المعطيات علي أرض الواقع تؤكد أن إسرائيل لاتريد الدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين تنتهي باتفاق عادل يقضي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 67 وعاصمتها القدس. تل ابيب تريد مفاوضات عبثية لاجل غير مسمي حتي تستطيع تكريس احتلالها لأراضي الفلسطينيين ونهب المزيد من ممتلكاتهم. لقد أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي صراحة ان الاستيطان لم ولن يتوقف واذا اراد الفلسطينيون من الاسرائيليين تجميد الاستيطان "مؤقتا" فعليهم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل. ويقصد نتنياهو بالطبع ان يتنازل الفلسطينيون عن حق اللاجئين في العودة وعليهم الاستعداد للبحث عن حل لفلسطينيي 48 الذين ستطردهم الدولة العبرية بموجب الاعتراف بيهودية الدولة. واتخذت اسرائيل خطوات مسرعة نحو تهويد القدس من خلال تكثيف الاستيطان بالمدينة وطرد اهالي المدينة الاصليين من منازلهم وزرع المستوطنين بها. هذا التعنت الاسرائيلي يفرض علي العرب عدم التعويل علي الادارة الامريكية العاجزة عن فرض اي حلول علي تل ابيب والاستعداد لطرح البدائل التي يمكن ان يستعيد الفلسطينيون من خلالها حقوقهم المسلوبة وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحوها لإسرائيل لوقف الاستيطان من اجل استئناف المفاوضات المباشرة.