجميع وهذا هو ما تعمل واشنطن علي إقامته في المنطقة والبداية كانت ما يسمي بثورات الربيع العربي التي اندلعت فجأة في عدة دول عربية في توقيتات متتالية لتسقط أنظمة مثلما تتساقط قطع الشطرنج ذلك نفس السيناريو الذي نجحت واشنطن في تنفيذه فيما كانت تسمي بدول أوروبا الشرقية حيث قامت بتأجيج الصراعات الداخلية واشعال الثورات في الدول الكبري مثلما حدث في يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي مما أدي في النهاية إلي تفكيكها وتفتيتها!! ما يؤلم واشنطن ويعكر مزاجها أن المصريين فطنوا مبكراً لتلك المؤامرة الكبري التي تستهدف المنطقة العربية بأسرارها لأن لدي مصر مؤسسة عسكرية وطنية همها الأول هو الحفاظ علي الوطن وليس الحفاظ علي أنظمة حكم مهما كانت التحديات والتضحيات فكان وقوف الجيش بجانب الشعب الذي خرج بالملايين يوم 30 يونيو في مشهد أبهر العالم بينما اغضب أمريكا!! يبقي السؤال افتراضي.. هل كانت العمليات الارهابية ستتوقف في حال استمرار جماعة الاخوان في الحكم؟! الاجابة تعلمها واشنطن جيدا حيث سيستمر العنف والقتل والدمار تحت مسميات أخري.. فالمهم أن تبقي مصر دولة غير مستقرة.. فهل يستوعب الجميع خيوط المؤامرة؟!