كل المعطيات علي أرض الواقع تؤكد عدم رغبة إسرائيل في التوصل إلي اتفاق سلام مع الفلسطينيين تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 67و عاصمتها القدس . فالدولة العبرية تمضي قدما في تكريس احتلالها لاراضي الفلسطينيين من خلال الاستمرار في البناء الاستيطاني وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم لصالح المستوطنين الذين جلبتهم من أماكن مختلفة في العالم. ويسعي مسئولو اسرائيل حاليا إلي إجهاض الخطوات الفلسطينية نحو الإعلان عن قيام الدولة الفسطينية المستقلة بدعم دولي في سبتمبر القادم. وهذه المساعي الاسرائيلية في هذا الإتجاه تتم بترتيب مع الولاياتالمتحدة التي يؤكد رؤساؤها المتعاقبون علي أن الرباط بين البلدين لم ولن ينفصم . فواشنطن تساند المساعي الإسرائيلية نحو إجهاض محاولات قيام الدولة الفلسطينية تحت ذريعة أن ذلك لابد أن يتم من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين التي تأبي الدولة العبرية الدخول فيها. والبديل الذي تراه اسرائيل وأمريكا سيطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الذي يعتزم ألقاءه أمام الكونجرس الأمريكي اواخر مايو القادم حيث قال أليكس فيشمان المحلل السياسي بصحيفة "يديعوت احرنوت"" الاسرائيلية إن نتنياهو سيحاول في خطابه لجم واحباط المخطط الفلسطيني القاضي باعلان قيام الدولة الفلسطينية وأضاف فيشمان أن نتنياهو سيعرض خطة اسرائيلية أحادية الجانب يخلي بموجبها الجيش الاسرائيلي أجزاء من بعض مناطق الضفة الغربية بشكل كامل باستثناء الكتل الاستيطانية الكبري وغالبية المناطق التي تصنفها اسرائيل كمناطق حيوية وضرورية للأمن الاسرائيلي كما تتضمن خطة نتياهو السماح للفلسطينيين بحرية الحركة والتنقل بين أجزاء الضفة المختلفة إضافة لاستكمال بناء المدينة الكبيرة بالقرب من رام الله وتسهيلات اقتصادية. وهذه الخطة الاسرائيلية الجديدة من حيث التوقيت القديمة مضمونا لا تعكس سوي المراوغة والمواربة التي هي من السمات الرئيسية للمفاوض الاسرائيلي الذي يعرف جيداً أن الفلسطينيين لا يناضلون من أجل الحصول علي تسهيلات اقتصادية أو حرية التنقل . ولكن من أجل الحصول علي حقوقهم كاملة والمتمثلة في اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس