عاش أبوسيد ممثلا للأسطورة الدينية في نفوس أبناء القرية ولم يكونوا يجسرون علي مناقشته في كل ما يرويه من بطولات وهمية. حتي جاء اليوم الذي أفاق فيه علي صوت صبي صغير يرد فيه قولا لأبي سيد عن أسد في أسيوط بأنه لا توجد أسود في أسيوط.. ويغضب الشيخ لرد الصبي. وامتد غضبه إلي المدارس التي تعلم هؤلاء الصغار الملاعين الملاحاة والأسئلة السخيفة لكنه مع ذلك يتوقع ريح العلم التي تدنو لتقضي علي الخرافة.. ثمة آراء تنفي خطوة الأولياء فإن التوسل لا يكون إلا لله وحده لا شريك له.. وقد ظل عم رمضان خاضعا بإرادته لسطوة الشيخ تهامي منذ وفاته حتي كفر به أخيرا.. بعد أن تبين له عبثية الإيمان بكراماته والظروف المادية تحاصره بقسوة.. حتي محاصيله سرقت. أو التهمتها الدودة قبل جنيها وسوي ضريح الشيخ بالأرض تماما. فلم يصب بالعمي كما توقع أهالي القرية. ولم تتعرض أرضه للبوار وجاهر عم رمضان: بإذن الله.. كل اللي دخل بطنه خرفان وعجول.. حايطلع علي جتته برسيم وفول ويهبنا الفنان صورة الاحتفال بمولد سيدي الماوردي: "يرجع سيد عويس إقامة المصريين لاحتفالات الأولياء في ذكري وفاتهم. إلي صعوبة تحديد تاريخ الميلاد. دنيا حافلة ناس. يصرخون ويذكرون ويتهدجون وهو قطعا لا يدري وإذا دري فماذا يهمه؟.. حقيقة إن بعض المجاذيب ينادونه في صرخات محمومة. لكن ماذا يستطيع أن يفعل لهم؟.. وبعض المصابين والمحزونين ينادونه للتوسط لدي الله في قضاء حاجاتهم وإزالة كروبهم لكنه لا يعرف كيف يتوسط لهم. والله يسمعهم ولا شك قبله. وهو من غير شك لا ينتظر في إقامة عدله وساطة ميت كما يعرض لنا الفنان صورة الموكب الذي كان تختتم به احتفالات مولد السيدة نفيسة يمر الموكب من شارع محمد علي إلي جامع السيدة نفيسة الطبل والزمر والبيارق والرايات والأذكار والنقرزان "تري النساء الفواحش لابسات ملابس الرجال. ونسوة أخري" هكذا يقلدن المساخر بوجوه مشوهة معكوسة وأسوأ حال وكثير من الرجال والصبيان بملابس النساء مرتدون كأنهم أباليس أو عفاريت والبعض عرايا كما خلقوا يهتزون قياما علي البغال والحمير بشكل مزعج مميت إلخ.. والحق إن المسلمين الأوائل لم يشيدوا أضرحة ولا قبابا لموتاهم إنما حرصوا علي دفنهم بالطريقة الشرعية بحيث يبيد أثرهم بعد مدة. طالت أو قصرت. وقد عرف المسلمون الأضرحة والقباب والمساجد التي تبني فوق الميت تأثرا بالأديان الأخري التي تعني ب "الموت" وب "الميت" ويصف الرجل ضريح أحد الأولياء بأنه مجرد مبني من المباني أما الولي فجثمان ولم يكن الشيخ عبدالودود خادم مسجد السيدة زينب يخفي رفضه لخرافة الرسائل التي تلقي في الأضرحة وكان يجمعها بالمئات ويحرقها ويعتبرها بدعة ولأنها بدعة فهي ضلالة وكل ضلالة في النار وكان رأيه أن أهل البيت وأولياء الله يقتدي بهم ولا شأن لهم بالمظالم وعرائض الاسترحام. وللكلام بقية