رئيس الوزراء يهنيء السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    رئيس الوزراء يتابع ترتيبات تنظيم مؤتمر الاستثمار المُشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    نتنياهو يناشد زعماء العالم منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل    وزير خارجية الاحتلال مهددا لبنان: «إذا لم ينسحب حزب الله.. فإننا نقترب من حرب شاملة»    ستبقى بالدرجة الثانية.. أندية تاريخية لن تشاهدها الموسم المقبل في الدوريات الخمسة الكبرى    الاتحاد الجزائري ينفي صدور حكم من "كاس" بخصوص أزمة نهضة بركان    مدرب بلجيكا: كورتوا سيغيب عن يورو 2024.. ونركز على اللاعبين الذين يتمتعون بحالة جيدة    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    السجن 15 سنة مشدد لعاطل خطف طفلة وتعدى عليها بالجيزة    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    «التعليم» تحدد موعد امتحانات نهاية العام للطلاب المصريين في الخارج 2024    3 ألحان ل حميد الشاعري ضمن أفضل 50 أغنية عربية في القرن ال 21    إسعاد يونس في معرض أبو ظبي للكتاب: سور الأزبكية يضم العديد من الكتب المتنوعة والمتميزة    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    قبل انفصاله عن ندى الكامل.. كيف تحدث أحمد خالد عن كواليس ارتباطهما؟ (فيديو)    متحدث الصحة: نجاح المنظومة الصحية يعتمد على التنسيق والتشاور بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص    هيئة سلامة الغذاء تقدم نصائح لشراء الأسماك المملحة.. والطرق الآمنة لتناولها في شم النسيم    بالفيديو.. خالد الجندي: هناك عرض يومي لأعمال الناس على الله    مفاجأة بأقوال عمال مصنع الفوم المحترق في مدينة بدر.. تفاصيل    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    طرد السفير الألماني من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية    90 محاميا أمريكيا يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    كتائب القسام تفجر جرافة إسرائيلية في بيت حانون ب شمال غزة    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    زاهي حواس يوضح سبب تجاهل الفراعنة لوجود الأنبياء في مصر.. شاهد    كرة سلة – قمة الأهلي والزمالك.. إعلان مواعيد نصف نهائي دوري السوبر    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    غدًا.. «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانة الشهرية لشهر مايو    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    آثار جُرم يندى له الجبين.. أبو الغيط يزور أطفال غزة الجرحى بمستشفيات قطر (تفاصيل)    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    كراسي وأحذية وسلاسل بشرية.. طرق غير تقليدية لدعم فلسطين حول العالم    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    وزير الأوقاف يعلن إطلاق مسابقة للواعظات للعمل بإذاعة القرآن الكريم خلال أيام    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    وزير التموين يعلن تفاصيل طرح فرص استثمارية جديدة في التجارة الداخلية    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كعك العيد
نشر في المساء يوم 02 - 08 - 2013

مازالت عادة صنع كعك العيد مستمرة في البيت المصري خاصة في الأحياء الشعبية وفي القري والكفور والنجوع. حيث تتحول المنازل إلي خلية نحل وتتجمع السيدات في بيت احداهن من أجل صنعه.
وفي أيامنا هذه تفضل بعض الموظفات شراءه جاهزا من المحلات توفيراً للوقت وللجهد.
كل عام وأنتم بخير
سهر حتي الصباح.. بالشرقية
الشرقية- عبدالعاطي محمد:
تحرص السيدات بمحافظة الشرقية علي تصنيع الكعك والبسكويت داخل منازلهن أو بالأفران قبل العيد بأسبوع ويتم تقديمه للمهنئين من المسلمين والأخوة المسيحيين. بعض الأسر قررت عدم عمل الكعك مشاركة لجيرانهم من تلك التي استشهد أحد أبنائها علي يد الارهاب الأسود بسيناء أثناء تأديتهم الواجب الوطني.
يقول طه إبراهيم محمد: أعمل في فرن لتسوية البسكويت منذ "13 عاماً" لافتاً إلي ان الزبائن كانت في الأعوام الماضية بالطوابير لكن هذا العام قلت أعدادها بسبب الأحداث التي تعيشها البلاد وسقوط مئات القتلي مما أدي إلي شعور المواطنين بالحزن والقلق علي مستقبل مصر.
أضاف شحتة صبحي اسماعيل: كنا نسهر حتي الصباح الأخير من شهر رمضان كل عام لتصنيع البسكويت للزبائن وكانت "القاشية معدن" لكن ظروف البلد وحالة الاحباط التي يعيشها المواطنون دفعتهم إلي عمل كميات بسيطة. لأن الفرحة غائبة وحسبنا الله ونعم الوكيل في قتلة الجنود بسيناء.
أكدت الحاجة سعاد عبدالواحد أنهم كانوا ينتظرون حلول العيد بشوق حيث كانوا يسهرون حتي السحور خاصة قبل العيد بأسبوع لعمل البسكويت والكعك في البيت وكان الأطفال الصغار يشغلون الماكينة لتقطيع البسكويت. مشيرة إلي ان الأسرة كانت تتناول أول صاج تتم تسويته.
