"يورونيوز": زيلينسكي وقادة أوروبيون ينضمون للقمة الثنائية بين بوتين وترامب في ألاسكا    الزمالك يخفف الأحمال البدنية في مران الخميس استعدادًا لمواجهة المقاولون العرب    رئيس القطاع الديني في "المتحدة للخدمات الإعلامية": قناة الناس تخاطب المجتمع الإنساني برسالة الإسلام السمحة والوسطية    إصابة شخص في هجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية جنوب لبنان    السيسي يصدق على قانون قواعد تصرف واضعى اليد فى أملاك الدولة    رئيس الجمهورية يوافق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم    استعدادًا للعام الدراسي الجديد.. "تعليم القاهرة" توجه بتفعيل "الأتوبيس الطائر"    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيها    أشرف زكي: نرحب بالمواهب ونرفض اقتحام مشاهير التطبيقات للفن دون مؤهلات    لقاء فكرى مع الفنان ميدو عادل وحوار عن حرفية الممثل ب"الأعلى للثقافة"    جولات تفقدية علي وحدات الرعاية الصحية بالحسنة والبرث بوسط سيناء    رئيس جامعة المنوفية يعلن إجراء عملية زراعة كبد ناجحة لطفل 7 سنوات    استشارية نفسية: تصرف الأهلي زعزع انتماء عبدالقادر.. ويجب حمايته من شوبير (خاص)    جارناتشو يقترب من الانضمام إلى تشيلسي    ساندي على موتوسيكل من أحدث ظهور على السوشيال ميديا والجمهور يعلق    سيارة وسط البحر وقالب تورتة.. هاجر الشرنوبي تحتفل بعيد ميلادها (صور)    انطلاق الاختبارات الشفوية للخاتمين في القرآن الكريم والتجويد والقراءات بالإسكندرية لدور يوليو 2025    نهاية الجولة 13 والتوقف الدولي.. متى يقام السوبر المصري بعد إعلان رابطة الأندية؟    النيل «ماجاشى»    تعاون بين "الأوقاف" وجامعة بنها لتعزيز الوعي الديني ومواجهة التطرف (صور)    «بحر وميه ولقمة هنية» |انطلاق مهرجان الأجبان المصرية برأس البر    هل دفع مخالفة المرور يسقط الإثم الشرعي؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ أحمد خليل: حادث الواحات جرس إنذار.. جريمة جمعت الأذى والتحرش والرعونة    رمضان عبد المعز يحذر من السرعات الجنونية وحوادث الطرق: "المتهور يقتل نفسه والآخرين"    الإعلام المصرى قوى    وزير الخارجية يلتقي وزير الاستثمار والتجارة الخارجية    السودان بين تصعيد الميدان وحراك السياسة... مجلس الأمن يرفض السلطة الموازية والجيش يجدد العهد في العيد المئوي    رسميا انطلاق نظام البكالوريا المصرية الجديد بعد تصديق السيسي على قانون التعليم - التفاصيل كاملة    دمشق تشيد بتقرير لجنة التحقيق الأممية حول أحداث الساحل وتتعهد بدمج توصياته في مسار العدالة والإصلاح    القائمة الشعبية تبدأ تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025    السكة الحديد: تخفيض مؤقت لسرعات القطارات لهذا السبب    المشدد 3 سنوات لعاطل بتهمة حيازة سلاح في المنيا    تأهل 4 لاعبات لنهائي السيدات ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عاما    خطة وزارة الاتصالات لتطوير بناء أبراج المحمول خلال النصف الثاني من 2025    رمضان عبد المعز: الإسلام جاء لرعاية مصالح الناس وحماية الأرواح    حكم مرور الطريق من أماكن غير مخصصة للمشاة؟| أمين الفتوى يجيب    شعبة مواد البناء: سعر طن الحديد أعلى من قيمته العادلة في مصر ب16 ألف جنيه    كوريا الشمالية تحذر إسرائيل من احتلال غزة وتطالبها بالانسحاب فورا    وزارة الإسكان توافق على تشكيل مجلس أمناء مدينة أسوان الجديدة    عميد كلية الصيدلة بجامعة الجلالة الأهلية تعلن عن مميزات برنامج "Pharm‐D"    السبت.. عرض أولى حلقات حكاية "بتوقيت 28" على dmc    وزير الإسكان: 18 و19 أغسطس الجاري..