انطلقت فى مدينة شرم الشيخ بعد ظهر اليوم الجولةالثانية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة بمشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الأسرائيلى بنيامين نتنياهو وبحضور وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون، قد بذل الرئيس محمد حسنى مبارك جهودا مكثفة مع وزيرة الخارجية الامريكية والجانبين الفلسطينى والإسرائيلى خلال اجتماعه صباح اليوم مع كلينتون ونتنياهو وأبو مازن كل على حدة لتشجيع الطرفين على إحراز تقدم حقيقى فى المفاوضات يفضى الى سلام عادل ودائم فى المنطقة ويحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. وترددت أنباء عن أن المفاوضات قد بدأت متأخرة نحو ساعة بسبب الخلافات التي برزت بحدة بين الجانبين والمتعلقة بالإصرار الإسرائيلي على رفض تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تأخر عن الالتحاق بالاجتماع الثلاثي الذي يجمعه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأمضى قرابة ساعة من الوقت برفقة وفده المفاوض لبحث الموقف الإسرائيلي من الاستيطان. ولكن مفوض العلاقات الدولية في اللجنة المركزية لحركة فتح د. نبيل شعث نفى الشائعات التي ترددت عن تأجيل المفاوضات ، وقال في تصريح للصحفيين في مدينة شرم الشيخ "لدى توجه الوفد الفلسطينى المشارك فى المفاوضات "الكلام عن التأجيل غير صحيح وتأخير لمدة ربع ساعة ليس معاناه تأجيل ، ونحن لم نبلغ بأن هناك تأجيلا ، وأن شيئا جديدا قد جرى ، ووزيرة الخارجية الاميركية زارتنا والرئيس أبو مازن التقى الرئيس مبارك كما هو مخطط ، ولم نبلغ بأي تغيير أو تأجيل " . وأضاف : مازال موقفنا واضحا ولا غموض فيه بشأن الاستيطان ، ولن يتغير موقفنا إطلاقا ، ولم يطلب منا أحد تغيير هذا الموقف ، ومازلنا نسعى جميعا لانهاء الاحتلال ، ولا يمكن أن تكون المفاوضات تحت شعار الأرض مقابل السلام بينما الأرض تسلب . وقال شعث "حتى الآن لم يحدث أي تفاوض مع الجانب الإسرائيلي ، والمهم أن الجانب الأمريكي يفهم مطلبنا فيما يخص وقف الاستيطان وسببه ، ويقولون بأنهم يسعون بكل جهد لتحقيقه حتى تسير المفاوضات" . وأوضح شعث أن الموقف الأمريكي من الاستيطان أعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، وأكد عليه الرئيس باراك أوباما هذا اليوم والموقف الأمريكي يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان بما يتيح مناخا إيجابيا للمفاوضات " . ويصر الجانب الفلسطينى على بدء المفاوضات من النقطة التى توقفت عندها فى ديسمبر 2008 بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى ، فيما يرى الجانب الإسرائيلى أن ذلك غير ملزم للحكومة الحالية . وكانت المفاوضات التى انطلقت بعد مؤتمر أنابوليس بين الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت وصلت إلي نتائج محددة بالنسبة لقضايا الوضع النهائى (الحدود ، والقدس ، واللاجئون ، والمياه ، والأمن ، والأسرى . فبالنسبة للحدود طرح الجانب الفلسطيني تبادل ما نسبته 9ر1 % بالقيمة والمثل وذلك بعد تثبيت حدود دولة فلسطين علي خطوط الرابع من يونيو 1967 . وطرح الجانب الإسرائيلي ضم 5ر6% من مساحة الضفة الغربية ، وإعطاء ما نسبة 5ر8 % من أراضي عام 1948 ، وتكون النسبة الباقية 07ر0 % بدل الممر الجغرافي الرابط بين الضفة الغربية وقطاع غزة .وبالنسبة للقدس طرح الجانب الإسرائيلي أن الأحياء العربية في القدسالشرقية تكون جزءا من فلسطين في حين تكون جميع المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت في القدسالشرقية جزءا من إسرائيل. ̅ أما فيما يتعلق بالبلدة القديمة طرح الطرف الإسرائيلي مفهوما لما يسمي الحوض المقدس ، مع ترتيبات خاصة ، ترفع فيها السيادة عن الطرفين ، لكن الجانب الفلسطيني تمسك بأن القدسالشرقية مثلها مثل بقية الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة وتعتبر منطقة محتلة وينطبق عليها مبدأ عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة وسوف تكون عاصمة لدولة فلسطين التي سوف تحترم الديانات وتؤسس علي ركائز حرية العبادة للجميع . ̅ وبالنسبة للاجئين طرح الجانب الإسرائيلي عودة 1000 لاجئ فلسطيني إلي إسرائيل سنويا ولمدة خمس سنوات وتكون عودتهم لأسباب إنسانية ، العودة لدولة فلسطين شأن داخلي فلسطيني ، إنشاء صندوق دولي للتعويضات وتكون إسرائيل عضوا فيه . ورفضت إسرائيل تحمل أي مسئولية عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين ، إلا أنها أقرت بأنها تتحمل مسئولية خاصة في تعويض اللاجئين وقبلت ببحث وإيجاد حلول لممتلكات اللاجئين. ̅ وأكد الجانب الفلسطيني أن حق العودة كفله القانون الدولي وقرار الجمعية العامة رقم 194 . واللاجئ له حق اختيار العودة إلي إسرائيل أو العودة إلي الدولة الفلسطينية أو البقاء مكانه أو الذهاب إلي مكان آخر . وأكد الجانب الفلسطينى أن العودة إلي دولة فلسطين تخضع فقط للقانون الفلسطيني .وطالب بإنشاء صندوق دولي للتعويضات بحيث يتم تعويض كافة اللاجئين مهما كان خيارهم ، فالحق هو العودة والتعويض وليس العودة أو التعويض ، وتعويض الدول المضيفة . وحول قضية المياه طرح الجانب الاسرائيلى تأسيس تعاون اقليمى لحل المشكلة ، واقامة محطات تحلية للمياه فى اسرائيل وتزويد دولة فلسطين بما تحتاجه من مياه ، واحتفاظ اسرائيل بسيطرتها على أحواض المياه . أما الجانب الفلسطينى فقد طرح حل قضية المياه وفقا للقانون الدولى ، وأحواض المياه الفلسطينية تكون ضمن سيادة دولة فلسطينية وحقوق فلسطين المائية فى نهر الاردن ، وحقوقها فى البحر الميت لأن فلسطين دولة مشاطئة لها 37 كم طولا و 220 كم2 المساحة الاجمالية ولها 12 ميلا اقليميا لقطاع غزة على البحر المتوسط . وطالب الجانب الفلسطينى بالتعويض عن سرقة اسرائيل للمياه الفلسطينية منذ عام 1967 والتعاون لحل مشكلة المياه اقليميا . وبالنسبة للامن طرح الجانب الاسرائيلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح ، ووجود اسرائيلى فى عدة مواقع فى دولة فلسطين ويكون لاسرائيل السيطرة على المجال الجوى لفلسطين . وطرح الجانب الفلسطينى تحريم أى وجود اسرائيلى على أراضى الدولة الفلسطينية ، وتكون حدود فلسطين ومعابرها وأجواؤها ومياهها الاقليمية تحت سيادتها الكاملة ، والموافقة على وجود طرف ثالث لفترة زمنية محددة ، ويكون لدى فلسطين وبالتعاون مع الطرف الثالث الحق فى إمتلاك الاسلحة المطلوبة للنهوض بمسئولياتها كاملة .وحول موضوع الأسرى طرح الجانب الفلسطينى أن تقوم اسرائيل بالافراج عن كافة الأسرى والمعتقلين عند توقيع الاتفاق النهائى . وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد استقبل بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل بدء جولة المحادثات المباشرة الثانية، جرى خلال المقابلة تناول الجهود المبذولة من كافة الأطراف المعنية بهدف توفير الظروف التى تؤدى إلى نجاح المفاوضات الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، والتى كان الرئيس مبارك قد شارك فى الاحتفال بإعادة إطلاقها فى واشنطن قبل نحو أسبوعين.
وتناول اللقاء الثنائى رؤية مصر فى هذا الخصوص، بما فى ذلك ما أكد عليه الرئيس مبارك فى واشنطن من ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلى بالأراضى الفلسطينيةالمحتلة، ودعوة الجانب الإسرائيلى لاغتنام الفرصة السانحة حاليا، ومقابلة اليد العربية الممدودة بالسلام.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد التقت في وقت سابق مع نتنياهو وعباس على حدة، كما التقت مبكرا بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي التقى أيضا بشكل منفصل مع عباس ونتنياهو، حيث أبلغ الأخير موقف مصر المؤيد لتجميد الاستيطان ودعاه لاغتنام الفرصة السانحة حاليا و"الاستجابة لليد العربية الممدوة للسلام". يذكر أن كلينتون كانت قد دعت طرفي التفاوض قبيل وصولها إلى شرم الشيخ لتجاوز عقبة الاستيطان التي باتت تشكل العقدة الكبرى في طريق استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين. من جانبه قال المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل فى مؤتمر صحفى عقب الجلسة الثانية من المفاضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى شرم الشيخ اليوم الثلاثاء "إن الاطراف المعنية بدأت اليوم سلسلة من المناقشات حول قضايا أساسية ، حيث أكد الجانبان نيتهما دخول المفاوضات بجدية وإخلاص ، كما جددا تنديدهما بكل أنواع العنف التى تستهدف المدنيين الأبرياء وتعهدا ببذل الجهود للمحافظة على الامن . وأكد المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل أن الأطراف المعنية أكدت على ضرورة التوصل إلى سلام شامل ودائم وعادل ، مشيرا إلى أن الهدف المشترك يبقى إقامة دولتين لشعبين ، والالتزام بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكل القضايا . واضاف المبعوث الأمريكي ان الاطراف الآن اتفقت على ان نجاح هذه المفاوضات يعتمد على المحافظة على سريتها بشكل كامل والتعامل معها بحذر . وأوضح ميتشل ان ما سيتم الكشف عنه هو القليل من التفاصيل ، مشيرا إلى انه تم الاتفاق على انه بعد لقاء القادة في القدسالغربية غدا (الأربعاء) فان مفاوضيهم سوف يلتقون خلال الايام المقبلة للاستمرار في المفاوضات وللتمهيد للجولة القادمة من المفاوضات على مستوى القادة .