وقالت سميرة محمد: لظروف استشهاد أحد أبناء الجيران. أحجمت البلد عن عمل الكعك مشاركة للأسرة في مصابهم الأليم.
أضافت انعام علي: عملت كمية بسيطة من الكعك والبسكويت من أجل الأولاد. نظراً لما يحدث في البلد من عمليات إرهابية يروح ضحيتها خيرة الشباب والجنود.
أشارت الحاجة راوية حمدان إلي ان الكعك والبسكويت الذي يتم صنعه بالمنزل وتسويته في الفرن البلدي له طعم آخر ومذاق أفضل.
وقالت أسماء محمد: أفضل شراء البسكويت والكعك لعدم وجود صبر لديّ وأيضاً بالحسابات هي هي.
أضافت فايزة محمد: "اللمة حلوة". حيث اعتدت وبناتي وحريم أولادي علي التجمع وعمل الكعك في بيت العائلة علي مدار أكثر من يوم وفي النهاية كل أسرة تأخذ نصيبها.
المصري يتفوق علي السوري.. بالثغر
الاسكندرية- دينا زكي:
بالرغم من ان كعك العيد بمثابة طقوس سنوية لا يمكن الاستغناء عنها إلا أنه يواجه هذا العام مشكلة ارتفاع أسعاره بنسبة تتراوح ما بين 15 إلي 25% ولأول مرة تظهر لدي باعة الحلوي أوزان صغيرة لبيع الكعك مثل النصف كيلو والربع كيلو للبسكويت والبتي فور لتسويقه وهو ما دفع العديد من باعة الكعك سواء بالمخابز أو محاول الكنافة والبسبوسة أومحال التورتات لوضع قوائم كبيرة علي واجهة المحال بالأسعار مستخدمة أسلوب النصف كيلو لجذب المشتري ليفاجأ بأن الكعك مثلاً المعلن عنه "بعشرين جنيها للكيلو" سعره الحقيقي "40 جنيها" وهكذا.
ويدخل مجال المنافسة هذا العام الكعك السوري الذي انتشر عن طريق بيعه بالانترنت أو بتوزيع الدعاية بالمواصلات والأماكن العامة معتمداً شهرة "الكعك السوري بالمحلب" وبصورة عامة فا أسعار الكعك السوري تنخفض عن سعر السوق بأسعار تتراوح ما بين عشرة إلي عشرين جنيها حسب النوعية.
والحقيقة ان أبناء المناطق الشعبية والقبلية بالاسكندرية لايزالون يحرصون علي عادة تصنيع الكعحك بالمنازل بالرغم من ارتفاع أسعار جميع مستلزماته خاصة "البيض" والسمن و"الدقيق" وهو ما دفع محال السوبر ماركت الي إعلانها عن تخفيضات خاصة لأسعار الدقيق والمسلي الصناعي ليصل سعر كيلو الدقيق "المحلب" إلي ثلاثة جنيهات خاصة وان هناك مستحضرات جديدة في الأسواق تضفي رائحة السمن البلدي لتضاف إلي السمن الصناعي لتعطي نفس النكهة مع اختلاف المذاق.
وتحرص كثير من السيدات علي التواجد أول يوم العيد بالمدافن محملات بالقرص السادة والعجوة التي تم تصنيعها منزلياً كنوع من أنواع "الرحمة" كما يطلق عليها.. وتكلفة كعك العيد بالمنزل منخفضة للغاية مقارنة بالمحال التجارية فهي قد لا تتعدي الخمسة عشرة جنيهاً للكيلو و"خمسة وعشرين" جنيهاً للبيتي فور وكل سيدة تضع علامات مميزة علي الصاجات التي تتم تسويتها بالأفران ويصل هذا العام سعرتسوية الصاج جنيهين بعد ان كان لا يتجاوز "الخمسين قرشاً" وتحرص سيدات المناطق الشعبية علي تبادل أطباق الكعك مع الجيران كنوع من استعراض مهارة الصناعة أكثر من مراعاة الجار بالاضافة إلي حرص السيدات التفاخر بعدد الصاجات التي يقمن بارسالها للفرن وتنطلق الزغاريد في العادة مع وصول أول "صاج" وتذوق ما قامت به السيدات من صناعة وكان الصراع الرئيسي في الماضي بمناطق الاسكندرية حول حجز الأماكن بالأفران لاعداد الكعك ولكن الحال تغير مع تغير الأفران نفسها التي أصبح بعضها لا يعد سوي منتجات خاصة به أو العيش الفينو أو الأفران الحديثة والتي تقام في حجرة مثلاً لاعداد الخبز الأبيض.
