الأعلى للإعلام: استدعاء الممثليين القانونين لعدد من القنوات الفضائية بسبب مخالفة الضوابط    المشاط تفتتح ورشة العمل الإقليمية للبنك الدولي لإعداد تقرير عن الأمن الغذائي والتغذية    الرئيس السيسي يصدق على العلاوة الدورية والخاصة للموظفين بالدولة    خامنئي: إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً    الأردن يدعو لنزع «النووي» ويواصل جهود التهدئة    الأزهريعتمد نتيجة «التأهيلي» والابتدائية والإعدادية ل«أبنائنا في الخارج»    السجن 7 سنوات لعاطل لسرقته طفلين تحت تهديد السلاح بقنا    خبير علاقات دولية: توقعات بامتداد التصعيد العسكرى بين إيران وإسرائيل لأسابيع    احتراق مقر الموساد إثر ضربة إيرانية.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟    منها الديربي.. عمر مرموش يغيب عن 5 مباريات بالموسم الجديد لهذا السبب    خبير تأمين: توقعات بزيادة أسعار التأمين البحرى وفرض شروط احترازية جديدة بسبب الحرب    حماة الوطن: الحزب منفتح على التحالف مع الأحزاب الأخرى في الانتخابات    «بينهم سيدة».. تأييد السجن 3 سنوات لمتهمين بحيازة المخدرات في بني مزار بالمنيا    "بحوث الصحراء" يواصل تقديم الدعم الفني والإرشادي لمزارعي سيناء    وفاة اللواء منير يوسف شقيق الفنان الراحل حسن يوسف    قصور الثقافة تواصل برنامج مصر جميلة لتنمية المواهب بمدينة أبو سمبل    توقعات برج القوس في النصف الثاني من يونيو 2025.. وتحذير مالي    ما حكم الصلاة الجهرية بالقراءات الشاذة؟.. الإفتاء تجيب    خبيرة الطاقة: «الساعة الذهبية قبل مغرب الجمعة» طاقة روحانية سامية    محافظ الجيزة يلتقي أعضاء برلمان الطلائع ويؤكد دعم الدولة لتمكين الشباب    السجن 7 سنوات لبلطجي في قنا سرق طفلان تحت تهديد السلاح    ضبط 4 طن لحوم ودجاج مجهول المصدر ومنتهي الصلاحية بالشرقية    حكم ضمان ما تلف فى يد الوكيل من أمانة.. دار الإفتاء تجيب    محافظ الدقهلية: 1224 مواطنًا استفادوا من القافلة الطبية المجانية    رسميًّا.. ضوابط جديدة للمدارس الخاصة والدولية بشأن توزيع الكتب    إدراج 27 جامعة مصرية ضمن أفضل الجامعات العالمية ضمن تصنيف «U.S. News» ل2025–2026    تعرف على جدول مباريات مانشستر سيتى فى الدورى الإنجليزى موسم 2025 - 26    لطلاب الثانوية العامة 2025.. ننشر «pdf» مراجعة ليلة امتحان اللغة العربية    حبس معلمة 4 أيام بتهمة محاولة تسريب امتحان ثانوية عامة بالشرقية    سفير إيران: إذا ثبت لدينا تورط واشنطن بالحرب فسنبدأ بالرد عليها    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة ببداية جلسة الأربعاء    المصرف المتحد ضمن قائمة فوربس لأقوى 50 شركة في مصر خلال 2025    "تأجيل مفاجئ لصفقات الزمالك".. الغندور يكشف التفاصيل    بهاء وهيكل.. ذكريات لها تاريخ!    