يواصل الرئيس حسنى مبارك دعمه لمفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى واشنطن وشرم الشيخ والقدس وسط مؤشرات تؤكد إصرار القاهرةوواشنطن على إنجاحها والتوصل لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين. ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو فى محاولة لتذليل العقبات وإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان. وكان الرئيس حسنى مبارك قد أمضى ساعات مكثفة مع أطراف المفاوضات فى شرم الشيخ أسفرت عن نتائج إيجابية فى اتجاه استمرار التفاوض على القضايا الرئيسية (الحدود- اللاجئين- المياه- القدس- الأمن). أسفرت الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برئاسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن نتائج تؤكد جدية الجهود المصرية والأمريكية التى يقوم بها الرئيس حسنى مبارك والرئيس الأمريكى باراك أوباما.. وعلى مدار يوم كامل أجرى الرئيس مبارك مباحثات مكثفة فى شرم الشيخ مع أطراف المفاوضات كل على حدة- الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، حيث استعرض معهم رؤية مصر لإنجاح مفاوضات السلام والتى تؤكد على أهمية التوصل لحل يقضى بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف- ضرورة وقف الاستيطان باعتبار أن التفاوض مع الاستيطان ضياع لكل فرص السلام- أن يتم الاتفاق حول القضايا النهائية خلال عام- أى إطار زمنى- استمرار دعم الأطراف الراعية للمفاوضات خاصة القاهرةوواشنطن والدول العربية- وقف الأعمال الاستفزازية التى تعطل مسيرة السلام واستمرار التفاوض. وفى نهاية الجولة الثانية للمفاوضات التى جرت برعاية الرئيس مبارك التقى مرة ثانية مع كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى ووزيرة الخارجية الأمريكية، حيث أكد الرئيس على أهمية توفير المناخ السياسى وتمديد تجميد الاستيطان وبعد انتقال المفاوضات إلى القدس يواصل الرئيس مبارك اتصالاته لوضع أسس عملية للتفاوض والدفع بجدول أعمال يبحث قضايا الحل النهائى وتجاوز مسألة الشروط المسبقة لإسرائيل فيما يتعلق بيهودية الدولة. وفى تصريحات خاصة ل (أكتوبر) أوضح الدكتور نبيل شعث عضو الوفد الفلسطينى المفاوض أن القبول بدولة يهودية أو الاعتراف بها يعد انتحارا سياسيا للسلطة الفلسطينية والتى ترفضه بالكامل- لأن قيام دولة يهودية يعنى ضياع حقوق اللاجئين وعرب 48. وأضاف أن هذا الطرح لن يكون يوما جزءا من عملية السلام ولا الاستيطان. وحذر من عدم تجميد إسرائيل لبناء المستوطنات يوم (26) الشهر الجارى، مؤكدا أن الجانب الفلسطينى لن يستمر فى المفاوضات إذا تمسكت تل أبيب بموقفها وسياساتها الاستيطانية. وكشف شعث عن تفهم الجانب الأمريكى للمطالب الفلسطينية خلال الجولة الأولى فى واشنطن وهى مناقشة قضايا الحل النهائى مثل الحدود والأرض. وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قد وصف ما انتهت إليه مفاوضات شرم الشيخ بأنها تشكل بداية مهمة لمسيرة السلام، وأشار إلى أن الرئيس مبارك جدد طرح الرؤية المصرية بأكبر قدر من الوضوح، مؤكدا أن المطلوب من كل الأطراف هو المصداقية وتأكيد الرغبة فى التوصل إلى تسوية سياسية وتوفير المناخ السياسى الذى يحقق للمفاوضات مسارها الطبيعى لكى تستمر فى الاتجاه المطلوب. وأوضح أبو الغيط أن الرئيس مبارك شدد على عدم إتاحة الفرصة أمام أية عقبات تعرقل المفاوضات، وأكد على جدية المتفاوضين وتطابق وجهات النظر المصرية والأمريكية والدولية بشأن وقف الاستيطان. واعتبر وزير الخارجية الدور المصرى داعماً ومساعدا للحقوق الفلسطينية وليس طرفا فى المفاوضات قائلا: نحن نسعى لتحقيق هدف قيام الدولة الفلسطينية من خلال السعى لإقناع الجانب الإسرائيلى بالمتطلبات الفلسطينية. وحول تطرق المفاوضات لقضايا الحدود والأمن خاصة أن معظم وسائل الإعلام روجت لفشل المفاوضات والخلاف حول جدول الأعمال، أوضح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أنه من الصعب الاتفاق حول كل القضايا الخلافية فى جولة أو جولتين، مؤكدا وجود نوايا للتوصل إلى حلول. واعترف بإثارة إسرائيل لموضوع الدولة اليهودية خلال الاجتماعات. وقد علمت (أكتوبر) من مصادر مقربة من اجتماع شرم الشيخ أن الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى عرضا ما لديهما من أفكار تتعلق بسير المفاوضات وأن الرؤية الكاملة للتفاوض سوف تتضح بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لواشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما يوم الأحد (21) الشهر الجارى. إضافة إلى التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان وأوضحت المصادر أنه من المبكر الحديث عن نتائج إلا بعد يوم (26) سبتمبر. يذكر أن السيناتور جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط قد أوضح قبل مغادرته شرم الشيخ أن الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى، قد باشرا مفاوضات جادة حول القضايا الجوهرية للنزاع الفلسطينى- الإسرائيلى ومعروف أن القضايا الجوهرية هى الحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين والمياه، وقد أضيف لهذه القضايا موضوع الضمانات الأمنية التى تطالب بها إسرائيل فى حال قيام الدولة الفلسطينية. وسئل ميتشل عما إذا كانت المفاوضات فى شرم الشيخ قد تناولت موضوع الاستيطان فلم يؤكد ولم ينف إلا أنه أكد على مطلب واشنطن بتمديد تجميد الاستيطان. وقال إن موقفنا من المستوطنات معروف ويبقى بلا تغيير، وكما قال الرئيس باراك أوباما أخيرا نحن نعتقد أنه من المنطقى أن يتم تمديد المهلة الخاصة بتجميد الاستيطان والتى تنتهى فى يوم (26) سبتمبر. وأوضح ميتشل أن عباس ونتنياهو يعملان معا لمواصلة المفاوضات وإطلاق عمل فريقى التفاوض تمهيدا لجولة مقبلة على مستوى القادة. وأضاف المبعوث الأمريكى أن الأطراف اتفقت على نجاح المفاوضات وسريتها بشكل كامل والتعامل معها بحذر. وقال إن الولاياتالمتحدة تتعهد بتقديم الدعم الكامل للأطراف المعنية فى هذه المفاوضات وسنكون شركاء فاعلين نلقى بثقلنا الكامل لإنجاحها.