وسط مناخ الفتنة الذي يعج به الوطن وحالة التأزيم والاحتقان السياسي والإحباطات المتوالية جاء قرار الحكومة المصرية بطرد السفير التركي من القاهرة والإبقاء علي سفيرنا في تركيا في القاهرة بعد التدخل السافر المريب لرئيس وزراء تركيا في الشأن المصري مجاملة لإخوانه المسلمين! القرار جاء لتهدئة حالة الغليان والسخط العام من أفعال الأيادي الشيطانية التي تدعمها تركياوقطر لتدمير مصر وإشعال نيران الإرهاب الأسود الذي أصبح وأمسي يهدد الأخضر واليابس في كل بقاع المحروسة. القرار جاء بمثابة صفعة دبلوماسية علي وجه الأخ اردوغان ورسالة قوية لكل من يهمه الأمر أو من يستهين بمصر.. وأعتقد أن اللحظة قد حانت لتلقين دويلة قطر دروساً في العلاقات الدولية واحترام سيادة الأمم. الأخ اردوغان.. توهم أن مصر ولاية عثمانية شاردة. ولابد أن تعود طواعية أو قسرا للباب العالي لتؤدي فروض الولاء والطاعة للخليفة!! القرار جاء تصحيحاً لمسار دبلوماسي انتهجته مصر بعد ثورة 30 يونيو التي سطرت صك التحرير من واشنطن وألاعيبها الملتوية. ممهوراً بكبرياء ثوري لقي احترام وتقدير دول العالم الحر. أردوغان.. بفكره المحدود وإساءاته المتكررة لكل رموز مصر يبحث عن مجد زائف وأصبح مكروهاً في بلاده وربما تكون سياساته الحمقاء سبباً مباشراً لفشل التجربة الإسلامية في تركيا مثلما فشل الإخوان في مصر. أردوغان.. بضلوعه في حماية ورعاية التنظيم الدولي للإخوان يقدم شهادة وفاته السياسية محلياً ودولياً. أردوغان.. يشارك في مؤامرة دولية لإرضاء الأمريكان هدفها تنفيذ مخطط شيطاني لإعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط. وتحت ستار دعم الشرعية الوهمية.. ألا لعنة الله علي تلك الشرعية التي استنزفت الأمة ولا تريد لنا أن نتقدم خطوة للأمام. القرار أثلج قلوب المصريين الذين اكتووا بنيران السياسة والصراع المحموم علي السلطة ولم يعد لهم بعد ثورتين إلا الكرامة والعزة وكسب احترام دول العالم. وأصبحت أقصي أمانيهم أن يتحسن أداء وزراء حكومة الببلاوي. وأن يشهد الملف الداخلي اهتماماً. ومزيداً من القراءة الصحيحة والتشخيص السليم لهموم الوطن وخطوات ثورية بحجم تلك الخطوات الدبلوماسية الجريئة.