مش بس نور الشريف.. حافظ أمين عاش بمنزل السيدة زينب المنهار بالدور الأرضى    "شرط غير قانوني".. مفاجأة مدوية حول فشل انتقال زيزو ل نيوم السعودي    «أبرزهم بيرسي تاو».. شوبير يؤكد مفاوضات الزمالك مع ثلاثي أهلاوي    شوبير يكشف حقيقة مفاوضات نادٍ أمريكي مع مهاجم الأهلي وسام أبوعلي    هيئة الرقابة النووية: مصر آمنة إشعاعيًا.. ولا مؤشرات لأي خطر نووي    طلاب تجارة عين شمس يحصدون منحة "إيفل" الفرنسية للتميز الأكاديمي    ضبط 14 مركزا لعلاج الإدمان بدون ترخيص    بعد الموافقة النهائية من «الإسكان».. تفاصيل عقود الإيجارات القديمة التي تطبق عليها التعديلات    تنفيذ 9264 عملية عيون للمرضى غير القادرين بأسوان    محافظ دمياط يناقش ملف منظومة التأمين الصحى الشامل تمهيدا لانطلاقها    سعر الدولار اليوم الأربعاء 18-6-2025 أمام الجنيه المصرى فى بداية التعاملات    طقس اليوم الأربعاء.. انخفاض جديد في درجات الحرارة بالقاهرة    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد    كاد يكلف صنداونز هدفا.. تطبيق قانون ال8 ثوان لأول مرة بكأس العالم للأندية (صورة)    مقاومة متواصلة ضد الاحتلال .. القسام تدمر ناقلتي جند وسرايا القدس تسقط طائرة مسيرة    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏الاهرام‏ تنفرد بتفاصيل الوثائق المفرج عنها في مكتبة نيكسون
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 07 - 2010

وثائق عهد الرئيس ريتشارد نيكسون التي نقلت من مبني الأرشيف القومي في واشنطن إلي مكتبته في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وتم الإفراج عنها يوم الجمعة الماضي ضمت وثائق سرية بالغة الأهمية والخطورة عن حوادث مهمة في عهد الرئيس نيكسون. منها تطورات الصراع العربي الإسرائيلي والأجواء التي سبقت الحرب بين مصر وإسرائيل في عام‏1973.‏ وبلغ حجم الوثائق‏100‏ ألف صفحة من الوثائق و‏80‏ ساعة من تسجيلات الفيديو بشأن مقابلات جرت علي مدي الأعوام الثلاثة الماضية تندرج تحت مسمي التاريخ الشفهي لتلك المرحلة مع شخصيات عاصرت فترة نيكسون بالإضافة إلي رفع السرية عن خمسة آلاف وثيقة خاصة بسجلات الأمن القومي الأمريكي‏.‏
وتقول مكتبة نيكسون العامة الواقعة في‏'‏ يوربا ليندا‏'‏ بولاية كاليفورنيا إن معظم الوثائق المفرج عنها الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي وحرب السادس من أكتوبر هي من أرشيف الأمن القومي الأمريكي بينما الوثائق الأخري الخاصة بفترة حكم الرئيس ريتشارد نيكسون من أوراق السناتور دانيال موينهان المستشار السابق للشئون الحضرية في عهد نيكسون في المدة ما بين عامي‏1969‏ و‏1970,‏ كما تضم الوثائق المفرج عنها المراسلات المتبادلة بين الرئيس نيكسون ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت إدوارد هيث حول الصراع العربي‏-‏الإسرائيلي والقنوات الخلفية بين إسرائيل والاتحاد السوفيتي السابق‏.‏
‏*‏ برقية لحظة العبور‏:‏ أمريكا لم تكن تعلم
