قرار قيادت الدولة باستئناف مسابقة الدوري العام لكرة القدم جاء بمثابة رسالة تحد قوية لكل من تسول له نفسه اشاعة الفوضي وإثارة الشغب والبلبلة في الملاعب.. أو في أي موقع في مصر لأنه يلقي عقوبات رادعة مثل التي تنتظر الجماهير التي قادت كارثة مباراة الزمالك علي الأفريقي التونسي.. لقد أرادت قيادات الدولة أن تؤكد في رسالتها ان مصر سوف تظل واحة الأمن والاستقرار والامان.. وأن ثورة 25 يناير المجيدة قامت من أجل البناء والتطوير والتحديث وانها ماضية في تحقيق أهدافها بإقامة مصر الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة رغم أنف الحاقدين والفاسدين والكارهين من فلول وذيول الحزب الوطني والنظام الساقط المخلوع ورجال الأعمال الفاسدين الذين سرقوا مقدرات وثروات شعب مصر في أكبر عملية فساد في تاريخ مصر الحديث.. لقد جاء القرار بمثابة رسالة قوية بأن الحياة ستعود لطبيعتها في كافة القطاعات وأن شعبه وأبنائه الشرفاء لديه القدرة بحكم حضارته في جذور التاريخ علي تخطي أصعب المواقف.. وهنا لابد أن تتفهم الجماهير العاشقة لكرة القدم أهمية هذه الحضارة وأن الهدف هو إسعادها بهذا النشاط الترفيهي والذي يحقق المتعة والتسلية لمحبيه بجانب ارتباطه بعملية اقتصادية ضخمة لعناصره المختلفة ترتبط بعقود وتحتل لها الجماهير مصدر رزقها الاساسي وبالتالي فإنه لا مجال للتعصب والاساءة لملاعبنا مثلما شاهدنا في كارثة مباراة الزمالك فإذا كانت الجماهير تريد استكمال المسابقة ومن خلفها اتحاد الكرة فلابد من الضرب بيد من حديد والتعامل بحسم مع كل من يخرج عن النص سواء كان لاعباً أو مدرباً أو ادارياً داخل الملعب أو المتفرجين بالمدرجات من معتادي الشغب.. وثقتي كبيرة في نجاح المسابقة إداريا وتنظيميا وأمنيا لسببين الأول انها ستقام تحت رعاية وحماية المجلس الأعلي للقوات المسلحة والثاني أن الروح الجديدة التي بثتها الثورة في نفوس الشعب المصري زادت من وعي المواطن وإصراره علي الدفاع عن مكتسبات ثورة النيل البيضاء والتصدي لمن يحاول الالتفاف عليها فيما يعرف بالثورة المضادة.. وهنا لابد أن تلعب مجالس إدارة الاندية مع روابط مشجيعها دوراً كبيراً هاماً في العبور بالمسابقة هذا الموسم بشكل خاص بعد الأمان وهذا يتطلب الالتزام بالنظام والسلوك الرياضي والحضاري في التشجيع والهتاف والتعاون مع رجال الشرطة والذين أنتهز الفرصة لتهنئتهم علي براعتهم في القبض علي مختطفي زينة نجلة عفت السادات عضو مجلس الشعب السابق في غضون ساعات من ارتكابهم لعملية الاختطاف والتي تمت علي طريقة المافيا لتبرهن الشرطة المصرية علي انها قادمة بقوة للاضطلاع بدورها في إعادة الأمن والأمان والهدوء للشارع المصري لامتلاك رجالها الخبرة والشجاعة التي تؤهلها لمحاصرة الجريمة ومرتكبيها.. مبروك لعفت السادات عودة ابنته لاحضانه ولرجال الشرطة هذا الانتصار لاستعادة هيبتها والعشاق الساحرة المستديرة وانديتها عودة الحياة والنشاط لملاعبنا الخضراء بانطلاق بطولة الدوري العام.