يعد د. رمضان بسطاويسي من النقاد القلائل الذي تنطلق كتاباته من فهم عميق لدور علم الجمال- باعتباره من أهم أساتذته- في فهم النص الإبداعي. وتسليط الضوء علي إيجابياته. قدم العديد من الكتب والدراسات المهمة. ورعي الكثير من التلاميذ. واشرف علي رسائل جامعية. أسهمت في...... قلنا : الا تري ان النقد المنتمي لعلم الجمال بلا صدي؟ قال : هذا نتيجة أن علم الجمال ينتمي للدراسات الفلسفية. والنقد فرع منها. بينما تخرج غالبية النقاد في كليات الآداب. أقسام اللغة العربية أو الانجليزية أو الفرنسية. علم النقد المبني علي علم الجمال يحتاج دراسة الفلسفة بصورة دقيقة. وان يمتلك الطالب أدوات تحليل النصوص. وقراءة اللوحة. وكيفية التعامل مع العمل الفني. قلنا : لكن المحصلة أن نقاد علم الجمال ليس لهم دور في الحركة الأدبية؟ قال : علم الجمال يقدم مبادئ النقد الأدبي والفني. ولدينا-في الواقع العربي-اتجاهات تفيد من علم الجمال. مثلا كتاب د. عبدالمنعم تليمه "مداخل الي علم الجمال الأدبي" الذي حدد فيها منهجه. ومجالاته. وتفسيره للواقع. وهناك من أفادوا من النقد الجمالي. وتخرجوا في أقسام مختلفة في النقد الأدبي. لكنهم مهتمون بالفنون مثل النحت والتصوير والعمارة. وإن كنا لا نسمعهم. لأننا مهتمون بالنقد الأدبي. ونهمل الأنواع الأخري من نقد الفنون. قلنا : أنت واحد ممن عملوا بالنقد الجمالي. ومع ذلك فأنت بعيد عن الحركة الثقافية. قال : لقد مارست النقد فترة طويلة. وعملت بالنقد الأدبي. وأسست ما يسمي بالنقد الثقافي قبل ان يتحدث عنه د. عبدالله الغذامي. وهذا ما سجلته في دراسات النقد الثقافي حينا. وقد شارك في ذلك د. سعيد توفيق ود. وفاء إبراهيم التي تحدثت عن الوعي الجمالي عند الاطفال. ود. شاكر عبدالحميد الذي اهتم بالفن التشكيلي والقصة القصيرة.. هذه أبرز الأسماء. وهم أساتذة في علم الجمال. ولعلي اعترف أني مقصر. ففي السنوات العشر الأخيرة. امتص العمل الأكاديمي مساحة كبيرة من وقتي. كان من الممكن استثمارها في المتابعات النقدية. قلنا : هل هناك اجيال تالية لجيل الاساتذة؟ قال : نعم هناك د. سامي إسماعيل. سافر الي ليبيا وعاد. وسيحصل قريبا علي درجة استاذ مساعد في جامعة بنها. وهناك اخرون- لاتحضرني أسماؤهم- في جامعتي القاهرة وبني سويف. الأجيال الجديدة سوف تشارك في تغطية هذه المساحة التي تعتمد علي علم الجمال. قلنا : ثمة من يري أنه من الصعب أن يكون لدينا نقد حقيقي؟ قال : هذه وجهة نظر. لا يوجد علم جمال عربي. ولا فلسفة جمالية مستقلة. لكن يوجد نظريات للفنون. وهي تفسر الفن نفسه. مثل الشعر العربي. الذي يعد عنصرا رئيسيا لمنظومة الحضارة العربية. لايمكن لزحد انكار دوره في فهم الحضارة نفسها. هناك نظريات للفنون تحدد علقة الفن والواقع بالتجربة الانسانية. والناقد يفيد منها. اما الناقد غير الدارس لهذا الجانب. فيبقي نقده انطباعيا وجزئيا. ولايستطيع ادراك العمل الفني في المشهد الثقافي العام. لأن الفن لابد ان ينشأ داخل اطار المشهد الثقافي العام. قلنا : هل يوجد اختلاف نوعي في الكتابة الابداعية الآن؟ قال : لابداع هو الانطلاق في آفاق لا تتوقف لابد من وجود الحلم. الاجيال المختلفة لها الحق في كسر نمطية الابداع او تقليديته. هناك مجالات ثقافية جديدة لان. مثل الانترنت وشبكة المعلومات. أما الكتاب الكلاسيكي فقد تراجع دوره. بدأت كتابات جديدة عبر اشكال جديدة. وهي موجودة في كل الفنون. نحن لدينا الكلمة والصورة والموسيقي. اصبحت الكتابات والتجارب الفردية مع المتغيرات. وتضاؤل سلطة رقابة الدولة شجعت علي تقديم أعمال صادقة. واستخدام الجوانب الحسية المختلفة. وتقديم اشكال جديدة للرواية التفاعلية في مصر والأردن. وقد تمازج معها-بشكل آلي- فنون التصوير والسينما والموسيقي. أيضا هناك نصوص جديدة تجذر هذا الوعي الجديد بالواقع الافتراضي. وهو واقع كان له دور في ثورة 25 يناير. قلنا : هل ظهرت كتابات جديدة تنتمي الي ثورة 25 يناير؟ قال : لا نستطيع أن نقول هذا. لابد للمسألة ان تأخذ وقتاً. لابد من إعادة صياغة الواقع. وهي صياغة تطورية لا يمكن ان تحدث الا اذا تغير المجتمع. وتحققت العدالة. لدينا ثورة ثانية في 30 يونيو. نحن ننتظر الي ان يحدث التغيير. وبعد ذلك يأتي الابداع ليعبر عن رأيه في ذلك التغيير. وثمة نقاد لاينقدون النص الأدبي. لكنهم يعنون بنقد الحياة اليومية للثورة المصرية. اعتقد أن د. عمار علي حسن يقدم هذه القراءة الثقافية للحياة السياسية والاجتماعية من خلال الأعمال المتميزة التي قدمها خلال الفترة الماضية.