في الساعة السابعة من صباح يوم السادس من أكتوبر عام‏1973‏ بالتوثيت الأمريكي قامت وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية بإرسال برقية بعنوان التعبئة الإسرائيلية تفيد بأن كل شئ هادئ علي الجبهة الشرقية للقناة وأن الجيش الإسرائيلي في حالة تعبئة جزئية وأن إعلانا صحفيا إسرائيليا قد أشار إلي أن التعبئة الإسرائيلية ما هي إلا إجراء وقائيا ضد أي احتمال لهجوم من جانب القوات المصرية والسورية بعد تحريك قواتهما‏.‏ وفي توقيت إرسال البرقية بالساعة والدقيقة والثانية كانت القوات المصرية تعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف وتعلن عن فشل وكالات الإستخابرات الأمريكية في التنبؤ بحرب السادس من أكتوبر وفي التعرف علي الكثير من تطورات القتال علي الأرض‏.‏
والوثيقة المشار إليها للمخابرات العسكرية الأمريكية في لحظة بدء العبور حملت مجموعة من النقاط حول الوضع علي الجبهة بما يؤكد أن الأمريكيين قد باغتتهم المفاجأة المصرية يوم السادس من أكتوبر حيث جاء في البرقية ما يلي‏'‏ المصريون قاموا بتدريبات عسكرية ورفعوا حالة التأهب بين القوات كإجراء إحتياطي لقواتهم المسلحة في شهر رمضان‏.‏ والسوريون علي نحو مماثل قاموا بتعزيز وحداتهم قرب هضبة الجولان حيث يخشون أيضا من وقوع هجوم إسرائيلي ضدهم‏'.‏ وفي النقطة الرابعة من البرقية‏'‏ لا المصريون ولا السوريون يمتلكون قدرات ضخمة تسمح لهما بشن عمليات هجومية علي نطاق واسع سواء عبر قناة السويس أو في هضبة الجولان‏.‏ والتفوق الجوي الإسرائيلي في أي حال يتوقع أن يخفف من حدة أي هجوم عبر خط وقف إطلاق النار‏'.‏ وفي النقطة الخامسة من الوثيقة‏'‏ لا توجد مؤشرات علي رفع حالة التأهب للقوات العسكرية الإسرائيلية النشيطة ولا توجد مؤشرات أخري علي أن نوايا عربية للمبادأة بشن عمليات عدوانية‏.‏ إضافة إلي ذلك لايوجد دليل علي أن القوات المصرية والسورية ينسقان معا خطط عمليات عسكرية‏'.‏
‏*‏ مدير المخابرات الإسرائيلية يوضح في برقية أمريكية
وفي برقية تالية للمخابرات العسكرية الأمريكية حملت توضيحا لما ورد في البرقية السابقة عن التعبئة في جيش الدفاع الإسرائيلي بالإشارة إلي ان المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوم بعد ظهيرة الخامس من أكتوبر غير متيقنة مما إذا كانت عمليات تعبئة للقوات المصرية والسورية تتم بغرض دفاعي أم هجومي وأنه في‏'‏ صباح يوم السادس من أكتوبر جيش الدفاع الإسرائيلي مقتنع بأن تحريك القوات يتم بغرض هجومي وليس دفاعي‏'.‏
وبعد حذف جزء كبير من البرقية تعود البرقية إلي الإشارة إلي أن جيش الدفاع الإسرائيلي يأمل أن الأعداء لن يقوموا بالتعبئة‏(‏ الذي يدعي زيرا بأنه جزئيا حسب الوثيقة‏)‏ وأن فقدان عنصر المفأجاة سوف يؤدي إلي إبطال الهجوم‏.‏
والجنرال زيرا المذكور في الوثيقة هو إيلي زيرا مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية‏(‏ أمان‏)‏ إبان حرب عام‏1973‏ والذي أدانته‏'‏ لجنة أجرانانت‏'‏ الإسرائيلية التي شكلت في أعقاب الحرب بالإهمال في أداء مهام وظيفته وهو ما أدي إلي إستقالته من عمله‏.‏
وتقول البرقية في الفقرة التالية إن‏'‏ زيرا‏'‏ يدعي أن الاتحاد السوفيتي هو الذي طرح مبادرة إجلاء الخبراء وأن الأمر لم يكن طردا من جانب المصريين‏.‏ وتقول البرقية ان زارا يشعر أن السوفيت اتخذوا القرار بعد أن اقتنعوا تماما أنهم ليس بإمكانهم التحدث إلي المصريين والسوريين وإقناعهم بعد القيام بخطة هجوم انتحاري‏.‏ وتحدد البرقية ثلاثة أسباب لرحيل السوفيت وفقا لما ذكره زارا مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية‏:‏