وكعك العيد بمثابة مجال كبير للتنافس بين مصانع أهلية و"الأفران" ومحال الحلوي وسيدات الأعمال اللاتي يعملن في مجال تصنيع الكعك والطعام وارساله للمنازل. والتنافس ليس في الصناعة وأنواعها ولكن في فتح الاسواق الجديدة والاتفاقيات مع الشركات والمصانع والاندية الاجتماعية والخاصة وبالطبع مجال الأندية الاجتماعية به منافسة من نوع خاص للجوء بعض سيدات الأندية للبيع داخل النادي لتحقيق أرباح كثيرة.
طريف أنه بالرغم من ارتفاع الاسعار وصعوبة الحالة الاقتصادية. إلا أن الاسكندرية مجتمع غريب في الانفاق والمستويات الاجتماعية والتي تظهر بوضوح في عمليات الشراء وبالتالي تحقيق أرباح كبيرة من المبيعات خاصة في المناطق الراقية التي تتنافس في أماكن الشراء ونوعية الكعك والتفاخر بالأماكن التي يتم الشراء منها وبالتالي لن يتعجب أحد عندما نعلم ان هناك "كعك" مخصوصاً للطبقات الرقاية بسعر الكيلو "150 جنيها" وقد يزيد وهو نوعية خاصة وكذلك الحال بالنسبة للبيتي فور والبسكويت وهكذا يصبح كعك العيد مجالاً للعلاقات العامة والقدرة علي التسويق والدعاية المبكر أو لبيع الكميات المصنوعة وهومجال واسع النطاق وذو منافسة شرسة. أما أبناء اغلمناطق الشعبية فلا يزالون علي عهدهم من صناعة ما يحبونه حتي ولو بأقل الخامات. وفي حالة ضيق ذات اليد فإن الكميات البسيطة المعلبة مطروحة أيضاً بالأسواق والخيار مفتوح لعشاق كعك عيد الفطر.
مهارة السيدات تظهر بقنا
قنا عبدالرحمن أبوالحمد:
تعتبر الأسر القنائية ان صناعة كعك العيد داخل المنازل هي العيد نفسه فخلال العشر الأواخر من شهر رمضان تبدأ الأسر في محافظة قنا في وضع ميزانية خاصة للكعك حتي وإن كانت علي حساب مائدة الافطار. وتتحول المنازل إلي مصانع مصغرة لعمل المخبوزات بمختلف انواعها وسط لمة افراد الأسرة واحيانا بمشاركة الجيران مع بعضهم حيث تتباري السيدات لتبرز كل واحدة مهارتها في صناعة الكعك.
أوضحت جيهان القاضي اخصائية اعلان بديوان عام محافظة قنا انها تعتبر صناعة الكعك هواية وليس أداء واجب. فلديها مهارة في صناعة أنواع الكعك وعلي رأسها لانكشير والغريبة والبيتي فور والكعك الناعم والبسكويت بالقرفة وبجوز الهند والباتن ساليث وكعب الغزال. مؤكدة انها لا تشعر بفرحة العيد إلا بصناعة الكعك داخل المنزل وتناول يوم عيد الفطر وبدون لا تشعر بحلول العيد. خاصة اننا لا نخرج مثل اطفالنا لنلهو في الشوارع ففرحتنا بالعيد تتمثل في صناعة الكعك.
تضيف نجلاء حارس "موظفة" انها تحرص خلال العشر الأواخر من شهر رمضان علي عمل الكعك بمختلف أنواعه مع شقيقاتها ويسبق ذلك الخروج لشراء المستلزمات من زيت وسمن ودقيق وبيض ومكسرات. بعد أن يتم تخصيص ميزانية خاصة للكعك. مؤكدة أنها لا تحبذ شراء الكعك الجاهز. لأن العيد ليس له طعم بدون عمل الكعك في المنزل بمشاركتها أطفالها وشقيقاتها.
أكدت حنان نصاري معلمة لغة انجليزية انها تقوم بصناعة الكعك داخل منزلها بمشاركة جارتها. وكل واحدة منهن تتباري لتبرز مهارتها في عمل نوع معين من أنواع الكعك ويساعد البعض منهن الآخر في تحديد المقادير اللازمة لأن ذلك يحتاج إلي اتقان تام.
تقول سناء علي ربة منزل ان معظم السيدات في القري يحرصن علي صناعة الكعك في المنزل حتي اصبحت عادة بالنسبة لهن ولا يقمن بشراء الجاهز اطلاقا. مؤكدة ان كل سيدة تقوم بعمل أكثر من نوع مثل الغريبة والبسكويت والفايش والمنون إلي جانب الكيك لتناوله في الافطار في أول أيام العيد. أما باقي الأنواع تقدم للمهنئين من الأهل والأقارب والجيران. مشيرة إلي أن البعض يقوم بعمل نوع واحد في حالة الحزن لوفاة أحد أفراد العائلة ويسمي "الكعك" ويأخذ شكل دائرة وبداخله دائرة أخري فارغة ويتم توزيعه علي المقابر أثناء زيارة المتوفي وهي عادة أيضا مازالت أسر كثيرة تحرص عليها رغم النهي عن زيارة المقابر في أيام العيد.
