عندما رفض الحكم السوداني الذي أدار مباراة الذهاب للنادي الأهلي مع فريق سبور سبورت بطل جنوب افريقيا في بطولة الملايين الافريقية باستاد القاهرة الدولي الوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء ثورة شعب مصر المجيدة الذين كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الخلود بعد أن ضحوا بأرواحهم الغالية. وسالت دماءهم الذكية لتحرير شعب مصر من القهر والاستبداد والظلم والفساد الذي غرق وعاش فيه الوطن حتي "الركب" علي رأي صاحبنا إياه.. وعلل الحكم السوداني قراره بأنه راجع لعدم وجود علاقة بين الرياضة والسياسة .. وصحيح انه وافق علي تلبية رغبة إدارة الأهلي بعد استئذان الاتحاد الأفريقي.. ولكن ما يهمنا هنا هذا الدرس الذي قدمه الحكم السوداني للجماهير عملياً بأن الرياضة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسياسة. أقول ذلك لأن النظام السابق الساقط المخلوع اختزل الوطنية في الرياضة وفي كرة القدم تحديداً. وأوهم الشعب أن الفوز في مباراة كروية يعادل الانتصار في معركة حربية أو قضية سياسية كبري في محاولة لإلهاء المواطن البسيط وشغله عن حقوقه الدستورية والسياسية وواجباته نحو وطنه.. بعد أن قصر هذا النظام الفاسد المخلوع قضية الانتماء للوطن في رفع علم مصر في الملاعب والهتاف للاعبين يتقاضون الملايين في ظل هذا النظام الفاسد والذي لجأ ببساطة لهذا الأسلوب لكونه كان نظاما فاشلاً بكل المقاييس قاد مصر علي مدار 30 عاما للتخلف عن ركب الحضارة الحديثة مئات السنين والتدهور والضعف في كافة مناحي الحياة.. وكان من الطبيعي أن يبحث عن إنجاز يقف خلفه ليقول انه وراء وصانع هذا الانجاز.