من المعروف أن الذبحة الصدرية هي نوع من آلام الصدر الذي يحدث نتيجة عدم حصول عضلات القلب علي الكمية الكافية من الدم المحمل بالأكسجين. مما يتسبب في الشعور بالألم في منطقة الصدر وهي أحد الأعراض الهامة لأمراض الشريان التاجي الشائعة علي مستوي العالم أجمع. وعادة ما تحدث الذبحة الصدرية نتيجة تعرض القلب للضغط الشديد والإجهاد أو الضغط العقلي أو العاطفي ففي تلك الحالات وكنتيجة لضيق الشرايين والأوعية الدموية مع تزايد تدفق الدم يزداد الضغط مما يتسبب في الجلطة أو الذبحة. فماذا عن الذبحة الفكرية؟! ويحق لي تسجيل حق الملكية الفكرية لهذا المصطلح ماذا لو لم يحصل العقل علي صحيح المعلومة وتعرض لضغط الزيف والتلفيق وضاق بما يلقي أمامه من أكوام الكذب؟! كيف يستطيع أن يتجاوز ما يمر به من أزمات تتسبب في شعوره بألم عقلي وربما أوصلته لمرحلة الخلل!! فالتطرف الذي أصبح سمة سائدة لكل الأطراف المتنازعة علي المحروسة وشعبها المسالم أصاب العقلاء بالذبحة الفكرية.. منهم من التزم الصمت تمريرا للفتنة الكبري التي نعيش فيها ومنهم من أيد موقفا اليوم وخالفه غدا.. متخبطا فاقدا للسيطرة علي استقراره الفكري ومع اعتبار صدق المعلومة للعقل بمثابة الأكسجين الذي يغذي القلب.. فتحدث الذبحة عندما يقل.. وللذبحة أنواع منها المستقر والعارض ومنها المميت. وللذبحة الصدرية أطباء ودواء ومستشفيات ممكن اللجوء إليهم.. فماذا عن الذبحة الفكرية؟! من يشفي منها؟ ومن يشخص الحالة التي أصبحت كوباء شعبي الآن. ربما لو طالبنا الصحف والإعلام المرئي والمسموع بتحري الصدق وإخلاص النية لله في قوله الحقائق بعد التأكد منها لقدمنا لمرضي الذبحة الفكرية المعونة للشقاء والنجاة من هذا المرض الذي قد يؤدي للسكتات الدماغية أو الانتحار الجماعي علي طريقة الحيتان التي تنتحر علي شواطيء المحيطات يأسا من الحياة. نطالب كل متطوع سواء علي الفيس بوك أو تويتر أو غيرهما من صفحات التواصل الاجتماعي بتحري الدقة فلا يمارس مراهقته السياسية علي حساب مصر تلك التي لجأت إليها كل الشعوب التي مرت بما تمر به مصر اليوم فقد فر إليها شعب الكويت عندما ضربهم صدام وفر إليها شعب العراق عندما ضربهم الأمريكان وفر إلينا الليبيون وهم يذبحون وفر إلينا السوريون.. مصر الأمن والأمان.. تمر بأصعب محنة لها فوضي وقتل وحرق وسلاح في شوارعها!! مصر العظيمة المستهدفة هل تفر؟! وإلي أين؟! لم يعتد المصري الفرار تاريخه يقول هذا.. تاريخه يقسم بصموده في وجه أي احتلال عسكري أو ثقافي أو حتي الجيل الرابع من الحروب والاحتلال كما كان مخططا مع الجماعة الإرهابية العالمية لفرض تقسيم خريطة الشرق الأوسط الجديد.. علينا أن نمد عقولنا بأكسجين الحياة "الحقيقية" حتي ننجو من الذبحات الفكرية.