تحدثت في مقالي الأخير كيف اختزل النظام الساقط المخلوع الوطنية في كره القدم لكونه كان نظاما فاشلا تسبب في تخلف مصر عن ركب الحضارة الحديثة وكانت كرة القدم وسيلته للبحث عن انجاز يقف خلفه ويتواري وراءه ليخلط بين السياسة والرياضة رغم انه لا علاقة بينهما علي الاطلاق من قريب أو بعيد.. ولكن هذا النظام الفاشل أراد أن يلهي المواطن البسيط ويشغله عن حقوقه الدستورية وممارسة حياته السياسية ليذكي روح التعصب لدي هذا المواطن البسيط ويزيد من ظاهرة الشغب التي باتت سمة مميزة لملاعبنا بعد أن اصبحت كرة القدم هي المتنفس الوحيد لافراد الشعب ليعبروا فيها عن ارائهم بحرية كاملة بسبب سياسة القهر والظلم والاستبداد التي فرضها عليه النظام السابق.. وكانت ازمة مباراة منتخب مصر مع شقيقه الجزائري في تصفيات كأس العالم باكورة انجازات هذا النظام الفاشل فبدلا من تنمية روح الانتماء والولاء للمواطن في دفع عجلة الانتاج وتهيئة المناخ له ليبدع ويبتكر من أجل تطوير وتحديث مصر انطلاقا من الانتصار الحقيقي يكمن في نهضة البلد علي كافة الاصعدة ومناحي الحياة.. راح هذا النظام الفاشل المخلوع يروج لانجازاته مع كرة القدم.. ولكن جاءت ثورة النيل البيضاء لترفع الغشاوة وتزيل عن عين وعقل المواطن المصري وتعيد إليه حريته وكرامته ليعلم أن الحياة ليست كرة قدم فقط.. وان مصر المحروسة دولة عملاقة وأن شعبها العظيم قدم للعالم بشبابه ثورة ملهمة سوف تغير وجه التاريخ علي سطح المعمورة وليس علي استاد القاهرة الدولي.. كما كان يحلو للنظام السابق اللعب عليه لقد بثت ثورة 25 يناير المجيدة روحا جديدة في دماء الشعب والذي زاد وعيه وبات يبحث عن حقوقه السياسية والدستورية وبدأت اهتماماته بمستقبل بلده تحظي بأولوية واهمية كبري في حياته اليومية واصبحت كرة القدم تأتي في مؤخرة اهتماماته بدليل ان الملايين لم يشعروا بخسارة منتخب مصر من جنوب افريقيا وبات علي ابواب الخروج من تصفيات كأس أمم افريقيا لاول مرة في تاريخه ولنا أن نتصور ردود افعال فشل المنتخب في عهد النظام الفاسد المخلوع