برغم التصريحات اليومية عن تراجع أزمة الوقود والتأكيد علي أنها لم تعد كما كانت في الشهور الماضية إلا أن تصريحات هؤلاء المسئولين لا تعبر عن الحقيقة. فمازالت الأزمة قائمة والزحام مازال شديدا وتكدس طوابير السيارات والمشاجرات والمشاحنات مستمرة أمام محطات البنزين والسولار بجميع مدن ومراكز محافظة الغربية الثمانية كما أن معظم هذه المحطات تشهد اختفاء لمعظم أنواع البنزين خاصة95 و92 و90 و في بعض الأحيان80 وفي نفس الوقت تجد بعض أنواع البنزين والسولار تباع في السوق السوداء بأضعاف ثمنها وبشكل علني وعلي مرأي ومسمع من الجميع دون أن يحرك ذلك ساكنا لأي مسئول حتي أن زجاجات البنزين بأنواعه أصبحت معروضة علي مناضد خشبية في عدد كبير من أكشاك السجائر والحلوي والمثلجات وتباع بأضعاف أسعارها مثل المياه الغازية والمياه المعدنية في غياب الرقابة التابعة علي هذه الأماكن والتي تقع في الشوارع الرئيسية والمناطق الشعبية المقتظة بالسكان وسط تساؤلات من المواطنين عن كيفية حصول أصحاب أكشاك السجائر والمياه الغازية علي مثل هذه الكميات من أنواع البنزين المختلفة وفي النهاية يتساءلون عن أسباب أزمة الوقود؟. ويقول علاء عايد صاحب سيارة ملاكي إن الأزمة مازالت مستمرة وسط غياب كامل للرقابة من الجهات المسئولة وهو ما شجع البلطجية علي الحصول علي كميات كبيرة من جميع أنواع البنزين والسولار وبيعها بأضعاف أسعارها بشكل علني وأمام صعوبة الحصول علي الكميات التي نزود بها سياراتنا وحتي لا تتعطل مصالحنا نضطر لشراء الوقود من السوق السوداء بأضعاف سعره وهو ما لم يحدث ولم نشاهده من قبل. بينما يؤكد شريف الطناحي صاحب سيارة ملاكي استمرار الأزمة قائلا: للأسف الشديد تتم اتفاقيات بين بعض البلطجية والعاملين بمحطات الوقود علي تهريب كميات كبيرة من حصص وقود هذه المحطات لهؤلاء البلطجية واصحاب النفوس الضعيفة لبيعها بالسوق السوداء بأضعاف أسعارها لتحقيق مكاسب شخصية للطرفين سواء للعاملين بهذه المحطات او للبلطجية والضحية هو المواطن الذي يدفع الثمن غاليا كما ان جهود الدولة في دعم وتوفير الوقود تذهب إلي جيوب هؤلاء البلطجية وتجار السوق السوداء والذين حققوا خلال هذه الازمة مكاسب مادية كبيرة. بينما كشف وائل شفيق عيد صاحب محطة بنزين بأن أصحاب المحطات يتعرضون لتهديدات من البلطجية وأرباب السوابق دون أن يكون هناك توفير أي حماية لهم من الجهات الأمنية وهو ما يعرض حياتهم للخطر يوميا أمام تهديدات هؤلاء البلطجية الذين يقتحمون المحطات تحت تهديد الأسلحة الآلية للحصول علي كميات كبيرة من البنزين والسولار بالقوة دون أن يستطيع أصحاب وعمال هذه المحطات العزل التصدي لهم وسط أجواء إرهابية وهو ما أصبح يتطلب توفير الحماية الأمنية لهذه المحطات من جانب وزارة الداخلية علي الجانب الآخر اعلن المهندس سعيد زين الدين وكيل وزارة التموين بالغربية بأن الأزمة لم تعد مثل الأيام السابقة وأن الأزمة قلت كثيرا عن بدايتها ولكنها غير مستقرة واضاف بأن دور إدارة التموين هو المحافظة علي الحصص والكميات من المواد البترولية المخصصة للوقود بمحافظة الغربية والتي يتم الحصول عليها من شركات البترول وتتم متابعة خطوط سيرها حتي وصولها الي محطات التوزيع وفي وجود مفتشي التموين الذين يتأكدون من تفريغ الحمولة كاملة المخصصة لكل محطة حيث يقتصر دوره وينتهي بعد تسليم المحطات حصصها بالكامل ولكنه ليس مسئولا بعد ذلك عن ما يحدث من بلطجة لتهريب الوقود بأنواعه من هذه المحطات.