شركة رايثيون الأمريكية تفوز بتوريد أنظمة باتريوت بقيمة 1.7 مليار دولار لإسبانيا    مودرن سبورت يعلن فسخ التعاقد مع مجدي عبد العاطي    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    حسام الحداد يُعيد فتح التساؤل في «هكذا تكلم فرج فودة».. حين يصبح الفكر قدرًا    أوضاع العالم في 2025.. توترات أوكرانيا، الملف الأميركي‐الروسي، والأزمات في غزة    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجربة إطلاق صاروخ "سطح-جو" بعيد المدى    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    أمم إفريقيا، ترتيب المجموعة السادسة بعد ختام الجولة الأولى    أمم إفريقيا - أبو زهرة: مصطفى وحمدي يشاركان في المران.. والشناوي حقق بطولات أكثر من دول    العودة من جديد.. اتحاد طنجة يعلن ضم عبد الحميد معالي    حل اتحاد السباحة بسبب وفاة اللاعب يوسف محمد وتعين لجنة موقتة    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    محافظ الدقهلية ونائبه يطمئنان على حالة المصابين بحادث العقار المنهار اجزاء منه بسبب انفجار غاز    لم يرحم إعاقته، القبض على مدرس لغة عربية هتك عرض تلميذ في الهرم    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    صفاء أبو السعود من حفل ختام حملة «مانحي الأمل»: مصر بلد حاضنة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قريتي اللبن الشرقية ومادما جنوب نابلس    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    مجلس الوزراء: برنامج مصر مع صندوق النقد ينتهي في ديسمبر 2026.. ولا أعباء إضافية    قفزة تاريخية في أسعار الذهب بمصر اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    رئيس الوزراء: العاصمة الإدارية الجديدة تسجل أعلى معدل إشغال مقارنة بالمدن الجديدة السابقة    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    كيم جونج أون يشرف على اختبار صاروخ بعيد المدى وبناء غواصة نووية    فوز نصري عصفورة المدعوم من ترامب برئاسة هندوراس بعد تأخير إعلان النتائج    بسبب انفجار أنبوبة بوتاجاز.. انهيار جزئي بعقار سكني بحي شرق المنصورة| صور    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    ربة منزل تُنهي حياة طليقها داخل محل عمله بشبرا الخيمة.. التفاصيل الكاملة    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    الكرملين يؤكد تمسكه بالمفاوضات السرية لحل النزاع الأوكراني    رابطة العالم الإسلامي تدين الهجوم الذى استهدف أفرادًا من الشرطة الباكستانية    وزير الثقافة: الفنون الشعبية أداة لترسيخ الهوية الثقافية.. والتحطيب تراث إنساني يجسد قيم الشجاعة والاحترام    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    الوطنية للانتخابات: انتهاء اليوم الأول للإعادة ب19 دائرة في الخارج    محافظ القليوبية: انتهاء توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. تنظيم اليوم السنوي الأول لقسم الباطنة العامة بطب عين شمس    رئيس جامعة الأزهر: لدينا 107 كليات بجميع المحافظات و30 ألف طالب وافد من 120 دولة    رئيس جامعة المنصورة ونائب وزير الصحة يوقِّعان بروتوكولًا لتعزيز التطوير والابتكار    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    190 عامًا من التشريع لرعاية الأطفال.. كيف تصدرت مصر حماية الطفولة عالميا؟    قرار جمهوري بتجديد ندب قضاة للجنة التحفظ على أموال الجماعات الإرهابية    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لإطلاق القافلة الطبية المجانية إلى الواحات البحرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    مواجهة النار.. كوت ديفوار تصطدم بموزمبيق في مباراة حاسمة بأمم إفريقيا 2025    الأسود غير المروضة تواجه الفهود.. مباراة قوية بين الكاميرون والجابون في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية من الداخل الإخواني حول »مؤتمر الدقي« الذي هز »منيل الروضة«
الأخبار تكشف أسرار وكواليس مؤتمر شباب الإخوان المؤتمر ليس تمردا.. والمنظمون أعدوا »بوگيه ورد« لممثل المرشد لگنه لم يحضر هل تراجعت الجماعة عن موافقتها علي المؤتمر لتمرير قرارات مجلس
نشر في الأخبار يوم 27 - 03 - 2011

جانب من مؤتمر شباب الإخوان المسلمين الذى عقد أول أمس باحد فنادق الدقى ولادة عسيرة.. لمؤتمر هو الأول من نوعه، لشباب جماعة الإخوان المسلمين، أعقبها ردود أفعال قوية غاضبة من المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد بمنيل الروضة.
