تباينت ردود الأفعال إزاء رفض المملكة العربية السعودية عضوية مجلس الأمن. احتجاجا علي عجزه. وفشله في حل النزاعات بالشرق الأوسط وخاصة في سوريا. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تشاطر السعودية "إحباطها" إزاء شلل مجلس الأمن في مواجهة الأزمة في سوريا. وذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية. رومان نادال: "نشاطر السعودية إحباطها أمام شلل مجلس الأمن. إلا أن لدينا بالتحديد للرد علي ذلك اقتراحا إصلاحيا لحق الفيتو". وكانت فرنسا عرضت في سبتمبر عدم استخدام أعضاء مجلس الأمن الدائمين لحق الفيتو في حال حصول "مجازر واسعة". بينما انتقدت روسيا القرار. واعربت عن استغرابها منه. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية". مضيفة أن "حجج المملكة تثير الحيرة. إن المآخذ علي مجلس الأمن في إطار الأزمة السورية تبدو غريبة جدا". وأضاف البيان أن "المملكة العربية السعودية بقرارها أخرجت نفسها من الجهود المشتركة في إطار مجلس الأمن للحفاظ علي السلم والأمن الدوليين". وفي نفس السياق. اعتبرت تركيا التي انتقدت قصور الأممالمتحدة حيال الأزمة السورية. أن رفض المملكة العربية السعودية الدخول إلي مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية "تفقد من مصداقيتها". من جانبه. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة. بان كي مون. أن السعودية لم تبلغ الأممالمتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن. وقال بان إن الاستبدال المحتمل للسعودية في مجلس الأمن "قرار يعود إلي الدول الأعضاء". إلا أن الأممالمتحدة "لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن". وكانت السعودية قد اعتذرت عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تعبير غير مسبوق عن غضبها من عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. وأدانت المملكة ما وصفته بازدواجية المعايير لدي التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وطالبت بإصلاحات في مجلس الأمن. وأشارت الرياض إلي فشل مجلس الأمن في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ووقف الانتشار النووي في المنطقة وقالت إنه رسخ بدلا من ذلك النزاعات والمظالم. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: "المملكة العربية السعودية تري أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسئولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين علي النحو المطلوب الأمر الذي أدي إلي استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم." أضافت " إن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم والعالميين.. وفشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.. والسماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي علي مرأي ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع علي عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسئولياته." تابعت "بناء علي ذلك فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسئولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتي يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسئولياته في الحفاظ علي الأمن والسلم العالميين".