بادية وحضر.. بمطروح
مطروح- محمد السيد:
الاحتفال بعيد الفطر في بادية مطروح موروث لم يتغير رغم ان الحياة لم تعد كلها بادية وان الحضر أصبح السمة الغالبة لمجتمع البادية بربوع المحافظة.
وان كان كعك العيد والبسكويت هو مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد في المناطق الحضرية من محافظات مصر فان الاحتفال بالعيد كما يقول المؤرخ البدوي محمود عبيده شاهين الفردي كان يقف عند بدو مطروح عند قيام المرأة البدوية بعمل ما يسمي بالعيش المقطع "المخروطة" وتصنع من الدقيق ولبن الضأن وبعد الطهي يضاف السمن الشيحي وهو سمن الضأن أيضاً.
يضيف كما تصنع العصيدة ويضاف لها "الرُب" وهو عصارة التمر بعد الطهي بالسمن.
أما ياسين عبدالكريم السمالوسي فيقول: مع بداية الستينات بدأ مجتمع البادية يكتسب خبرات جديدة فعرف مجمع البادية أنواع الحلوي المعروفة في محافظات الدلتا واكتسب أهل البادية بعد دخول الادارة المحلية الي المحافظة معرفة صناعة الكعك والبسكويت مع الوضع في الاعتبار المحافظة علي موروثهم البدوي من العصيدة والعيش المقطع.
وعرف المواطن البدوي أنواعاً أخري من الحلويات والبيتي فور وأصبحت الآن مائدة البدوي تحتوي بعد صلاة عيد الفطر علي جميع أنواع الحلويات التي قد تكون علي مائدة أحد أبناء القاهرة.
يضيف ياسين: لا تستغرب ان تجد علي مائدة البدوي الآن البونبون بأنواعه والكعك بأنواعه والبسكويت فمجتمع البادية أصبح مجتمع الإنترنت.
الأسر تتنافس في صنعه.. بالمنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
أكدت ايمان غازي "ربة منزل" ان كعك العيد يعد أحد مظاهر التراث وعادة من العادات القديمة التي تحرص عليها البيوت المصرية وتبعث علي السرور والسعادة في النفوس. وتقوم بتقديمه لأفرادها والضيوف في العيد بعد رش السكر الناعم عليه.
قالت نيفين الزهيري "مدرسة" إن الأمهات تحرصن علي تلك العادة اعتقادا بأنها بركة في البيوت. وهذا التقليد رغم ان صناعته تتطلب جهدا ووقتا وأعباءً مالية ترهق ميزانية الأسرة. مشيرة إلي أن الأسر تعلن حالة الطوارئ في العشر الأواخر من رمضان لعمله وتتنافس مع الجيران في مدي اجادة صنعه بوضع المقادير الصحيحة وتسويته بالقدر المعتدل ويتم تبادله بين الأقارب والجيران كصورة من صور التباهي.
اضافت ان كافة أفراد الأسرة حتي الأطفال يستمتعون بصناعة الكعك ويشكلون ما يشبه خلية نحل أو ورشة موسمية في كل رمضان. حيث تلاحظ تراص الأسرة والأهل والجيران حول الطبالي في ترابط قوي. موضحة ان الأم تقوم بخلط الدقيق والسمن والبيض والخميرة واللبن وتقليب كمية من السمسم به والبيكنج بودر بالمقادير المنابة ثم تقوم بتقطيع العجين علي شكل كرات. ثم يبدأ الجميع في عملية النقش ب "المناقيش" أو وضعه في قوالب بلاستيكية ذات أشكال مختلفة والبعض يقوم بحشوه بالملبن أو العجوة وهناك من يستخدم الماكينة لتقطيع "البسكويت". ثم يتم رصه في الصواني والصاجات ووضعه في الأفران المنزلية التي تعمل بالغاز لطهيه.
اشادت سهام ابراهيم "ربة منزل" إلي أن كعك العيد مرتبط بالعيد وهو أحد الموروثات القديمة ومن مظاهر الفولكلور الشعبي ويذكرنا بأيام الطفولة الجميلة. ورغم ان معظم الأسر تقوم باعداده بالمنزل. إلا أن هناك أسرا من الأغنياء والقادرين ماديا تعتمد علي شراء الجاهز منه لسهولة الحصول عليه في أي وقت. فضلا عن تعدد أشكاله وأحجامه وألوانه ومذاقه واجادة صنعه. إلي جانب عدم وجود الوقت والجهد لاعداده.
قالت ايناس مبروك "موظفة" انني أعتمد علي ما تهديه لي أمي وحماتي من كعك وغريبة وبسكويت وبيتي فور. لأنني لا أجيد صنع هذه المخبوزات وكذلك لا يوجد لدي الوقت لاعدادها. مشيرة إلي أن الأسر تتنافس في صناعته والاقبال علي المخابز البلدية والأفرنجية لخبز الكعك والقرص انخفض لارتفاع التكلفة.