خلاف ذهب بالبعض لحد الرهان علي حدوث (تسونامي جديد) في جماعة الإخوان المسلمين، والتنبؤ بانشقاقات عديدة في القريب العاجل، في الكيان الذي ظل يراهن علي صلابته وتماسكه طويلا.
لم يكن مؤتمر "شباب جماعة الإخوان المسلمين الأول - رؤية جديدة من الداخل" أول فكرة شبابية تولد داخل الجماعة عقب نجاح ثورة 25 يناير، حيث يري قطاع، ليس بالقليل، من الشباب أن نجاح الثورة المصرية التي أطاحت برأس النظام السابق وأركانه، يجب أن يكون لها تداعيات في هيكل الجماعة التي كانت توصف ب "المحظورة"، مؤكدين أن آليات العمل العلني بعد استرجاع الشرعية وفك الحظر، تختلف تماما عن التكتيكات السابقة للتحرك وفقا لشعار "علانية الحركة.. وسرية التنظيم".
وبالفعل، انهالت علي مكتب الإرشاد التصورات والرؤي والاقتراحات التي صاغها الشباب للمرحلة المقبلة، وانقسمت تلك التصورات إلي ثلاثة أقسام؛ الأول كان متوافقا مع ما تدرسه قيادة الجماعة بالفعل مثل المسارعة بإنشاء حزب سياسي، والثاني تم تشكيل لجان لدراسته، مثل لجنة تطوير الجماعة التي تم إسنادها للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، ولجنة تطوير اللائحة الداخلية، أما القسم الأخير، فقد كان عبارة عن اقتراحات مرفوضة مثل تخصيص (كوتة) للمرأة في مكتب الإرشاد، أو تحديد مرشح (تحت السن) لعضوية المكتب.
وبالعودة إلي مؤتمر أمس الأول، فقد ولدت فكرته لدي ثلاثة من شباب الإخوان؛ هم محمد ماهر عقل منسق المؤتمر من إخوان الشرقية، ومحمد نور، ومحمد شمس من الجيزة، حيث توجه الشباب إلي منيل الروضة، والتقوا بثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد، وحصلوا علي موافقة المكتب علي إقامة المؤتمر بعد عدة أيام.
حدد الشباب الغرض من المؤتمر في هدفين؛ الأول: إحداث حراك حواري فكري داخل الجماعة، والآخر: توضيح النقد البناء من خلال قنوات شرعية تحت مظلة الجماعة، خاصة في تلك الفترة المصيرية، وحتي هذه النقطة لم يكن واضحا موقف الجماعة من أمرين: هل ستكون الدعوة عامة أم ستقتصر علي مجموعة محددة من شباب الإخوان، والثاني: هل ستكون جلسات المؤتمر مفتوحة أمام الإعلام أم مغلقة؟
وإمعانا في الجدية، نظم الشباب ورش عمل علي مدار يومين لإعداد برنامج المؤتمر، والتنسيق مع ضيوف الجلسات، بمساعدة من باحثين وأكاديميين، وتحت إشراف مكتب الإرشاد، وعاد الشباب، ليعلنوا جاهزيتهم للمؤتمر، فطلبت منهم قيادات الجماعة تأجيل عقد المؤتمر لما بعد إجراء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، لأن ذلك هو "واجب الوقت"، ومراعاة ل "فقه الأولويات"، وبالفعل استجاب الشباب لذلك، وحددوا موعد المؤتمر يوم 21 مارس، ووجهوا الدعوة ل "فضيلة" المرشد، وأعضاء مكتب الإرشاد، وقيادات الجماعة.
الغريب أنه كان هناك اتجاها عاما لمباركة إقامة المؤتمر، خاصة بعدما رأت قيادات الجماعة في هذه الفكرة بديلا متحضرا عن دعوة ما سُمي إعلاميا ب "يوم الثورة علي مكتب الإرشاد - 17 مارس"، وما قيل عن مظاهرة يعد لها بعض الشباب للتظاهر أمام مكتب الإرشاد، وهو الأمر الذي لم يحدث، ولم يتوجه "أخ واحد" من بين ال 30 ألف إخواني الذين قيل أنهم سيحتشدون في المنيل! ورغم تشديد الشباب علي أنهم يحترمون الجماعة ومؤسساتها وقياداتها ومكتب الإرشاد، وأن المؤتمر مجرد وسيلة لإدارة حوار مفتوح حول مستقبل الجماعة، إلا أن المفاجأة التي قلبت الأوضاع رأسا علي عقب أن الشباب فوجئوا خلال لقائهم بعضو مكتب إرشاد - غير الذي التقوه في البداية-، ينهر الشباب بعنف، ويأمرهم بتأجيل المؤتمر من 26 مارس إلي 4 أبريل، كشرط لموافقة الجماعة علي رعايته رسميا، بل طلب منهم معرفة قائمة بأسماء الضيوف والمتحدثين في المؤتمر، قبل أن يزيد ويطلب منهم قائمة بأسماء الحضور من الشباب!
عند هذه النقطة تصاعد التوتر، وكاد الشباب أن يستسلموا ويعلنوا إلغاء المؤتمر، خاصة في ظل ما تعرضوا له من اتهامات بمحاولة "شق الصف" و"الخروج علي رأي الجماعة"، فضلا عن خطوات التصعيد من جانب القيادات ضد المؤتمر، والذي بلغ ذروته الخميس الماضي، حيث ظلت الاتصالات مستمرة بين الشباب وأعضاء المكتب منذ الرابعة عصرا حتي الحادية عشرة مساء، في محاولة للوصول إلي اتفاق، وكان مما طرحه المكتب أن يرسل الشباب نتائج ورش العمل التي عقدوها لمكتب الإرشاد، مع الوعد بدراستها، أما الشباب فقد قدموا لائحة بالأسماء التي ستحضر من الضيوف، مشددين علي أن من يسمون أنفسهم تيار المعارضة - وهم بالمناسبة ليسوا أعضاء تنظيميين في الإخوان من الأساس- لن يكونوا من المتحدثين في المؤتمر.
كانت النقطة الفاصلة في تردد الشباب بشأن إقامة المؤتمر أو إلغائه، حينما صدر تصريح علي لسان الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد؛ المتحدث الإعلامي للجماعة، علي موقع (إخوان أون لاين)؛ الموقع الرسمي للجماعة، نفي فيه رعاية مكتب الإرشاد لمؤتمر شباب الإخوان، وقال "أن مكتب الإرشاد لم يوافق علي أي عرض لتنظيم مؤتمر للحوار بين الشباب ومناقشة أطروحات الجماعة، وأن ما أشيع بهذا الصدد عارٍ تمامًا من الصحة؛ حيث لم يوافق مكتب الإرشاد علي طلب من هذا النوع، كما أنه لم يقر بالتبعية حضور ممثلين عنه في المؤتمر".. هنا ثار الشباب، وعزموا علي تنظيم المؤتمر في موعده (26 مارس وليس 4 أبريل)، وإثباتا لحسن النية، وإمعانا في التهدئة مع مكتب الإرشاد، قرر منظمو المؤتمر الاعتذار للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق، والدكتور محمد حبيب نائب المرشد المستقيل، وطلبا منهما عدم الحضور للمؤتمر، وهي الرغبة التي لاقت قبولا لدي حبيب وأبو الفتوح، حتي لا يتم تفسير انعقاد المؤتمر باعتباره تحديا لمكتب الإرشاد.
