مازلنا في حوار الطرشان حول سد النهضة وأخطاره المرتقبة علي مصر. تصريحات المسئولين متضاربة تارة تقلل من الأضرار أو تهون من شأنها. وأخري تتحدث عن حلول ومقترحات لا ترقي لمستوي الحدث الذي نعيشه. لم يتم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة من الخبراء والمتخصصين في أمور المياه والجيولوجيا والأمن القومي والخارجية ليقولوا لنا ماذا يحدث في أثيوبيا؟!.. وكيف نتعامل معه علي كل الأصعدة الدبلوماسية والسياسية ليس فقط مع الجانب الأثيوبي؟!.. ولكن أيضاً مع دول حوض النيل. ومع الدول التي لنا مصالح معها ونعلم أن لها استثمارات أو تقوم بتنفيذ السد؟! كلها إجراءات كان يجب أن نبدأ بها. فالأمر جد خطير بعيداً عن أساليب الدردشة التي لا تعتمد علي رؤية عميقة لأساليب العلاج والخروج من المأزق.. بل بالعكس قد توقعنا في مشاكل جديدة نحن في غني عنها ونحن نتعامل مع ملف الأزمة.. بدليل أن أثيوبيا طلبت من سفيرنا إيضاحات عاجلة حول تهديدات المشاركين في لقاء الرئيس د.محمد مرسي بالسياسيين لمناقشة أزمة سد النهضة. بالطبع هذا لا يمنع أبداً أن تكون هناك جهود شعبية للتواصل مع الجانب الآخر بشرط التنسيق والتكامل مع الجهود الرسمية.. فلا يمكن أن يعمل كل طرف بمعزل عن الآخر في قضية مصيرية وحياتية للمواطن المصري. كلنا يجب أن نكون علي قلب رجل واحد بغض النظر عن الخلافات الحالية بين الأحزاب والائتلافات والقوي السياسية بسبب التمكين والتكويش. القضية أخطر من أن نعالجها بكلمات تليفزيونية تؤجج المشاعر هنا أو هناك.. ولكنها تحتاج إلي تصرفات عقلانية وموضوعية تحافظ علي حقوق الآخر. وفي ذات الوقت لا تؤثر علي حقوقنا التاريخية في المياه. هذا هو لُب القضية.. أين خبراء مصر المشهود لهم في مجال المياه؟!.. وأين مشروعات التعاون والاستثمار المشترك بيننا وبين دول حوض النيل التي تركناها ملعباً لآخرين يخططون من خلف ظهرنا للإضرار بمصالحنا التاريخية؟!.. وما هي الخطط التي لا نعلمها عن سد النهضة. والبرامج التي لم يتم إعلانها من إقامته لجعل محبس المياه في أثيوبيا؟! كلها موضوعات كان يجب علي الخبراء ورجال الأمن الاستراتيجي أن يناقشوها في جلسات عمل صباح مساء.. ويتم الاتفاق علي خطط عمل يجري تنفيذها علي كل المسارات وليس في مسار واحد. هذا ما كنت أنتظره علي مدي أسبوع منذ أن كتبت في هذه الزاوية الأسبوع الماضي بعنوان: "وكسة سد النهضة".. حيث طالبت بحركة عاجلة وسريعة.. وهو للأسف أمر لم يحدث باستثناء ما رأيناه وشاهدناه عبر التليفزيون من كلمات للسياسيين. وخان التوفيق الكثير من المتحدثين ولم يتنبهوا إلي أن أحاديثهم علي الهواء مباشرة. وكانت تحليلاتهم وآراؤهم في المجمل لا تقدم جديداً.. بل تزيد الأمر احتقاناً مع الجانب الأثيوبي. وهو الأمر الذي لا نحتاج إليه. في المقابل لم أجد تحركاً من وزارة الري لحماية نهر النيل من التعديات التي بلغت منذ ثورة يناير حتي الآن 21 ألفاً و516 حالة تعدي. الناس في المحافظات يشكون من عطش الأرض والمصانع تصرف المخلفات في المياه النقية.. وكثير من المواطنين يقومون نهاراً جهاراً بردم النيل. شريان الحياة.. ونحن مشغولون بالكلام لا أكثر ولا أقل. لا توجد دولة في العالم تتعامل مع شريان الحياة فيها مثلما نفعل نحن. حيث نهدر ونهمل في هذه الثروة. ثم نلطم الخدود ولا نفعل أكثر من ذلك لأن أثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة.. وهو سد من أربعة سدود تنوي إقامتها.. وهناك دول أخري في الطريق. يا سادة.. لابد من تكامل الخطط والبرامج في الداخل والخارج علي حد سواء بمعني أنه لا يمكن أن نتحرك لمواجهة إقامة هذا السد في أثيوبيا ثم نترك هذا الإهمال لنهر النيل.. ورد النيل يغطي مساحات شاسعة منه دون أن تكلف وزارة الري نفسها عناء انتشال هذا الورد الذي يلتهم المياه التي نحتاج إليها لنشرب ونزرع الأرض. وبالطبع يتزامن مع ذلك الحد من الإسراف في ري الأراضي بالغمر وأن يتم اعتماد خطة وبرنامج عاجل لتنفيذ الري بالتنقيط والرش. وأيضاً ملاحقة عمليات الصرف وتلويث النهر أو الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال والضرب بشدة علي كل يد تفعل ذلك. يجب ألا نغفل أننا دخلنا حزام الفقر المائي وأن الإجراءات التي نتخذها اليوم ضرورة حتي لا نعطش غداً أو بعد غد.. فهل نفعل قبل فوات الأوان ونتحرك حركة إيجابية؟! لقطات: ** أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن مياه النيل قضية أمن قومي تستوجب نبذ الخلافات والتوحد من أجل إيجاد حلول فاعلة لهذه القضية. * يا ريت نفهم.. وبسرعة. ** من عناوين الصحف: الناس عطشانة والدنيا ضلمة.. والحكومة نايمة. الحر يشل المحافظات وذعر من نقص المياه وتلف المحاصيل. مظاهرة الجراكن في مطروح.. احتراق مانجو الإسماعيلية وخروج الثعابين بالمنوفية. الأزمات تحاصر الحكومة: ظلام بالقاهرة والمحافظات. .. وعطش بالأراضي الزراعية .. ونقص مياه الشرب * اصحي يا حكومة! ** كشف د.أحمد القط مدير مركز بحوث الصحراء أن خسائر مصر من ظاهرة التصحر بلغت 50 مليار جنيه. * مطلوب تحرك. ** أكد تقرير هيئة الرقابة الإدارية انخفاض نسبة تنفيذ قرارات إزالة التعديات بالبناء علي الأراضي الزراعية من 60% إلي 7% فقط!! * وعايزين نحقق الأمن الغذائي؟! ** قال اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء: زمن تهميش البدو انتهي.. تحويل التجمعات إلي منتجة بدعم القوات المسلحة. * يا فرج الله. ** اليوم ينطلق ماراثون الثانوية العامة. * يا رب نحمي اللجان من البلطجة والغش.