مصر إلى أين؟

إن مصر الثورة لازالت تسعي جاهدة في إرساء قواعد ونظريات الدولة المصرية الديموقراطية المستقرة الناهضة والمعاصرة , كما أن شعب مصر قد يأس من نتائج صراع الثورات الشعبية والثورات المضادة وإنعكاساتهما السلبية والمدمرة على أمن وإستقرار الوطن وحياة المواطنين , كما أن مصر الدولة لازالت مهددة بالمؤامرات الداخلية والخارجية الهادفة لإقصاء مصر عن المشهد العربي والإسلامي والإقليمي والدولي , كما أن المجتمع المصري لازال يعاني من مأساة وتردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والحياتية واليومية وغيرها , علماً بأن مصر الأن تمر بمرحلة فارقة في تاريخها المعاصر سوف تحدد نتائج هذه المرحلة الملتبسة خارطة الطريق والمستقبل للدولة المصرية المعاصرة وكذا لجميع دول المنطقة العربية كما سوف تحدد هذه المرحلة المتداخلة والمتشابكة أيضاً الملامح والتوجهات والسياسات العامة للدولة المصرية كما سوف تحدد هذه المرحلة الفاصلة أيضاً الصياغة والهياكل الجديدة لبناء التحالفات الإستراتيجية المرتقبة للقوي الإقليمية والدولية والعالمية في المنطقة وحول العالم , علماً بأن مصر الأن تمر بمرحلة صراع إجتماعي وسياسي وثقافي وإيديولوجي وغيرها علي شكل الهوية المستقبلية للدولة المصرية الجديدة كما أن مصر تمر بمرحلة إعادة بناء وتأسيس هياكل ومكونات ومؤسسات الدولة المصرية الدستورية الديموقراطية التعددية المدنية الحديثة والمرتقبة , وكذا علماً بأن مصر لازالت في حالة فراغ تشريعي ودستوري ومؤسسي كما أنها لازالت في أطوار المرحلة الإنتقالية لمؤسسات ونظام الحكم في الدولة المصرية , علماً بأن المؤسسة العسكرية المصرية قد فرضت نفسها على المشهد السياسي والأمني والإجتماعي وغيرها في مصر كمؤسسة وطنية من أهم مؤسسات صناعة القرار وتحديد مصير نظام الحكم في مصر , كما أن مصر الأن تمر بمرحلة من الإنفلات الأمني والتدهور الإقتصادي والتحلل والإحتقان والإنقسام الإجتماعي والصراع الطائفي والمذهبي وغيرها , علماً بأن تحقيق الإستقرار والأمن في مصر يأتي من خلال ترسيخ مفهوم المواطنة والعدالة الإجتماعية والتسامح والسلام الإجتماعي والقضاء على ظاهرة البطالة وتوفير فرص العمل وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية المهنية وترسيخ نظرية أمن المواطن وليس أمن الحاكم وكذا إنهاء جميع مظاهر الإنقسام الإجتماعي والإقصاء والعداء الطائفي والمذهبي والديني وغيرها , وكذا علماً بأن الواقع الذي تشهده مصر حالياً وما بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو لازال ملتبس وغير مكتمل الملامح والتوجهات التى تطوق إليها أمال وطموحات الشعب المصري الراغب في العيش والحياة الحرة الكريمة كما أن حاضر مصر المتردي والمرتبك لايتناسب مع تاريخها الحضاري الراسخ الذي يجب أن يكو قاعدة تأسيسية لمستقبل قريب مزدهر لمصر وشعبها , وكذا علماً بأن مصر سوف تحافظ على مركزية نظام الحكم ووحدة الدولة المصرية كما سوف تمر بسنوات إقتصادية وتنموية عجاف كما سوف تمر بتوابع موجات ثورية وإنقسامات مجتمعية وتأمرات إستعمارية وأجنبية قادمة كما أن الرئيس القادم لمصر سوف يكون رئيس ذي خلفية عسكرية , كما أن مصر سوف تمر بموجات وهزات ومؤامرات من أحداث وتقلبات العصر ما تلبس أن تزول حتي تعود وتستقر الأوضاع الحياتية والمعيشية والإجتماعية والتاريخية وغيرها في مصر إلي سابق عهدها , علماً بأن مصر وشعبها وجيشها هم في وحدة وتماسك ورباط إلي يوم القيامة .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية