أن تفكر اليابان في تكريم عالم مصري فهذا شيء عظيم. وأن ترشحه لجائزة "نوبل".. فذاك شيء أعظم. والعمل الذي قام به د. شريف الصفتي العالم المصري خريج المدارس والجامعات المصرية بتنقية مياه اليابان التي تلوثت بإشعاع مفاعل "فوكوشيما" مستخدما تكنولوجيا "النانو ميتر" هو عمل محل فخر واعتزاز. يرفع به هامة مصر وقامتها عالياً بين الأمم. في وقت تحتاج فيه إلي إحراز أي نصر سياسي أو تقدم اقتصادي أو تكنولوجي أو علمي أو حتي معنوي..!! ولكن تبقي هناك اسئلة تطرح نفسها بشدة. أولها: لماذا تهاجر عقولنا إلي بلاد أخري وينبغون فيها. ويبهرون العالم باختراعاتهم وأبحاثهم..؟ ثانيها: وهو الأهم عقولنا. ماذا نفعل بها؟! ثالثها: متي تعي الدولة لدور البحث العلمي وتدعمه. وتتبني أولئك المخترعين والنوابغ ولا تبخل عليهم. وتتبني أفكارهم وتخرجها للنور. بدلا من الاعتماد علي استيراد التكنولوجيا؟ لا تفتأ جرائدنا بين الحين والآخر أن تنشر عن شبابنا النابغ والنابه. في مجالات كثيرة وتحتفي بهم. لكن سرعان ما يختفي أولئك النوابغ وتختفي أخبارهم. ولا نسمع ان اختراعاتهم وابتكاراتهم التي يسبقون بها العالم كانت محل اهتمام الدولة وانها بصدد تصديره إلي الخارج أو طرحه في السوق المحلية للاستفادة بها. ولكن ما ينتهي إلي أسماعنا ان براءات تلك الاختراعات هي حبيسة أدراج أكاديمية البحث العلمي. أو مهملة علي رفوفها!!. وآخر ما نشرت عنه الجرائد كان ابتكار لمجموعة طالبات من قسم الهندسة الطبية بجامعة حلوان وهن: سارة منصور. وسمر خالد. ومايسة عمر الخطاب. ومها صلاح الدين. اللائي اخترعن جهاز يساعد في شفاء مرضي شلل الاطفال نهائياً. وكن تقدمن به كمشروع لتخرجهن. وحصلن به علي المركز الأول. يعد هذا المشروع الأول من نوعه في مصر. حيث لم يطبق فعلياً إلا في انجلترا وإسرائيل. ولذلك فإن تكلفته عالية. ولكن النموذج الطلابي المصري أقل سعراً وأكثر توافقاً مع حالة المرضي في مصر.. وإمكانية تطبيقه هنا سهلة وبسيطة. فمواده متاحة ومتوفرة. وبالتالي ستكون تكلفته قليلة جداً بالنسبة للموجود بالخارج. ما سبق ذكره هو علي سبيل المثال لا الحصر. فهناك الكثير من المخترعين الذين لم تر افكارهم النور. بحجة ضعف الإمكانات. فإلي متي تكون الإمكانات حجر عثرة في طريق تقدمنا. وإلي متي نهمل ابناءنا النابهين حتي تخطفهم دول العالم أو يذهبون إليها طواعية بعد ان تفتح أبوابها لهم مرحبة بهم. وتأخذ عصارة عقولهم وتصدرها لنا مرة أخري في صورة تكنولوجيا متقدمة هي في الأصل بضاعتنا. أتمني من الرئيس القادم ان يهتم بالتعليم وبالبحث العلمي ويوفر لهما كافة الإمكانات للاستفادة من عقولنا. فنحن أولي بها من أي دولة في العالم. لأنهم ذخيرتنا الحية في معركة بناء مصر الجديدة فلا أحد يفرط في عقوله كما نفعل نحن.