رسالة يتم تداولها عبر الرسائل النصية للهواتف المحمولة. والرسالة تقول.. علي الجميع ان يأخذوا حذرهم أثناء القيادة علي الطرق السريعة إذا كانوا متجهين إلي مدينة 6 أكتوبر أو الشروق أو الرحاب أو مساكن شيراتون. وتقول الرسالة ان البلطجية يرتدون ملابس عسكرية. ولذلك لا تتوقف لهم إلا إذا كانت هناك دبابة أو مدرعة..! والرسالة مخيفة. ومن قبل أصدرت القوات المسلحة تعليمات مشددة تحذرمن ارتداء الملابس العسكرية. فقد كان واضحاً ان من يتعمد ارتداءها سوف يحاول استغلالها علي نحو سيئ. والرسالة تعكس شعوراً بالشك. وعدم الثقة والارتياب في كل شيء. وهذا من سمات المرحلة الحالية. فالواقع أخطر مما تقوله الرسالة. فنحن في حالة خوف وذعر من مجهول لا نعرف ماذا يخبيء لنا. ونحن نتوقع حدوث أي شيء الآن ولأي سبب. فنحن حقيقة لا نعرف ما الذي يجري حولنا.. ولا نستوعب ما يحدث. ولا نستطيع ان نجزم إذا كان خيراً أو شراً..! فنحن مع الثورة بكل ما أحدثته من تغيير. فقد اسقطت منظومة كاملة متكاملة للفساد السياسي والإعلامي بكل أنواعه وأشكاله... وفتحت الثورة الباب لكل التطلعات والطموحات والأحلام في أن التغيير قد بدأ وأنه لا رجوع للوراء وأن عصراً جديداً من العدالة الاجتماعية في طريقه لأن يري النور في بلادنا. وهللنا جميعاً للثورة لأنها حررتنا من الخوف ومن التردد الذي ظل جاثماً فوق صدورنا سنوات طويلة تعلمنا فيها كل أشكال الضعف والهوان. وكان لزاماً علي البعض من أجل لقمة العيش أن يتقبل واقعاً مريراً ويتعايش معه. وصفقنا لابطال الثورة لأنهم أولادنا من شباب مصر الطاهر الذي صنع وحقق المعجزة. ولكننا مع ذلك نشعر بالخوف والقلق.. نشعر أن هناك من يتربص بالثورة وان هناك من يريدنا أن ننقاد إلي المرحلة التي ننقلب فيها علي الثورة. فالفوضي المستمرة في الشارع المصري تمثل واقعاً بالغ الخطورة. فلا انضباط ولا اكتراث ولا احترام للقانون. ولا انتظار لما يمكن أن تحققه الثورة لنا. فالناس خرجت في شكل هيستيري مجنون تبحث عن مصالح فئوية وغنائم فردية علي حساب الامكانيات المتاحة. والموارد الموجودة. واضطرت الدولة إلي مسايرة الناس ومجاراتهم بالاستجابة لكل المطالب التي نشك كثيراً في انه سيكون من الممكن تنفيذها مستقبلا. والناس في سلوكياتها أظهرت جانباً لا يمت إلي الثورة حين انتهزت غياب الدولة أو ضبابية المرحلة فانقضت علي الأراضي الزراعية تقوم بتجريفها والبناء فوقها. والناس لم تعد تهتم بقوانين المرور ولا بحزام الأمان أو بعدم التحدث في الموبايل أثناء القيادة ولا بعدم السير في الاتجاه المعاكس. وأشهد أنني يوم الخميس الماضي وفي الساعة الخامسة مساء شاهدت السيارات بكل أنواعها تسير في الاتجاه العكسي علي طريق القاهرة - السويس بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر وحوادث علي طريق سريع. والناس الآن تروي أيضاً قصصاً مخيفة عن فقدان الأمن والأمان في الشارع. وعن البلطجية الذين استولوا علي بعض المناطق وفرضوا قوانينهم الخاصة. والآن يتحدثون عن الجرأة لدي هؤلاء البلطجية الذين لم يترددوا أيضاً في ارتداء الملابس العسكرية وإيقاف الناس والاستيلاء علي متعلقاتهم. إننا لا نعلم إلي متي سوف يستمر هذا الغياب الأمني. وإلي متي سيظل الأمن متردداً في التعامل بحزم مع المخالفين..! ان دعوتنا رجال الأمن إلي التعامل الحضاري والإنساني مع المواطنين لا تعني أبداً التساهل مع الجريمة ومرتكبيها. ولقد أثلج صدورنا في ذلك ان المحاكم العسكرية اتخذت أحكاماً رادعة سريعة في حق بعض البلطجية وبعض المخالفين لقرار حظر التجول. وبقي ان تعود الشرطة لتمارس نفس الأسلوب وهو أسلوب بسيط يعتمد علي الاحترام مع الحزم.. ولا أحد يكره ذلك أو يمكن ان يدينه..!