علي الجانب الآخر، تردد أن قيادات الجماعة أرسلت تحذيرات شديدة اللهجة للمكاتب الإدارية والمناطق بالتنبيه علي قواعد الجماعة بعدم حضور المؤتمر، ووصلت تلك الأقاويل إلي حد القول بأنه تم الإبلاغ عبر رسائلsms بعدم حضور المؤتمر.. ثم انعقد المؤتمر ظهر السبت بأحد فنادق الدقي.
"بفضل الله أولا، ثم بفضل حضور الشباب، نجح المؤتمر نجاحا باهرا، وأتوقع أن يخطو هذا المؤتمر بالإخوان خطوات كثيرة وكبيرة للأمام.. نجدد الشكر للشباب علي تفاعلهم وحرصهم علي وحدة الصف، وحرصهم في كلماتهم والتزامهم بأدب الإسلام، ولا ننسي كل القيادات الوسيطة التي أيدتنا معنويا وماديا وبعضهم حضر بالفعل".. بهذه الكلمات عبر منظمو المؤتمر عن سعادتهم بنجاح الفعالية التي أقاموها في ظل تلك الظروف الصعبة، وذلك علي صفحة المناسبة علي موقع ال (فيس بوك)، حيث انعقد المؤتمر بحضور ما يقرب من 700 شاب، وتنوعت فقراته وجلساته، وكانت الجلسة الافتتاحية تدور حول تساؤلات لمستقبل الجماعة في المرحلة المقبلة عرضها سامح البرقي، ودارت الجلسة الأولي حول إشكالية الجماعة والحزب، حيث عرض محمد شمس ورقة عمل حول جماعة بدون حزب، وعرض لسيناريو أن تبقي الإخوان جماعة ضغط سياسي دون أن يصدر عنها حزب، بينما عرض د. محمد عثمان رؤيته لحزب سياسي يقوم علي مبادئ الجماعة، دون أن تكون لها سلطات عليه، وألا يكون تابعا لمكتب الإرشاد، وأدار الجلسة محمد القصاص، في حين ركزت الجلسة الثانية إشكاليات التحول للعلانية، وطرح محمد فرج ورقة حول تحول الإخوان إلي جمعية أو مؤسسة خاضعة لقانون الجمعيات، في حين تناول محمد الجبة مستقبل التعاون المشترك مع الآخر؛ الديني (الأقباط) أو السياسي (الأحزاب).
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات هي:
عرض ومناقشة كل الأوراق والتوصيات التي خرج بها المؤتمر علي كل مؤسسات الجماعة.
دراسة الأفكار والتوصيات الخارجة عن هذا المؤتمر ومناقشتها قبل صدور القرارات النهائية لإجراءات الحزب.
استشارة المتخصصين وأهل الخبرة سواء داخل أو خارج الإخوان للتوصل حول رؤية محددة في موضوع الحزب.
مراجعة التصريحات الخاصة بعدم السماح لأفراد الإخوان بالمشاركة في أحزاب أخري وترك الباب مفتوحا لمشاركة الأفراد في أحزاب لا تتعارض مع المبادئ الأساسية للإسلام.
انتخاب كافة أفراد الهيئة التأسيسية للحزب مع مراعاة وجود نسبة معتبرة من خارج الإخوان وهم بدورهم يصيغون لوائح الحزب وبرنامجه وينتخبون رئيسا.
أن يتكون وكلاء مؤسسي الحزب من فردين وأن يكونا من خارج مكتب الإرشاد تحقيقا لاستقلالية الحزب وأن يكون أحدهما من الشباب أقل من 35 سنة.
استقلالية النشاط الحزبي عن إرادة وإدارة عن كافة الأنشطة الدعوية والاجتماعية والسياسية.
المسارعة في التقدم بأوراق إشهار مؤسسة أو جمعية الإخوان المسلمين بوزارة التضامن الاجتماعي والحصول علي الترخيص القانوني والعلني لها.
فتح حوار مباشر ومفتوح بين أفراد الإخوان من كافة المستويات في كل المناطق والمحافظات من خلال عقد ندوات ولقاءات مفتوحة.
