في وقت اختلط فيه الحابل بالنابل ولبس الباطل ثوب الحق وصار غسيل المخ أسهل من غسيل الأطباق بات الاشتراك في نشر شائعة أو الترويج لها جريمة دينية واخلاقية كبيرة نشارك فيها جميعاً بمنتهي السهولة ولو بمجرد نقل كل ما نسمعه والدليل قول رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم-: "كفي بالمرء كذباً ان يحدث بما سمع". فأينما ذهبنا نجد مكلمة تتناقل فيها أخبار ومعلومات مغلوطة من مصادر ليست مجرد غير موثوق فيها ولكنها غير ذات صفة لنستقي منها اي معلومات لأن مصدرها غالباً من التلفاز الذي تحول الي دوامة لا تتوقف من التحليلات والآراء والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل القريب والبعيد والتكهن بالأحداث وما يترتب عليها اذا حدثت واذا لم تحدث واصبح من الصعب ان تحصل منه علي معلومة حقيقية وواقعية سوي من نشرة الأخبار التي تكتب أيضاً من منظورهم الخاص. الغريب ان كل من ينقل شائعةيتكلم وكأنه محلل سياسي مخضرم فاما يصر علي فرض رأيه عليك أو يضعك ضمن تصنيف محدد ويلقي عليك وابلا من اللوم والعتاب متهما اياك بأنك لا تفهم الأمور بشكل صحيح. لو فكر كل منا للحظات قبل ان ينقل معلومة غير متأكد منها واعتبرها شرارة ضمن حريق كبير يتأجج يوما بعد آخر لما قالها ولاستراح الجميع وانفقنا الوقت الغالي الذي نتكلم فيه في العمل. حقا تعبنا من الشائعات والكلام فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.