لا يريد السوفيت المشاركة في اي جزء من حرب خاسرة‏.‏
تخوف بشأن الأمن الشخصي للأفراد في حال الهجمات المضادة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي
خوف محتمل من إمكانية إنقلاب مصر وسوريا علي الخبراء الروس والتابعين لهم بعد الهزيمة وشعورهم بالإحباط‏.‏
وفي الفقرة السادسة من الوثيقة‏:‏ علامات التعبئة‏(‏ في إسرائيل‏)‏ في كل مكان‏.‏ ورغم أنه من المفترض ألا توجد حركة للنقل في يوم عيد الغفران إلا أن هناك حركة كثيفة علي الطرق‏..‏ وهناك سيارات تتجه إلي الشمال بسرعات عالية وجنود في ملابس عسكرية يقودون سياراتهم الخاصة إلي مواقع الخدمة الخاصة بهم‏.‏ كما أن حافلات نقل تجارية خالية من الركاب تتجه إلي نقاط التعبئة‏.‏ وتضيف البرقية في تحليلها للتعبئة الإسرائيلية‏:‏ إن التعبئة في يوم عيد الغفران يمكن أن تكون مؤثرة وتبرهن علي كفاءة الأنظمة في إسرائيل خاصة في ظل توقف الإرسال التليفزيوني والإذاعي‏.‏ وتوضح البرقية‏:‏ تتم عملية الإستدعاء عبر الهاتف أو عبر الإخطار من منزل إلي منزل‏.‏ كما أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتوجه إلي كل كنيس يهودي‏(‏ وهي مكدسة في يوم عيد الغفران‏)‏ من أجل تمرير رسالة إلي الشخص الذين يقود الصلاة في المعبد اليهودي في هذا اليوم وبدوره يقوم هذا الشخص بتضمين الرسالة في صلاته‏.‏
وفي الفقرة السابعة من البرقية تشير المخابرات العسكرية الأمريكية إلي تلقي معلومات من منطقة شرم الشيخ‏(‏ كانت تحت الإحتلال الإسرائيلي‏)‏ تفيد بوجود إنذار بشن غارات جوية في الليلة الماضية‏(‏ الخامس من أكتوبر‏)‏ وأن جميع السياح طلب منهم إخلاء شرم الشيخ بحلول الساعة العاشرة من صباح اليوم‏.‏
‏*7‏ أكتوبر‏:‏ تقييم المخابرات الأمريكية
وفي برقية تحليلية للمخابرات العسكرية الأمريكية في الساعة الثانية من صباح يوم السابع من أكتوبر‏.‏ أبرق رجال الإستخبارات إلي القيادة في واشنطن بتفاصيل اليوم الأول للقتال هذا نصها‏:‏
إن العمليات العدائية قد تشهد حالة من التباطؤ علي جبهة قناة السويس وعلي الجبهة السورية مع توقع أن تشتد حدة القتال عند الفجر‏(‏ الساعة الثالثة والعشرين بتوقيت شرق الولايات المتحدة‏).‏ واشار ديان وزير الدفاع الإسرائيلي إلي أنه رغم نجاح القوات المصرية في الدفع بجنود ومعدات عبر القناة أثناء الليل واستيلائهم علي عدد قليل من المواقع الإسرائيلية إلا أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتوقع أن يسيطر علي الموقف تماما خلال وقت قصير‏.‏
الجبهة المصرية‏:‏ قوة مصرية مؤلفة من‏15‏ طائرة هليكوبتر نقل جوي من طراز‏MI-8HIPS‏ قامت بالهبوط في رأس سدر‏(40‏ كيلومترا جنوب السويس‏)‏ وتم إسقاط ثمانية طائرات مصرية بعد قيامها بإنزال القوات‏.‏ كما قامت فرقتا مشاة مصريتان مدعومتين ب‏11‏ دبابة من طراز‏PT-76‏ بالتوغل علي طول القناة وعلي طريق الجدي شرق البحيرات المرة الصغري‏,‏ وقد تم تدمير كل الدبابات بواسطة عربات مدرعة إسرائيلية وحالة باقي القوة غير معروف‏.‏ وكذلك علي طريق جيدي تم تدمير ست طائرات هليكوبتر مصرية علي مسافة‏20‏ كيلو مترا شرقي منطقة البحيرات المرة الصغري‏.‏ واستمر القتال في القنطرة وبورفؤاد وهي أكثر النقاط أهمية علي القناة‏.‏ وقد قامت مصر بإنشاء كوبري شمال الإسماعيلية والذي يمكن أن يستخدم من قبل العربات المدرعة‏.‏