إنشاء قسم للشباب يهتم بقضايا الشباب بعد سن الجامعة لتوفير المعلومات والدراسات لدعم اتخاذ مراكز اتخاذ القرار بالجماعة.
تبني عقد مؤتمرات نوعية في المجالات المختلفة كالإعلامية والتربوية والدعوية من داخل الإخوان وخارجها.
تشكيل لجنة متابعة وتطوير لكافة المحافظات ومشاركة واسعة وجعل شباب الإخوان تتبني ملفات آليات تطوير الجامعة وتتابع نتائج المؤتمر.
وكان من اللافت في المؤتمر غياب د. محمد حبيب ود. عبد المنعم أبو الفتوح، السابق الإشارة له، كما حضر ممن يسمون أنفسهم جبهة المعارضة هيثم أبو خليل وخالد داود، وحرص الشباب علي عدم إعطائهما الكلمة حتي لا يتم تفسير ذلك بانضمام الشباب للجبهة، كما كان لافتا وجود (بوكيه) ورد كبير، أعده الشباب لممثل مكتب الإرشاد في حالة حضوره، مع التأكيد علي أن هذا المؤتمر يعقده الشباب المنتمي للإخوان "أبناء الدعوة"؛ و"أفراد الصف"، وأنهم يحترمون قيادات الإخوان ولا يسعون إلي أي انشقاق أو تمرد.. حتي أن بعض الحضور وصفوا منظمي المؤتمر بأنهم "إرشاديين أكثر من مكتب الإرشاد"!
ما أن أطفئت الأنوار في قاعة الفندق الشهير بالدقي، حتي اندلعت ردود الأفعال داخل الجماعة عن مؤتمر الشباب والتي لم تتوقف حتي الآن؛ حيث يمثل هذا المؤتمر تحديدا مفارقة غريبة ذات شقين؛ الأول: أنه لأول مرة تجري فعالية إخوانية دون موافقة مكتب الإرشاد، والثاني: أن منظمي الفعالية من أبناء الإخوان وليسوا متمردين ولا منشقين ولا معارضين! وبات هذا المؤتمر كالعملة المعدنية التي لها (صورة وكتابة)، كل منهما له ملامح خاصة، وإن كان لا ينفي الآخر، ولا يستغني عنه!
الصورة عند القيادات، عبر عنها د.محمد بديع مرشد الإخوان في أكثر من جلسة مغلقة، و(شبه مغلقة)، حيث يري أن بعض شباب الجماعة لديه الرغبة في إظهار (نفسه)، وليس إظهار (رأيه)، وأنه لو كان هؤلاء الشباب لديهم الصدق في النصيحة، لكانوا عرضوا رأيهم ثم انصرفوا، وليس الإصرار علي أن يجري تنفيذ هذه الاقتراحات علي أياديهم، ضاربا المثل بسيدنا خالد بن الوليد الذي أعفي من قيادة جيش المسلمين فلم يثنه ذلك عن مواصلة الجهاد كجندي تحت إمرة أبو عبيدة بن الجراح، كما ضرب المثل بالمرشد السابق محمد مهدي عاكف، الذي تنازل عن منصبه باختياره لتكريس مبدأ تداول السلطة، وكان أول من بايع بديع مرشدا للإخوان، دون أن يشترط أن يكون له منصب شرفي في الجماعة.
كما يري بعض القيادات أن نسبة من هؤلاء الشباب "ناقصين تربية"، وهو المصطح الإخواني الذي لا يعد سبا ولا شتيمة، إنما يعني عدم اكتمال الزاد الإيماني والتربوي لدي بعض هؤلاء في المناهج والمقررات الإخوانية، كما يقدح الظهور الإعلامي المتكرر للشباب في (ركن التجرد)؛ أحد أركان البيعة العشرة في دعوة الإخوان المسلمين وهي: (الفهم، الإخلاص، العمل، الجهاد، التضحية، الثبات، التجرد، الطاعة، الأخوة، الثقة)، ويسعي القيادات إلي الحفاظ علي "أدبيات" الجماعة، وثوابتها.
