يحرص غالبية القادمين إلي القاهرة من أهل الريف علي الصلاة في السيدة زينب والتبرك بمقام الحسين. بل إن عادة الكثير من الأسر أن تنزل إلي القاهرة - مصر - كل عام لزيارة أولياء الله ويجيب المرء عن السؤال: إلي أين تسافر؟ يقول: أزور أحباب الله. أصلهم نادوني! يقين الناس أن من دخل مقام الولي وبالذات إن كان من آل البيت "وجد من الأنس بالله والروعة وترويح النفس ما ينسيه همه". زيارة أولياء الله - الحسين والسيدة زينب في الدرجة الأولي - واجبة إذا قدم المرء للقاهرة في عملية شراء. أو لقضاء مصلحة في وزارة لذلك. فإن في مقدمة وداع المسافرين إلي القاهرة: ما تنساش تقرأ الفاتحة لأم هاشم. أو للحسين. فإذا توقع الناس "مصيبة" مثل وفاة مريض. أو فقد غائب. وما إلي ذلك. ثم عدم حدوث تلك المصيبة. فإن ما حدث يعلق في أوهام الناس علي مشجب قبول شفاعات الأولياء الذين استغاثوا بهم حتي لو شفي المريض بعلاج الأطباء. ولو عاد الغائب لأنه لم يكن مفقوداً. وقد راجت في العام 1147ه "1735م" شائعة بأن يوم البعث سيكون هو الجمعة السادس والعشرين من ذي الحجة وراح الناس يودعون بعضهم البعض. ويهيمون علي وجوههم خارج البيوت. وأتي السادس من ذي الحجة ومضي دون أن تتحقق الشائعة وتناقل الناس حكاية مجهولة المصدر تؤكد أن السيد البدوي وإبراهيم الدسوقي والإمام الشافعي قد تشفعوا للناس عند الله فقبل تأجيل القيامة! ومعتادو زيارة المساجد خصصوا يوماً لكل مسجد. فيوم الجمعة لزيارة الإمام الشافعي. حيث القراء يقرءون متتابعين من العصر إلي المغرب. ويوم الاحد لزيارة السيدة زينب. وليلة الثلاثاء للحسين حيث الحضرة الكبيرة التي يؤمها وجوه الصاحين. أما ليلة الأربعاء فلزيارة السيدة فاطمة النبوية. وليلة الجمعة لزيارة المحمدي حيث يقيم السادة الدمرداشية "المحيا" مرددين أدعيتهم. قارئين ما يختارونه من السور. والأولياء الأربعة الكبار هم: السيد أحمد الرفاعي. والسيد عبدالقادر الجيلاني. والسيد أحمد البدوي. والسيد إبراهيم الدسوقي. وإلي هؤلاء الأقطاب الأربعة يرجع الكون والتصرف فيه. وهم يظلون كل الأولياء بلوائهم. ونسبت إليهم محكمة الآخرة التي يعقدونها عقب صلاة كل خميس. لتدارس أمور المسلمين. والقضاء فيها بما يحقق النثفة والمدد. ويضيف الشيخ علي الغاياتي: "كذلك قال الجهلاء". وإذا استعصي حل أي مشكلة. فإن النذر يستحب لأحد الأولياء. ولو بشمعة واحدة. حتي يقوم بحلها. بل إن الأولياء يستطيعون إخضاع الجن لنفوذهم. ويسمي كل ما يصدر عن هؤلاء الأولياء بالكرامات. وثمة حديث - مكذوب؟! - منسوب إلي الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "إذا أعيتكم الأمور. فعليكم بأصحاب القبور". وللكلام بقية