وقامت طائرات مقاتلة إسرائيلية بإعتراض وتدمير صاروخ من طراز‏AS-5KELT‏ تم توجيهه صوب تل أبيب من مقاتلة من طراز تيبوليف‏16‏ السوفيتية الصنع‏.‏
خسرت إسرائيل في سيناء مجموع‏30‏ جنديا أثناء الاشتباك و‏91‏ مصابا ومقاتلتين طراز‏A-4‏ سكاي هوك بينما خسرت مصر‏10‏ طائرات مقاتلة من طراز‏U/I‏ و‏14‏ هليكوبتر و‏11‏ دبابة‏PT-76.‏
وتحدثت البرقية عن تطورات الجبهة السورية وقالت إن الجانب الإسرائيلي قد تكبد خسائر في الأرواح تتراوح ما بين خمسة وستة أفراد و‏25‏ مصابا ودمرت القوات السورية ثلاث مقاتلات سكاي هوك‏A-4‏ بينما خسر السوريون في الساعات الأولي‏20‏ طائرة مقاتلة وعدد غير معلوم من الجنود وإن كان الرقم كبيرا‏.‏
وفي برقية محدثة للبرقية السابقة تحت نفس العنوان‏'‏ الإعتدءات في الشرق الأوسط‏'‏ في الساعة السابعة وأربعين دقيقة صباحا بتوقيت واشنطن‏(‏ الثانية وأربعون دقيقة بعد الظهر بتوقيت القاهرة‏)‏ تقول المخابرات العسكرية الأمريكية في تحليلها‏:‏
‏-‏ منذ الفجر يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي الاهداف العسكرية في مصر وسوريا‏.‏ وقد تم إنشاء أربعة كباري مصرية فوق القناة وتمكنت إسرائيل من تدمير واحدا منها‏.‏ وأورد الإسرائيليون ان عددا أقل من المتوقع من العربات المصفحة قد عبر الليلة الماضية‏.‏ وتقوم القوات الإسرائيلية بالإلتحام مع المشاة المصريين باستخدام العربات المدرعة الإسرائيلية‏.‏ وفي الجولان تقوم العربات المدرعة السورية بعمليات اقتحام في أربع مناطق بينما تشن إسرائيل هجمات مضادة‏.‏ ويحدد الإسرائيليون اليوم بأنه سيكون حاسما‏.‏
‏-‏ وفي تل أبيب يذكر أن الاسرائيليين توقعوا ان ينقل المصريون كثير من الدبابات عبر القناة أثناء الليل فضلا عن قوات مشاة إضافية بأعداد غير محددة‏.‏ كما أن العربات المدرعة التي تعبر القناة أقل من المتوقع لها‏.‏
وبعد حذف أجزاء من البرقية يشير تحليل المخابرات العسكرية الأمريكية إلي أن إستراتيجية جيش الدفاع الإسرائيلي ربما تقوم علي استقطاب أكبر عدد من الدبابات عبر القناة بعيدا عن المنطقة المحمية بصواريخ‏'‏ سام‏'‏ السوفيتية الصنع وبعدها يمكن ان نري‏-‏ حسب الإسرائيليين‏-‏ اليوم المشهود‏FIELDDAY.‏
‏*‏ السادات متفائل
البرقية الثالثة للمخابرات العسكرية الأمريكية في يوم السابع من أكتوبر‏-‏ من الوثائق المفرج عنها‏-‏ كانت في الساعة العاشرة وأربعين دقيقة بتوقيت واشنطن وهي تحمل تقييما سياسيا مهما للمخابرات العسكرية الأمريكية وتقول‏:‏