آخر ملامح الصورة من وجهة نظر القيادات، أن المرشد العام دعا إلي لقاءات مع شباب الإخوان، حضر اثنين منها بنفسه، أحدهما بنقابة العلميين بمدينة نصر، والآخر في نقابة الأطباء بالجيزة، وناقش فيها مع الشباب كل القضايا المطروحة علي الساحة، وطلب منهم تقديم أي تصورات أو مقترحات للمرحلة المقبلة، وهو ما يجعل أي مؤتمر أو تجمع آخر للشباب خارج "القنوات الرسمية للجماعة". وفي هذا السياق أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية، منتقدًا الحملات الإعلامية الهادفة إلي تشويه صورة الجماعة والنيل من شعبيتها.
الصورة عند الشباب مختلفة، وإن لم تبتعد كثيرا عن ظهر العملة، حيث يرد شباب الإخوان أن لقاءات المرشد العام مع الشباب كانت بها مشكلة أساسية في اختيار المشاركين، الأمر الذي تم بصورة رأسية مركزية.
(ولتوضيح هذا الأمر نشرح أن مكتب الإرشاد هو قمة الهرم التنفيذي في الجماعة، تحته القطاعات، ويشمل كل قطاع عددا من المكاتب الإدارية، وكل مكتب إداري (مكتب المحافظة) يضم مجموعة مناطق، وكل منطقة بدورها، تضم عددا من الشعب، حيث أن الشعبة هي أصغر وحدة تنفيذية في الجماعة).
عودة إلي تشكيل لقاءات المرشد مع الشباب، فقد انتقدت قطاعات عريضة من الشباب اختيار الأفراد الذين التقوا بالمرشد بناء علي ترشيح مسئولي المناطق والمكاتب الإدارية، وليس من خلال مبادرات ذاتية من الشباب، لذلك فإن فعاليات مثل المؤتمر الأخير يمكن أن تسهم في تكامل الصورة لدي قيادات الجماعة.
أما أكثر ما استوقف الشباب في إصرار قيادات مكتب الإرشاد علي تأجيل مؤتمرهم إلي يوم 4 أبريل، هو ما استنتجه الشباب من أن الغرض من التأجيل هو تفويت الفرصة علي الشباب في عرض أي مقترحات أو تصورات خاصة بالجماعة قبل عقد (مجلس شوري الجماعة) يوم 2 أبريل، وبالتالي سيكون المؤتمر مجرد (مكلمة) أو تنفيس لن يأتي من ورائه أي طائل أو قرارات مصيرية.
كما كان موقع ال (فيس بوك) ساحة لإنضاج مظاهرات شباب 25 يناير التي تحولت إلي ثورة شعبية بانضمام جموع المصريين، بقي نفس الموقع الاجتماعي الشهير، ساحة نقاش ساخن بين مؤيدي المؤتمر الشبابي، ومعارضيه، وإن اتسمت النقاشات بالعمق والهدوء النسبي، فعلي صفحة "مؤتمر شباب الإخوان المسلمين الأول" كتب يوسف سالم: "حضرت المؤتمر ولم اكن أصدق ما صوره الإعلام عن كونه انشقاقا وإن كنت قد سمعت ما يشير الي ذلك اثناء المؤتمر او ما يشين صورة شباب الاخوان لم اكن لأقف ساكنا ولكن كان حدثا مشرفا واثبت ان الله كتب لدعوتنا الخير طالما فيها شباب يفكر ويتساءل ويحاور ثم يعرض بمنتهي الرقي والاخلاق ويسمع ويطيع طاعة مبصرة".
وردت نسرين: قرأت تعليقا ساءني بشدة أن هؤلاء الشباب سيكتبون في التاريخ أنهم أول من شق صف الجماعة.. أنا شايفة ان الشباب دول سيكتبون في تاريخ الجماعة ب (ماء من ذهب) بأنهم أول من حرك المياه الراكدة".