اضافت زينب ديب "ربة منزل" انه يتم توزيع كمية من الكعك والقرص علي الفقراء في المقابر كصدقة علي أرواح الموتي. وكذلك في المناسبات والأفراح. وأوضحت ان الحجاج كانوا يتزودون به عند ذهابهم لأداء الفريضة طوال فترة اقامتهم بأرض الحجاز.
قالت ايمان حجاج "موظفة" اننا نتبادله في العمل مع زميلاتنا للمباهاة بحسن اتقان صناعته. مشيرة إلي أن الأهالي يفطرون به يوم العيد مع تناول بعض التمرات وكوب من الشاي.
أوضحت ان فتيات وسيدات اليوم لا يجدن صناعته. مما قد يؤدي إلي اندثاره في المستقبل. لافتة إلي قلة اقبال المواطنين علي المحلات لشرائه بسبب انخفاض المستوي المادي للأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. واشارت إلي أنه من العيب صناعته بالمنزل عند وفاة أحد من الأهل أو الجيران.
من جانبه حذر د. أشرف ابراهيم اخصائي أمراض باطنية وقلب من كثرة تناول الكعك تفاديا للإصابة بالانتفاخ وعسر الهضم والاسهال.
فرحة وبهجة.. في سوهاج
سوهاج محمد حامد:
مظاهر العيد في قري ومدن سوهاج عادات وتقاليد ارتبطت بها منذ القدم ومازالت موجودة حتي الآن ولعل حرص النساء وربات البيوت في المنازل علي اعداد خبيز العيد "كعك وبسكويت ونواعم وغريبة وشريك وفايش" قبل انتهاء شهر رمضان يمثل أولي مظاهر الاحتفال بالعيد أو مقدمه لمجيء عيد الفطر المبارك.
يؤكد منصور عبدالخالق اخصائي تعليم حرص سيدات سوهاج علي اعداد الكعك قبل عيد الفطر فهي من العادات والتقاليد المتعارف عليها. مشيرا إلي أن بهجة العيد وفرحته في قري ومدن سوهاج لها مذاق خاص حيث تحرص الأسر والعائلات علي التجمع في دوار العائلة يلتقي الكبير الصغير والجد مع الحفيد وتفوح روائح كعك العيد الشهية التي مازالت كثير من الأسر تحرص علي صناعته داخل البيوت لما يصاحب صناعته من فرحة وبهجة للجميع وهي من العادات التي مازالت تحافظ علي وجودها.
تري لمياء حمودي وكيل مدرسة ثانوي في كعك العيد مناسبة تأتي كل عام في شهر رمضان المبارك حيث تتسابق السيدات وربات البيوت علي صنعه في الأيام الأواخر من هذا الشهر.
تؤكد عفاف الجارحي "مدير عام" احتفاظ السوهاجيين بتلك العادة التي تتميز بها سيدات سوهاج في حرصهن علي عمل كعك العيد بالمنزل ومن لم يستطع صنعه أو خبزه في البيت يقوم بشرائه من المحلات.
يقول أشرف حسني صابر "موظف بالأزهر" ان أي بيت يخلو من كعك العيد يكون بسبب وجود مانع حال دون صنعه مثل حدوث حالة وفاة أو وفاة قريب للأسرة أو العائلة وتلك عادات وتقاليد أهل الصعيد مشيرا إلي أن كعك العيد تعبير عن قدوم العيد بالفرحة والبهجة وولع الأطفال الصغار بالفرجة علي أسرهم وهم يصنعون كعك العيد.
تشير سامية صبحي "مدرسة" إلي ان جيرانها من المسلمين يقدمون لها بعض ما يصنعونه في شهر رمضان من كعك وهذه عادة توصل المحبة بين المسلمين والمسيحيين.
كريمة سعودي ربة منزل تقول إن البيوت والأسر تهتم جيدا باستقبال عيد الفطر من خلال "خبيز الكعك" الذي يجبر كل زوج أو المسئول عن البيت في المدن والقري بسوهاج علي أن يوفر مبلغا من المال لشراء لوازمه وتكون أيام صنع كعك العيد اسعد أيام علي الأطفال الصغار عندما يرون العجين ويفضل بعضهم عمل عروسة يحب أن يلعب بها الطفل ويأكلها.
تتفق معها حنان محمود ربة منزل علي أن معظم البيوت بسوهاج سواء في المدن والمراكز والقري تقوم بصنع "كعك العيد" حيث يتساوي في ذلك الجميع "الأغنياء والفقراء" وان اختلفوا في امكانيات كل واحد منهم. حسب القدرة المادية مشيرة إلي أن هناك من يفضل صنعه في المنزل وهم الأكثرية فيما البعض خاصة الموظفات يفضلن شرلاء كعك العيد من الحلواني توفيرا للوقت والجهد.
الست أم جمال التي شهدت عقودا وأجيالا حيث يتجاوز عمرها السبعين عاما تتذكر ايام صنع الكعك في شهر رمضان وتقول كنا زمان نتفق والجيران علي عمل الكعك داخل أحد المنازل مع بعض وكل واحد له يومه في الكعك بمساعدة الآخرين. أي أنه كان ملتقي وتجمع السيدات من الجيران وهذه عادة مازلنا نحافظ عليها وكانت رائحته تفوح في الشارع الذي نسكن فيه. حيث يشار إلي أن هذا البيت بيخبز كعك العيد الليلة.
اضافت ان كعك هذه الأيام اختلف عما كان عليه في الماضي.
يعتبر حربي حلمي "مدرس" ان كعك العيد للسوهاجيين عادة لم تنقطع ومازالت موجودة ويمثل ذكري نبيلة وعظيمة لأنه يرتبط بعيد رمضان.
عادة فرعونية.. بالأقصر
الأقصر عمر شوقي:
لا مذاق يعلو فوقه ولا طعم له إلا في مناسبته. أنه كعك العيد الذي يعد أحد أهم مظاهر التراث المصري والفولكلور الشعبي في مواسم الأعياد.
تقول مني يوسف عبدالكريم ربة منزل نشأنا في بيوت تحتفل بصنع الكعك قبل حلول العيد بعدة ايام وتعتبره من المناسبات السعيدة التي تبعث البهجة في البيت وعلي ذلك فليس متوقعا منا ان ننتزع جذور كعك العيد من داخلنا. فالغريبة والبيتي فور والبسكويت والناعم مجموعة من الحلويات التي لا يخلو منها أي بيت مصري وتكتمل بها فرحة العيد.
اضافت: تعود هذه العادة إلي العهد الفرعوني المصري القديم حيث كان يعد الكعك علي أشكال دائرية تقدم في الأعياد أو عند زيارة الموتي والقبور. كما يعد كعك العيد من مظاهر الفرح والاحتفال.
اوضحت اميمة هاشم ربة منزل ان اهم مقادير الكعك هي الدقيق والسمن والبيكنج باودر والحليب والسمسم والملح. اشارت إلي ان البعض اصبح يفضل شراء الحلويات الجاهزة من المحلات توفيراً لعناء صنعه في المنزل إلا أن الحلويات التي تصنع في المنزل لها طعم ورونق خاص يميزها عن غيرها.
قالت إن الأسواق قبل ايام العيد تشهد ازدحاما شديدا من قبل المواطنين استعدادا لتجهيز مستلزمات العيد وشراء الحلويات والاطعمة المختلفة.
اضافت انصاف محمد حسن "موظفة" ان اسعار الكعك شهدت ارتفاعاً ملحوظا مع قرب العيد فقد تجاوز سعر بعض سلات الحلويات مئات الجنيهات. خاصة الحلوي الخاصة بالاطفال وهي مهمة في العيد ولابد من توزيعها عليهم.
اما هدي الزهري ومنال عبدالعاطي فأكدت ان محلات الحلويات استعدت استعدادا مبكرا هذا العام وان اسعار الحلويات ليست مرتفعة ابدا واغلب المواطنين يرغبون في شراء الحلويات وكعك العيد اكثر من شراء أي شيء اخر هذا العام.
يؤكد احمد حامد امين ظهور انواع جديدة من الحلويات كل عام حيث تنتشر بالمحلات الكثير من الاختراعات الجديدة في طرق صنع الحلوي والكعك فقديما كان البيتي فور والبسكويت ونحوهما من الحلويات المعروفة اما الآن فهناك انواع اخري جديدة ظهرت منها ما يسمي السابليه والقراقيش بالاضافة إلي الانواع المتعددة من البسكويت بمختلف النكهات وايضا الكعك باضافات مختلفة.
حذر عبدالمنعم عبدالمعطي من شراء الحلوي من المحلات خشية غشها وصناعتها الرديئة مشيرا إلي ظهور العديد من أصناف الحلويات والشوكولاتة والكعك التالفة والمغشوشة ومنتهية الصلاحية في بعض المحلات.
يؤكد الشيف حلواني محمد سمير ان الاقصر تذخر بصناعة عدد من الحلوي المميزة بالاضافة إلي المراكز الفاخرة لبيعها وصنعها حيث يستعد العاملون منذ دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من خلال التجهيز والترتيب الدقيق للحلويات حسب الصنف والنوع والجودة والحرص علي أن تظهر بصورة لافتة وجذابة داخل المحل لكسب رضا الزبائن والظفر بأكبر عدد منهم وبين أن كمية الحلويات التي يتم بيعها خلال اليوم الواحد لفترة العشرة الأواخر من رمضان من واقع تجربة عمله خلال السنوات الماضية في هذا المجال توازي ما يتم بيعه في عدة أيام في غير موسم العيد.