‏'‏نقل عن ضابط سوفيتي في القاهرة تصريحه يوم السابع من أكتوبر أن هدف مصر كان إقامة مواقع عديدة علي طول خط بارليف في سيناء والإحتفاظ بها حتي يتم التوصل إلي وقف لإطلاق النار من المحتمل أن يكون خلال يومين‏.‏ وأقر بأن مصر لديها ذخيرة حية تكفيها مدة ما بين سبعة وعشرة أيام ولذلك لن يقيم الإتحاد السوفيتي جسرا جويا لتقديم المزيد لمصر أثناء العمليات العسكرية‏.‏ والرئيس السادات رغم ذلك يشعر بكثير من التفاؤل في تقييمه للموقف‏.‏ ويزعم أن القوات المصرية سوف تستمر في القتال حتي تصل إلي حدود عام‏1967.‏
وتمضي الوثيقة في الحديث عن المواقف العربية الداعمة لمصر وسوريا في القتال مثل وضع الملك حسين بن طلال عاهل الأردن بعض القوات الأردنية في حالة تأهب في ضوء تطورات القتال وإعلان الفدائيين الفلسطينيين عبر راديو بغداد دعوة منظمة التحرير الفلسطينية إلي السكان العرب في الأراضي المتحلة إلي عصيان مدني وإضراب عام ووقف شحنات البترول‏.‏ كما أشارت البرقية إلي عدم وجود تحركات من سلاح الجو السوفيتي ردا علي الوضع في الشرق الاوسط بإستثناء بعض أنشطة الشحن الجوي‏.‏ كما رصدت البرقية قيام سفينة شحنة سوفيتية محملة بقطع من الجسور العائمة لمضيق البسفور حيث يعتقد أنها في طريقها إلي مصر وليس إلي يوجوسلافيا كما هو معلن وفي حال توجهها إلي مصر فإنها تصل ميناء الإسكندرية بعد ظهر يوم‏9‏ أكتوبر‏.‏
‏*‏ برقية استغاثة
في برقية بتاريخ التاسع من أكتوبر‏(‏ الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت واشنطن‏)‏ يقول تحليل المخابرات العسكرية الأمريكية أن جيش الدفاع الإسرائيلي يذكر أن لديه‏500‏ دبابة لم تعد صالحة للقتال من بينها‏100‏ دبابة في الجولان و‏400‏ دبابة علي الجبهة المصرية‏.‏ وأن مصطلح‏'‏ خارج الخدمة‏'‏ يشمل الدبابات التي لا يمكن إعادتها للعمل في غضون إسبوع واحد‏.‏ ومن غير الواضح حجم الضرر الواقع علي الدبابات التي أضيرت في القتال بخسائر مباشرة وتلك التي أصيبت باعطاب ميكانيكية‏.‏ كما اشارت المخابرات العسكرية الأمريكية إلي عدم قدرتها علي تحديد نوعية الدبابات التي أصيبت في ميدان القتال‏.‏ كما اوردت البرقية عن جيش الدفاع الإسرائيلي قوله إن إسرائيل تعاني من خسائر فادحة في الصورايخ المضادة للدبابات وبداية نقص في قذائف الدبابات عيار‏105‏ مليمترات‏.‏ وتقول البرقية أن الدبابات المعطلة ربما تكون الخاصة بالوحدات العسكرية التي كانت تحتل سيناء وهي أول من إشتبك مع القوات المصرية‏.‏
وتشير البرقية الاستخبارية إلي أن علي أية حال خسارة‏500‏ دبابة من أصل‏1900‏ في المخزون وفي ظل نقص حاد في الذخيرة الحية سوف يؤدي إلي إعتماد كثيف علي العمليات الجوية للحد من القوات المصرية في شرق القناة‏.‏ وتضيف البرقية‏'‏ في ظل إعادة الأوضاع في الجولان تحت السيطرة والرغبة الواضحة للمصريين في البقاء تحت مظلة بطاريات سام‏SAM‏ فإن جيش الدفاع الإسرائيلي‏IDF‏ ربما تتمكن من تدمير هذه القوات خلال أيام‏.‏ ودون المساندة الجوية ونتيجة لكفاءة بطاريات صواريخ سام المصرية وبخاصة طراز‏SA-6s‏ فإن وضع نهاية مبكرة للحرب أمر غير منظور‏.‏ كما نقلت البرقية عن الجنرال ياريف أن إسرائيل قامت بإخلاء معظم مواقعها علي خط بارليف‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.