إن يوم الثلاثين من يونيو في مصر هو يوم فاصل بين دولة الشرعية الدستورية وبين دولة الشرعية الشعبية والجماهيرية في مصر , كما أنه يوم فارق في مشروع دولة الإسلام السياسي وكذا في تاريخ وحلم دولة الأخوان المسلمين المنشودة وكذا في تاريخ الحياة السياسية للأخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتحالفة معها , علماً بأن يوم الثلاثين من يونيو هو إنعكاساً لعجز الرئيس مرسي عن إدارة شئون البلاد , كما أنه إنعكاساً لفشل مؤسسة الرئاسة والحكومة المصرية عن مواكبة ديناميكية نهضة وتطور وتطلعات أمال الشعوب الناهضة والثورية وكذا عن فهم ومعالجة جذور الأزمة , كما أنه إنعكاساً للتأمر السياسي والسلبي للمعارضة المصرية الهزيلة والهشة الهادفة لإسقاط نظام الحكم والمتاجرة بمعاناة ومأساة وإحتياجات ومصالح ومتطلبات المواطن المصري الحياتية واليومية والمعيشية وإتخاذها وسيلة لها لزعزعة الإستقرار والأمن والسلام الإجتماعي للوطن والأمة المصرية , علماً بأن نتائج الصراع على السلطة في مصر في الثلاثين من يونيو قد يكون بداية لترسيخ حكم الإخوان وبداية صناعة ديكتاتورية حكم الإسلام الراديكالي السياسي أو قد تكون بداية نهاية هذا الحكم البادئ والوليد , علماً بأن نجاح قوي وحشود المعارضة في الصراع القائم على السلطة هو بداية لإنقساماتها وصراعاتها البينية والحزبية والسياسية والمستقبلية على السلطة في مصر , كما أن فشل إئتلافات وحشود المعارضة في الصراع على السلطة هو بداية إعادة الأحزاب الكرتونية وإعادة إنشاء شبكة تحالفاتها الفردية مع الحزب الإسلامي الحاكم في مصر كما كان في السابق , علماً بأن جميع قوي الشعب والقوي الثورية والأحزاب السياسية والتيارات والجماعات الإسلامية تؤمن وترحب وتثق في الجيش الوطني المصري كما ترفض نظام الحكم العسكري كما أن الموقع الأمثل للجيش المصري ما قبل وما بعد الثلاثين من يونيو يجب أن يكون في الثكنات العسكرية كما يجب أن يكون بعيداً عن الحياة السياسية حافظاً علي وحدة وتماسك جيش الشعب النظامي المهني من الصراعات والإنقسامات بين وحداته , علماً بأن مصر بعد الثلاثين من يونيو قد تتجه إلى حالة من عدم إستقرار السلطة الحاكمة وكذا إنعدام الإستقرار الأمني والتشريعي والقضائي والإقتصادي وغيرها , كما أن مصر قد تتجه إلي حالة الإنعكاس والإرتداد والإنقلاب على الشرعية الدستورية وكذا قد تتجه إلي حالة من فراغ هياكل السلطات الحاكمة وكذا فراغ السلطة التشريعية والنيابية , كما أن مصر قد تتجه إلي حالة إستقطابات وإنقسامات وصراعات دينية وطائفية وسياسية وجماهيرية وشعبية ومجتمعية حادة وخطيرة قد تؤدي إلي إفلاس وإنهيار وسقوط الدولة المصرية .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية