* هل انتهيتم من تحديد موقفكم النهائي من مبادرة الاخوان المسلمين؟ ** ما حدث في هذا الموضوع يحتاج الي بعض التوضيح فقد كان هناك لقاء يوم الأربعاء قبل الماضي في مقر جماعة الاخوان بالمنيل في حضور ممثلين للجماعة وبعض الأحزاب المعارضة وقدمت جماعة الاخوان مشروعا مكتوبا لمبادرة "معا نبدأ البناء" يتضمن عددا من النقاط وفي هذا الاجتماع الذي كان يمثل فيه حزب الوفد رئيسه د. السيد البدوي لم يعلن الرجل معارضته أو موافقته علي المبادرة فالحزب له مؤسسات وهيئات عديدة كل منها له مسئولية محددة وبالتالي سيتم عرض المبادرة علي الهيئة العليا لحزب الوفد لمناقشتها وقد يستمر هذا النقاش لمدة طويلة لأن المبادرة بها تفاصيل كثيرة تحتاج للدراسة بشكل متعمق حتي يعطي الوفد رأيه فيها بصفة قاطعة. أما فيما يخص التنسيق والتعاون مع باقي القوي والتجمعات السياسية الأخري فمما لاشك فيه انه في ظل هذه الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي تمر بها مصر فمن الممكن الوصول الي توافق حول القضايا العامة التي تتعلق بمصلحة الوطن ومستقبله فنحن في لحظة فارقة تستدعي منا جميعا التعاون بشرط ألا يكون في ذلك مساس بالمبادئ والأفكار. * لكن هناك من يري ان التعاون مع الاخوان يعني تخلي حزب ليبرالي كالوفد عن الكثير من مبادئه وثوابته؟ ** هذا كلام غير حقيقي بالمرة فالوفد منذ أن خرج إلي النور بإرادة شعبية لديه ثوابت ومعتقدات لا يمكن أن يتخلي عنها وهذه المبادئ تتمثل دون الدخول في تفاصيل كثيرة في الديمقراطية وسيادة الأمة والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية بمفهومها الحقيقي والشامل فإذا وجدنا من يوافق علي التعاون معنا علي هذا الأساس فأهلا وسهلا به وعلي استعداد لأن نوحد موقفنا معه في الكثير من القضايا أما من يرفض هذه المبادئ ويحاول الالتفاف عليها فلا أعتقد انه في هذه الحالة ستكون هناك فرصة للتعاون معه فالوفد لا يمكن أن يتخلي عن ثوابته أو يساوم عليها من أجل أن يعقد صفقة مع أي فصيل آخر. * هل يمكن أن يدخل حزب الوفد في قوائم مشتركة مع جماعة الاخوان والأحزاب الأخري؟ ** هذه قضية مختلفة تماما عن المبادرة وفي نفس الوقت سابقة لأوانها ولم يتم دراستها حتي الآن داخل الحزب. * إذا عدنا الي المبادرة هل تعتقد انها يمكن ان تكون أرضية مشتركة لحوار جاد بين مختلف القوي السياسية والحزبية؟ ** الحوار في حد ذاته حتي بين المتنافسين أو المخالفين في الرأي لا غبار عليه بل هو مطلوب وشئ أساسي افتقدناه في السنوات الأخيرة ليس علي المستوي السياسي والحزبي فقط ولكن في كل مجالات الحياة وأصبح هناك شخص واحد أو جماعة قليلة العدد تتحدث باستمرار دون أن تستمع للآخرين أو حتي تعطي لهم فرصة التعبير عن أفكارهم ومطالبهم وكانت النتيجة الطبيعية ما حدث وأزال عن مصر حكم ظل جاثما علي صدرها 30 عاما ولكن حتي يؤتي هذا الحوار ثماره يجب أن يكون علي أسس ومبادئ وأن يراعي الأفكار والمعتقدات الثابتة التي يؤمن بها كل فصيل سياسي فلا يمكن أن يتم التحاور علي أساس نقض هذه الثوابت لأن الحوار في هذه الحالة لن يصل إلي شئ ويعتبر اضاعة للوقت.