المرأة العاملة بالمنيا .. تفضل الجاهز
المنيا مصطفي عبيد:
أكدت فاطمة أحمد همام أن عادة كعك العيد ابتدعها المصريون للتعبير عن الفرحة بقدوم العيد. وأن العائلات الكبيرة بالقري والريف تتباهي ببراعتها في إعداده.
أوضحت أن العادة في الأرياف تتمثل في تجمع السيدات والفتيات والأطفال لإعداد الكعك خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان مما يبعث علي التقارب بين الأهل والجيران. وتتباري السيدات بمساعدة بعضهن في صناعته. مشيرة إلي أن اعداده بالمنزل يتسبب في اضاعة الكثير من شعائر الشهر الكريم. خصوصا في العشرة الأواخر منه. بخلاف إنفاق المبالغ الكثيرة لاعداد كميات كبيرة منه.
أضافت أم محمد من قرية زهرة: العيد لا يصبح عيداً إلا إذا أكلنا الكعك والبسكويت من صنع أيدينا وهناك شعور بالفرحة بين الأطفال والفتيات أثناء تذوق الكعك.
وأكدت أم حسن من أبوهلال أنه يتم اعداد الكعك والبسكويت والبيتي فور والغربية بالمنازل في الأحياء الشعبية حيث تتجمع الأسر سيدات وفتيات وأطفالا حول صاجات الكعك لنقشه في أشكال متعددة وتقوم الفتيات بنقل الصاجات إلي الفرن علي رءوسهن وسط فرحة الجميع.
أشارت إلي أن السيدات يتبادلن أطباق الكعك مع جيرانها أول أيام العيد. حيث تتباهي كل سيدة بعملها الكعك. كما يمر المسحراتي علي كل بيت أول أيام العيد لأخذ العيدية والكعك.
وقالت خديجة عبدالرحيم "موظفة" اننا نقوم بشراء الكعك والبسكويت جاهزاً من محلات المخبوزات لإضفاء الفرحة في نفوس الأطفال وتقديمه أيضا للضيوف خلال أيام العيد. مشيرة إلي أن بعض الأسر تلجأ لشراء الكعك الجاهز بسبب اتقان صنعه من قبل بعض السيدات وتوفيرا للوقت والجهد وخصوصا بالنسبة للمرأة العاملة.
أضافت ان تناول الكعك خصوصا بعد فترة الصيام الطويلة بسبب صعوبة في الهضم وارتباكا في الجهاز الهضمي.
أوضح ناصر عاصم أحمد المسئول عن بيع الكعك بأحد محلات المخبوزات بوسط البلد أن الفراعنة هم أول من عرفوا الكعك وقاموا بصنعه بأشكال مختلفة منها الشمس والمخروط والمستطيل والمستدير. وكانوا يصنعون الكعك بالعسل الأبيض.
أضاف أن الاقبال علي شراء الكعك تتزايد في العشر الأواخر من رمضان وأيام العيد خاصة من قبل المرأة العاملة. مشيرا إلي ان صناعة الكعك حرفة ولها متخصصون.
أوضح أن الأسعار في متناول الجميع وسعر الكيلو المشكل أو من الأنواع الأخري لا يتعدي 35 جنيها.
هدايا للأقارب.. بأسوان
أسوان- عصمت توفيق:
تقول نجاح النجار- ربة منزل- إن الكثير من السيدات يحرصن علي صناعة كعك العيد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المعظم من أجل رسم الفرحة والسعادة والبهجة علي وجوه أفراد الأسرة خاصة الأطفال.
أضافت أنها كانت تقوم بصناعة كميات كبيرة من الكعك والبسكويت والبيتي فور في السنوات الماضية. حينما كانت أسعار الدقيق والسمن معقولة. ولكنها تقوم الآن بصناعة كميات محدودة جداً بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار هذه السلع. حيث يباع حاليا كيلو الدقيق بأربعة جنيهات وكيلو السمن ب 12 جنيها ووصل سعر كرتونة البيض إلي 24 جنيها كاملة وهي أسعار غالية جدا مقارنة بالماضي.
وأشارت إلي أنها لابد ان تصنع الكعك كل عام ولو بكميات بسيطة من أجل إدخال الفرحة علي أبناءها حتي لو صنع كيلو أو اثنين فقط من الدقيق.
أضافت نادية ربيع- ربة منزل- ان معظم أهالي أسوان والصعيد يحرصون علي صناعة "الفايش" كل عام في الأعياد وهو عبارة عن دقيق وسمسم ولبن وبيكنج بودر وماء ويتم تقطيعه باليد إلي قطع صغيرة ويترك حتي يتخمر وبعدها يوضع في الفرن حعتي ينضج وبعد ذلك يترك في الهواء لبعض الوقت. ثم يتم إدخاله للفرن مرة أخري من أجل التحميص. ثم يتم تناوله مع الشاي أثناء الإفطار في الصباح.