علي العكس حذر المعارضون للمؤتمر الشبابي من خطورة الخروج علي قرار مكتب الإرشاد فقال أحدهم: "يا شباب احذروا أن تكونوا أداة تستخدم لضرب الإخوان من الداخل"، وتساءل ثان: من حيث المبدأ كيف نلزم الجماعة ومؤسساتها بمناقشة توصيات مؤتمر لم تدع اليه ولم توافق عليه"، في حين صعد آخر من هجومه قائلا: أنتم كلكم علي بعض 1200 واحد تقريبا مين إداكم الحق تتكلموا باسم شباب الإخوان؟".
وماذا بعد؟ عقد شباب الإخوان مؤتمرهم الأول، وأعلنت الجماعة أن الأمر لن يمر مرور الكرام، ولابد من وقفة حاسمة حتي لا تخرج الأمور عن سيطرة مكتب الإرشاد.. فهل يعني ذلك أننا أمام سيناريو لحدوث انشقاقات شبابية كبري في صفوف الإخوان؟
الإجابة لمن يعرف طبيعة تنظيم الإخوان، بالنفي قطعا، فالجماعة الآن أمام (أزمة)، وليست في مواجهة تمرد، فحتي هؤلاء الشباب الذين نظموا المؤتمر التزموا بأقصي درجات الأدب والاحترام في مخاطبة القيادات، وبذلوا وسعهم في إبعاد شبهة (المعارضة) عن ندوتهم، وابتعدوا عن التقاطع مع دائرة اثنين من القيادات المحترمة داخل الجماعة ممن لهم مواقف معارضة معروفة وهما د. حبيب ود. أبو الفتوح، كما تلاشوا تماما ونهائيا التلامس مع من يطلق عليهم جبهة المعارضة (معلومة: عدد من يطلقون علي أنفسهم جبهة المعارضة 23 فردا فقط.. منهم 19 خارج تنظيم الإخوان من الأساس).. لذلك فالتعويل علي (الخروج الكبير) المتوقع لن يحدث، والتنبؤ ب (ثورة علي مكتب الإرشاد) غير واردة، وشعار (الشعب يريد تغيير المرشد) أبعد ما يكون عن الإخوان وتنظيمهم وجماعتهم.. التي لم تعد محظورة.
كل ذلك لا ينفي وجود خلاف يتسع يوما بعد يوم في الآراء بين جيل الشباب، والقيادات الوسيطة، وقيادات الجماعة، هذا الاختلاف - يسمي في أدبيات الإخوان "تدافع"- لن يرقي إلي مرحلة الصدام، ومن المتوقع احتواء الخلاف في المرحلة المقبلة، حيث سيؤكد جيل القيادات أن "صدورهم تتسع للجميع وعلي رأسهم الشباب"، كما سيصرح الأبناء بأنهم "أبناء الدعوة المخلصين الذين أدوا ما عليهم من نصيحة للقيادة" ثم سيرد المرشد "لا خير فيهم إن لم يقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها".
أما إذا أصر مكتب الإرشاد علي اتخاذ إجراءات عقابية مثل تحويل المشاركين في المؤتمر للتحقيق، أو إيقافهم بواسطة المكاتب الإدارية التابعين لها، أو إعلان أنهم ليسوا من أفراد الجماعة، ففي تلك الحالة فقط يمكن أن يؤدي ذلك إلي عواقب وخيمة علي الصف الإخواني، وإن كانت لن تمثل خطورة تذكر علي الكيان ككل.
آخر لقطة: كتب أحد شباب الإخوان علي صفحته علي ال (فيس بوك): إنني انتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأتبع لها فكريا وتنظيميا، وذلك لأنها تحقق أهدافي وغاياتي الشخصية، ولأنني أؤمن بفكرتها ومنهجها.. فإنني لا أتواني في أن أتركها وأذهب لغيرها إن وجدت في غيرها من يحقق لي هذه المستهدفات والغايات بطريق أسرع وأوضح وأنقي.. فالعبرة عندي بالفكرة .. لا بالأشخاص والمسميات".. إلي هذه الدرجة تطورت العقلية الإخوانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.