في الوقت الذي أصبحت فيه أزمة مياه النيل وبناء سد النهضة الأثيوبي تلقي بظلالها علي انحاء البلاد من أقصاها إلي أدناها وسط حالة من التوتر والذعر والهلع الذي أصبح يسيطر علي جميع أجهزة الحكومة بعد أن أصبحت حصة مصر من مياه النيل مهددة بالنقصان وهو ما يهدد البلاد للتعرض في السنوات القادمة للعطش وجفاف الأراضي الزراعية الذي يمكن أن يتسبب في بوار آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية لعدم وصول المياه إليها. وفي الوقت الذي أطلقت فيه الدولة وجميع الجهات المسئولة أجراس الخطر لتحذير المواطنين بضرورة العمل علي ترشيد المياه والتخلص من العادات السلبية التي تتسبب في اهدار كميات كبيرة من المياه بدون أي فائدة في الوقت الذي أصبحنا نحتاج فيه لكل قطرة مياه وحتي لا نندم يوما علي ما كنا نرتكبه في حق المياه التي بدونها لا يمكن ان تكون هناك حياة علي الأرض كما جاء في كتاب الله الكريم "وجعلنا من الماء كل شيء حي" إلا ان ذلك للأسف الشديد لم يثن البعض عن العادات السلبية لبعض المواطنين في التفنن في كيفية اهدار المياه دون أدني مسئولية ويرفض هؤلاء التخلي عن هذه العادات التي تؤدي لإهدار كميات كبيرة من المياه رغم تصاعد الأزمة وخطورتها علي الأمن القومي للبلاد والتي أصبحت حديث الصباح والمساء لكافة قطاعات الدولة دون استثناء ورغم ذلك وخطورة الأمر إلا اننا لانزال نري ونشاهد يوميا ظاهرة قيام بعض المواطنين بالامساك بالخراطيم لرش الشوارع بالمياه بصورة علنية أمام متاجرهم ومحلاتهم رغم ان هناك تجريما لهذه الظاهرة وتغريم من يرتكبها غرامات مالية تصل إلي مائة وخمسبن جنيها ولكن للأسف لا يتم تفعيل هذه العقوبات والغرامات والتي أصبحت مجرد حبر علي الورق ليس إلا وهو ما جعل هؤلاء يتمادون في ارتكاب جرائمهم اليومية وبشكل علني علي مدي ساعات النهار في حق المياه. وفي محاولة للتعرض علي آراء بعض المواطنين الذين يصرون علي تجاهل أزمة المياه التي تعيشها البلاد حاليا دون الاحساس منهم بأي مسئولية تجاه الأزمة التي شغلت ولاتزال تشغل الرأي العام في مصر وكافة أجهزة الدولة حيث يقول وليد الرشيدي صاحب محلات للملابس بالمحلة الكبري بأنه يضطر للجوء لرش بعض المياه بواسطة خرطوم لاخماد الاتربة التي تتطاير من الشوارع بفعل مرور السيارات لمنع تراكم هذه الأتربة علي فاترينات المحل والاضرار بالمنتجات التي يعرضها خاصة وانها بضائع تتأثر بالاتربة مثل الملابس الجاهزة والاقمشة والمفروشات مما يسبب له خسائر بالطبع ولكن رش المياه يؤدي لاخماد الاتربة ويمنع تطايرها داخل المحلات والمتاجر. بينما يؤكد صابر السيد بائع أحزمة ومصنوعات جلدية بالمحلة بأنه يضطر للجوء إلي رش كمية من المياه أمام متجره لمنع الأتربة من ناحية ومحاولة ترطيب حرارة الجو التي تكون مرتفعة جدا خاصة خلال وقت الظهيرة. اشار سعد عمرو الغمري سائق تاكسي أجرة إلي أنه نظرا للزحام الشديد الذي أصبحت تشهده محطات الوقود علي مدي ال 24 ساعة يوميا نتيجة أزمة النقص في الوقود ومنذ بداية الأزمة فإنه اصبح يجد صعوبة بالغة في غسيل سيارته داخل احدي محطات الوقود ولذلك فإنه يضطر للجوء لغسيلها يوميا من الأتربة العالقة بها يوميا في نهاية عمله ويستعين بذلك بجراكن المياه لاستخدامها في عمليات الغسيل. المثير للدهشة ان الثلاثي الذي تحدث ل "المساء" اعترفوا جميعا بمعرفتهم لأزمة المياه القائمة حاليا وأكدوا بأنهم يتابعون الأزمة من خلال وسائل الاعلام المختلفة ولكنهم في نفس الوقت لا يشعرون بارتكاب أي مخالفة أو فعل سلبي بأنهم يستخدمون كميات ضئيلة من المياه لا يمكن ان يكون لها تأثير علي الأزمة القائمة وهو ما يؤكد قناعتهم بأنهم لا يشعرون بمدي خطورة أزمة المياه التي تواجهها مصر في السنوات القادمة