جميل أن يثور النقاش الآن حول الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولاً.. وأن تقارع الحجة والرأي حجة ورأيا آخر للوصول إلي الأنسب والأوفق حتي نبدأ المرحلة الجديدة في حياة مصر.. ولا نبقي في مكاننا محلك سر أو نتراجع - لا قدر الله - إلي الخلف بفعل الخلافات ونسقط في جب الفوضي. الاستفتاء علي التعديلات الدستورية به سيتم بعد أيام وتحديداً يوم 19 مارس الحالي في مواد ونصوص طالما حلمنا بألا يتضمنها الدستور لأنها تكرس مبدأ التوريث وتعطي صلاحيات تفوق الوصف والخيال لرئيس الجمهورية. ولأول مرة سيكون انتخاب رئيس الجمهورية واقعاً وحقيقة لسنوات محددة فقط ولمدتين علي سبيل الحصر وليس إلي ما شاء الله.. وتحت الإشراف الكامل للقضاء.. وبعيداً عن التزييف والتزوير وهي أمور حققتها ثورة 25 يناير.. ثورة الشعب بكل أطيافه الذي عاني القهر والظلم والفساد وسئم الشعارات الكاذبة والوعود المضروبة. الواجب علينا الآن في هذه المرحلة الدقيقة أن نتكاتف جميعاً لنرسم معالم الصورة الجديدة حتي لا نسقط ديكتاتورية ونعلي ديكتاتورية أخري ترفض الحوار والنقاش والاتفاق علي نقاط أساسية ترضي الغالبية وتحقق مصالح المجموع ومصر. إننا بحاجة إلي نسف الدستور القديم بكل ما فيه من نصوص تكرس الاستبداد وتحرم الشعب من حقوق طبيعية يتمتع بها كل البشر في دول العالم المتمدن.. وبالتالي نحقق الانطلاق والتقدم. * نريد سد منافذ الفساد.. وملاحقة الفاسدين طبقاً للقانون واسترداد ثروات الشعب المنهوبة. * نريد قانوناً لمحاكمة الوزراء والمسئولين وشفافية كاملة في إعلان الحقائق إلي الشعب أولاً بأول بلا لوغاريتمات أو كلمات رنانة تلهب الحماس دون أن يكون لها مردود علي أرض الواقع. * نريد أن يعود الجيش إلي مهامه الأساسية في الدفاع عن الوطن وألا نشغله لفترات أطول بما يحدث في الداخل نتيجة الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة والانفلات الأمني والمطالب الفئوية.. الخ من أمور تشتت الجهود وتفرع القضايا وتجعلنا لا نتفق علي الموضوعات الرئيسية وهي إقرار حكم ديمقراطي وإجراء انتخابات حرة نزيهة لكي يحكم الشعب نفسه وبنفسه. المطلب الرئيسي الآن أن يتم إعداد الدولة الجديدة للانطلاق إلي الأمام.. من يرون تأجيل الانتخابات البرلمانية يريدون إعطاء الفرصة لتشكيل أحزاب جديدة تعبر عن الواقع الجديد.. ويخشي هؤلاء أن الانتخابات البرلمانية لو تمت قبل انتخابات الرئاسة فالبقطع سوف يسيطر عليها فلول الصف الثاني من الحزب الوطني والمستقلون وأصحاب المال الذين يستطيعون الانفاق علي شراء الأصوات في ظل الفقر والبطالة اللذين نعاني منهما. والحقيقة أن الحوار في هذا الاتجاه منطقي ومطلوب ويساعد علي سد الثغرات والوصول إلي طرق عملية ومنطقية لكي تأتي الانتخابات المرتقبة معبرة تماماً عن رأي الشارع. وإن كنت أعتقد أن درجة الوعي لدي الناس اختلفت بنسبة 180 درجة عن ما قبل الثورة وأن نسبة المشاركة والإقبال علي التصويت سوف تفوق بمراحل ما كان يحدث في الماضي.. وساعتها سوف يكون الفرز طبيعياً.. فلماذا الخوف من المجهول.. ثم إن هذه الانتخابات لن تكون الأخيرة في حياة الشعب ولذلك علينا أن نبدأ وبسرعة في المسار الحقيقي والطبيعي لانتخابات برلمانية يعقبها انتخابات رئيس الجمهورية ثم إعداد دستور جديد وبالتالي تغيير كل شيء في الدولة وإقرار انتخاب المحافظين وكل المناصب القيادية.. فهل نبدأ أولاً ولا نختلف كثيراً من أجل مصر؟! لقطات: * عندما يقول المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات انه اشتبك مع حكومات الحزب الوطني لمدة 12 سنة!!! ... أقول: كان الله في عونك. * عندما يقول المستشار الملط ان "الفجوة" بين المصروف والإيراد بلغت 24 مليار جنيه. ... أقول: يادي المصيبة السوداء!! * عندما يقول الملط ان صافي الدين الداخلي والخارجي بلغ "1080" مليار جنيه". ... أقول: عليه العوض. * عندما يقول رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ان حجم الدين الداخلي بلغ 888 مليار جنيه. ... أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله!! * وعندما يقول الملط انه ورجال جهازه تم تهديدهم بالضرب وحرق منازلهم. .. أقول: حسبي الله ونعم الوكيل.