ربما تكون الأفراح بموعد محدد والكل يشتاق إليها ليعيشها. لكن الأحزان تأتي دائماً فجأة وتطرق الأبواب بلا إنذار. ذهبت "المساء" إلي مدينة المطرية لتشارك أسرة الشهيد إبراهيم علي محمد السيد "22 سنة" المجند بالقوات المسلحة الذي استشهد أمام فندق القوات المسلحة بالعريش والذي كان من المقرر خلال الستة أشهر القادمة أن يستكمل مدة التجنيد ويعود إلي أسرته البسيطة. تقول والدته عفاف ابراهيم علي عيسي "55 سنة" ربة منزل: نحن من المطرية لكننا عشنا في بورسعيد منذ أن توفي زوجي منذ أكثر من 15 سنة وكان يعمل صياداً. ونعيش رزق يوم بيوم لنربي أولادنا حسن "37 سنة" صياد. وفاطمة "35 سنة". وبسمة "29 سنة". وإبراهيم -الشهيد- "22 سنة". أضافت: عشنا في عشة بزرزارة في بورسعيد. وعملت في عيادة طبيب بشري حتي أتمكن من تربية أولادي الأيتام بالحلال. الحمد لله نتمتع بسمعة طيبة وأولادي الثلاثة تزوجوا وأنجبوا ماعدا ابراهيم -الشهيد- ربنا اختاره عريس في الجنة لأن ابني راح بشبابه وأحلامه في ثوان!! تابعت: نحن أبسط خلق الله في المعيشة لكننا نرضي بالمقسوم ورغم فقرنا الشديد إلا أننا لا نبيع دم ابننا أبداً. وأشارت إلي أنه بعد استشهاد ابراهيم جاء لنا ثلاثة قياديين من الاخوان وخمسة أشخاص آخرين جميعهم من الإخوان ويحملون حقيبة أموال. مطالبين بأن نقول إن السيسي والجيش قتلوا ابننا ابراهيم. ونردد هذا الكلام في البلد وفي قناة الجزيرة ونحصل علي حقيبة الأموال. فصرخت في وجههم قائلة: يا كذابين يا تجار الدين يا قتلة عايزني أبيع دم ابني وأكذب يا أعداء الله. أنا وأولادي كلهم فداء لمصر والسيسي والجيش. والتفت حولي ولم أجد سوي زجاجات كوكاكولا قديمة بجواري فأخذتها وضربتهم بها أنا وأولادي وشباب البلد. حتي فروا هاربين وأنا أصرخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا إرهابيين يا كذابين يا قتلة. أضافت بسمة "29 سنة" ربة منزل وشقيقة الشهيد ابراهيم: منذ فترة الحمد لله حصلت والدتي علي شقة مساحتها 47 متراً في محافظة بورسعيد بدلاً من العشة ومستورة الحمد الله. قالت: قبل استشهاد ابراهيم بأسبوع كان عندنا في اجازة وسافر للمنزلة ليقدم العزاء في زميله الذي استشهد وهو يوزع وجبات الإفطار عليهم في رمضان. وقال لي: يا أم يوسف إن سافرت هذه المرة سأعود جثة ثم بكي بشدة. وأضاف: احنا بنشوف الموت كل لحظة بسبب حماس الإخوانية التي تطلق علينا الرصاص الحي كل يوم دون خوف من الله. وللأسف بعض البدو يساعدونهم مقابل المال!! أضافت وهي تبكي: بعد سفره وقبل استشهاده بحوالي 18 ساعة اتصل قائلاً: يا أم يوسف وصيتك أمي لأني خلاص هموت. فأصحاب اللحي الكبيرة بتوع حماس يطلقون الرصاص كل دقيقة علينا دون رحمة. وأنا حاسس بالموت قريب مني. قالت: خرجنا في العيد بمسيرة سلمية نحمل صور الشهيد ابراهيم مرددين "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" فخرج علينا أنصار مرسي يحملون صوراً له ويحملون علماً أسود اللون وآخر أخضر. وانهالوا بالسب والشتائم التي لا يتخيلها أحد علينا. وأمطرونا بالرصاص والطوب الذي يحملونه في السراويل قائلين: يا عملاء السيسي عليكم اللعنة يا خونة. وكان هذا في العيد نهاراً! هل هذا يرضي الله. ومن الدين؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.