* الانتحار ليس حلاً.. والحياة أيضاً ليست حلاً. وما بينهما حياة لا طعم لها ولا لون.. أردت أن أقهره فقهرت نفسي. عمري 47 عاماً وللأسف الشديد متعلمة ومثقفة جداً.. تخرجت في الجامعة وآثرت السفر مع زوجي منذ اليوم الأول لسفره.. عملت معه في الغربة وعدنا بما يكفينا من مال.. أنجبنا في هذه المرحلة ولداً وبنتاً من أجمل الابناء لهما بهجة وكأننا نعيش في الجنة أو هكذا كنت أظن نفسي. ملكت الدنيا.. كبر الأولاد ومرت 25 سنة علي زواجنا ما بين الحلو والمر ككل الناس وكبر هو وكبرت أنا ولم تعد مركب الحياة تتأرجح بنا كما كانت في بدايتها. إلي أن شاء القدر أن يحطم حياتي.. سافرت مع أولادي لقضاء إجازة صيفية واعتذر هو لضيق وقته. خلال الإجازة قررت أن أذهب إليه يوماً لأرتب له شئونه وأعود لأبنائي.. ولأنهم ليسو أطفالاً فلم أقلق عليهم خاصة أنهم مع باقي عائلتي.. وياليتني ما فعلت وياليتني ما نزلت إلي القاهرة.. لأنني عندما ذهبت إلي شقتي وجدت كارثة.. زوجي يخونني.. لم أضبطه ولكنني وجدت آثار الخيانة في فراشي وبعضا من ملابس داخلية لداعرة لم تستح وذهبت معه لشقتي في غيابي. لم أواجهه ولم أخبره أنني ذهبت إلي الشقة.. أخذت بعضي وعدت للأولاد والنار تأكلني ثم قررت الانتقام منه وبنفس السلاح.. أقسمت أن أخونه وفي فراش الزوجية ولم أتردد لحظة ولم يؤنبني ضميري.. وبالفعل بعد عودتي تقربت إلي زميل لي في العمل عرف عنه عدم الأخلاق ومعاملاته المشبوهة مع النساء.. ودعوته لبيتي وخنت زوجي معه في فراش الزوجية كما فعل ولم يشعر بي ولم يعرف.. ولكن بعد أن حدث ذلك كانت المفاجأة. إنني لم أنتقم منه. لأنني شعرت بالقرف من نفسي وشعرت أنني أكاد أجن كيف سمحت لهذا الخنزير أن يلمسني.. ولماذا؟ ضاق صدري وكلما فكرت في البوح لزوجي يتوقف لساني ولا أعرف كيف أصرح له بذلك حتي عندما أردت أن أخبره من باب الانتقام فشلت ولم أعد أعرف كيف أتعامل مع زوجي. فأنا أرفض اقترابه مني ولا أطيق أن يلمسني فهو السبب فيما أنا فيه.. هو الذي دفعني لارتكاب هذه الجريمة. أرجوك يا سيدتي دليني كيف أتصرف فيما أنا فيه من عذاب.. أرجوك دعميني بالرأي كيف أتخلص من عذابي.. أرجوك. بدون توقيع ** إن الغضب سم يسري في النفس كما تسري الكهرباء في البدن.. قد يتسبب في رعدة شاملة واضطراب مذهل.. وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضي عليه. ولذلك يري عالم النفس "ديل كارنيجي" أن الحلم مع الأعداء رحمة تلحق بالنفس قبل أن ينال الغير خيرها ويدركه بردها وبرها. ويقول ناقلاً مقولة مهمة قد قرأها" إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيتوا إليك فأمح من نفسك ذكراهم ولا تحاول القصاص منهم.. إنك إذ تبيت نية الانتقام تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم". وأنظري كيف كان اللقاء بين ابني آدم.. عندما أعرض أحد الأخوين عن مبادلة أخيه نفس الشعور وكيف عبر عنها القرآن الكريم. يقول تعالي: "إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين" صدق الله العظيم.. ولهذا أصبح القاتل مكروهاً وأصبح من أصحاب النار. يا صديقتي أنت لم تنتصري علي زوجك ولم تشعري بطعم الانتصار لأنه انتصار دنس.. انتصار مر.. ولا يعد انتصاراً.. لقد انتقمت من نفسك فلماذا؟ لقد دنست عرضك وشرفك وأصبحت "عاهرة" في نظر دنس ذئب يقتنص الفرصة وهو لم يقتنصها إنما ذهبت إليه وقلت له هيت لك أي الأشياء جنيت إلا الحسرة والندم. لم تنتقمي منه.. بل لم تخبريه ولن تجرؤي علي ذلك ولا ننصحك بذلك. إنما الحل الوحيد هو التوبة الصادقة وعدم العودة لمثل هذا الفعل غير السوي مهما كانت درجة انتقامك منه. كان من الأفضل مواجهته بما رأيت ومحاولة حل المشكلة بغير انتقام.. فأكبر انتقام أن يعرف بمعرفتك وعفوك عند المقدرة فهذا يصلح حاله ويجعلك منتصرة بالفعل. أما ما حدث فهو انتقام منك أنت.. لقد جنيتي علي نفسك ولم يجن عليك أحد. استغفري الله وتوبي ولا تعودي لمثلها وإن عاد.