وأضافت أن معظم السيدات في أسوان يقمن بصناعة كعك العيد داخل الأفران الموجودة في المنازل. بخلاف السيدات في المدن بالوجه البحري اللاتي يقمن بارسال الكعك إلي المخابز الكبيرة الخاصة بالعيش الفينو أو خلافه بسبب عدم امتلاكهم لأفران صغيرة.
أشارت إلي ان الأفران البلدي المصنوعة من الطين هي أفضل بكثير من الأفران المصنوعة من الصاج. لأن الكعك ينضج بصورة أفضل داخل الأفران البلدي. وأوضحت أن صناعة كعك العيد والبسكويت يشارك فيها الأطفال الصغار الذين يقومون بتقطيع البسكويت بواسطة الماكينة وتخلد هذه الذكريات الجميلة في مخيلتهم حتي يكبروا.
وأضافت زينب محمد عبدالرحمن- ربة منزل- ان صناعة كعك العيد في صعيد مصر تعني الفرحة والسعادة لدرجة أن العائلات أو الأسر التي حدث لها مكروه أو فقدت أحداً من أفرادها قبل العيد لاتصنع الكعك حزنا علي فقيدها. كما ان بعض الأسر الفقيرة التي لا تمتلك قدرة مالية علي صناعة كعك العيد تتحايل وتتحجج أحياناً بوفاة شخص ما داخل العائلة حتي تتهرب من صناعة الكعك بسبب ضيق ذات اليد.
أوضحت ان بعض الأسر تلجأ حالياً إلي شراء كعك العيد جاهزاً من المخابز والمحلات بسبب عدم امتلاكها لفرن أو ضيق الوحدة السكنية التي تعيش فيها.
أضافت عامرية محمود السقلي- ربة منزل- أنها تحرص علي صناعة كميات كبيرة من الكعك والبسكويت والفايش قبل عيد الفطر المبارك وتقوم باعطاء بناتها المتزوجات كميات كبيرة من أجل إدخال الفرحة علي بناتها وأحفادها.
قالت ان الأفراح تزداد في عيد الفطر المبارك حتي تصبح الفرحة فرحتين لذلك يقوم أهل كل عروسة في أسوان أيضاً بصناعة كميات كبيرة جداً من كعك العيد في نهاية شهر رمضان لتوزيعه علي أسرة العريس بالكامل بواقع كرتونة لكل فرد من أشقاء أو شقيقات العريس.
وأضافت فاطمة صادق بغدادي- ربة منزل- ان كعك العيد والبسكويت والترمس والحلوي والفول السوداني يعتبر شيئاً أساسياً داخل كل منزل بأسوان في أيام العيد ويتم تقديمه للمهنئين بالعيد. لذلك تحرص الكثير من الأسر علي صناعة كعك العيد سنويا. مشيرة إلي أنها تساعد والدتها في صناعة كعك العيد كل عام وتحرص علي إهداء أقاربها كميات منه حتي تنتشر الفرحة والسعادة بين الجميع.
الأفران تعمل 24 ساعة بالبحيرة
البحيرة- كارم قنطوش:
تقول المهندسة زينب خليل النقيب ان صناعة الكعك لاتزال علي حالها ولم يدخل عليها أي جديد. سوي استفادة ربات البيوت من الأفران الكبيرة في تسوية الكعك والبسكويت مقابل أجر مالي بدلاً من تسويته في أفران منازلهم. الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا.
أضافت صفاء محمد بلال "ربة منزل" عندي أربعة من الأبناء كنت أصنع لهم حوالي 20 كيلوجراماً من الدقيق "كعك وبسكويت" واستمر هذا الحال حتي قامت ثورة 25 يناير ومع تردي الأوضاع انخفضت الكمية التي كنت أقوم بتصنيعها إلي 5 كيلوجرامات مشيرة إلي أنها في الماضي كانت تقوم بتخزين ما تصنعه في صفائح السمن الفارغة ذات الأحجام الكبيرة واليوم لا تقوم بالتخزين وإنما يتم استهلاك الكمية المتواضعة التي صنعتها خلال الأسبوع الأول من عيد الفطر المبارك.
أما إيمان فتحي العبد "موظفة بالتعليم" فتقول ان صناعة الكعك تتم بستة أشكال فهناك الكعك السادة. ثم أنواع أخري بالمكسرات والعجوة والفستق والملبن والعجمية موضحة أنه في الريف تشتهر القري بصناعة الكعك السادة وبالملبن. وفي المدن تشتهر بصناعة الكعك بجميع أنواعه.
وأشارت شيماء صلاح المنشاوي إلي ان أغلب أهالي المدن يفضلون شراء الكعك والبسكويت والبيتي فور جاهزاً من محلات بيع الحلويات بكميات صغيرة لتقديمها للضيوف والزوار من الأهل والأقارب.
ويقول حمدي مكي "صاحب فرن" في سوق البندر بدمنهور في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان يتوافد العديد من ربات البيوت لتسوية الكعك والبسكويت حيث يعمل الفرن علي مدار 24 ساعة حتي يوم الوقفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.