إجراء 3 قرعات علنية لتسكين المواطنين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة    رامي ربيعة يخطر منتخب مصر بموقفه من مباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    طريقة عمل الكيكة العادية فى البيت بمكونات اقتصادية    السجن المؤبد لأفراد تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالمخدرات بالقناطر الخيرية    ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو    أسامة نبيه: حققنا مكاسب كثيرة من تجربة المغرب    الرقابة المالية تصدر معايير الملاءة المالية للشركات والجهات العاملة في أنشطة التمويل غير المصرفي    قرار قاسي في انتظاره.. تفاصيل عفو الزمالك عن فتوح وشرط جون إدوارد    عمر الشافعي سكرتيرًا عامًا وإيهاب مكاوي سكرتيرًا مساعدًا بجنوب سيناء    الليلة.. انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من «مسرح الغرفة والفضاءات» بالإسكندرية    السيسي يوجّه بتحويل تراث الإذاعة والتلفزيون المصري إلى وسائط رقمية    حلول "فورية وسريعة".. وزير الصحة يبحث تجاوز عقبات صناعة مشتقات البلازما    ب22 مليون جنيه.. الداخلية تضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي    ريبيرو يراجع خطة مواجهة فاركو في المران الختامي للأهلي    العراق تخصص 300 سيارة لمواجهة الحالات الطارئة خاصة الحرائق    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏الاهرام‏ تنفرد بتفاصيل الوثائق المفرج عنها في مكتبة نيكسون
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 07 - 2010

وثائق عهد الرئيس ريتشارد نيكسون التي نقلت من مبني الأرشيف القومي في واشنطن إلي مكتبته في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وتم الإفراج عنها يوم الجمعة الماضي ضمت وثائق سرية بالغة الأهمية والخطورة عن حوادث مهمة في عهد الرئيس نيكسون. منها تطورات الصراع العربي الإسرائيلي والأجواء التي سبقت الحرب بين مصر وإسرائيل في عام‏1973.‏ وبلغ حجم الوثائق‏100‏ ألف صفحة من الوثائق و‏80‏ ساعة من تسجيلات الفيديو بشأن مقابلات جرت علي مدي الأعوام الثلاثة الماضية تندرج تحت مسمي التاريخ الشفهي لتلك المرحلة مع شخصيات عاصرت فترة نيكسون بالإضافة إلي رفع السرية عن خمسة آلاف وثيقة خاصة بسجلات الأمن القومي الأمريكي‏.‏
وتقول مكتبة نيكسون العامة الواقعة في‏'‏ يوربا ليندا‏'‏ بولاية كاليفورنيا إن معظم الوثائق المفرج عنها الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي وحرب السادس من أكتوبر هي من أرشيف الأمن القومي الأمريكي بينما الوثائق الأخري الخاصة بفترة حكم الرئيس ريتشارد نيكسون من أوراق السناتور دانيال موينهان المستشار السابق للشئون الحضرية في عهد نيكسون في المدة ما بين عامي‏1969‏ و‏1970,‏ كما تضم الوثائق المفرج عنها المراسلات المتبادلة بين الرئيس نيكسون ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت إدوارد هيث حول الصراع العربي‏-‏الإسرائيلي والقنوات الخلفية بين إسرائيل والاتحاد السوفيتي السابق‏.‏
‏*‏ برقية لحظة العبور‏:‏ أمريكا لم تكن تعلم
في الساعة السابعة من صباح يوم السادس من أكتوبر عام‏1973‏ بالتوثيت الأمريكي قامت وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية بإرسال برقية بعنوان التعبئة الإسرائيلية تفيد بأن كل شئ هادئ علي الجبهة الشرقية للقناة وأن الجيش الإسرائيلي في حالة تعبئة جزئية وأن إعلانا صحفيا إسرائيليا قد أشار إلي أن التعبئة الإسرائيلية ما هي إلا إجراء وقائيا ضد أي احتمال لهجوم من جانب القوات المصرية والسورية بعد تحريك قواتهما‏.‏ وفي توقيت إرسال البرقية بالساعة والدقيقة والثانية كانت القوات المصرية تعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف وتعلن عن فشل وكالات الإستخابرات الأمريكية في التنبؤ بحرب السادس من أكتوبر وفي التعرف علي الكثير من تطورات القتال علي الأرض‏.‏
والوثيقة المشار إليها للمخابرات العسكرية الأمريكية في لحظة بدء العبور حملت مجموعة من النقاط حول الوضع علي الجبهة بما يؤكد أن الأمريكيين قد باغتتهم المفاجأة المصرية يوم السادس من أكتوبر حيث جاء في البرقية ما يلي‏'‏ المصريون قاموا بتدريبات عسكرية ورفعوا حالة التأهب بين القوات كإجراء إحتياطي لقواتهم المسلحة في شهر رمضان‏.‏ والسوريون علي نحو مماثل قاموا بتعزيز وحداتهم قرب هضبة الجولان حيث يخشون أيضا من وقوع هجوم إسرائيلي ضدهم‏'.‏ وفي النقطة الرابعة من البرقية‏'‏ لا المصريون ولا السوريون يمتلكون قدرات ضخمة تسمح لهما بشن عمليات هجومية علي نطاق واسع سواء عبر قناة السويس أو في هضبة الجولان‏.‏ والتفوق الجوي الإسرائيلي في أي حال يتوقع أن يخفف من حدة أي هجوم عبر خط وقف إطلاق النار‏'.‏ وفي النقطة الخامسة من الوثيقة‏'‏ لا توجد مؤشرات علي رفع حالة التأهب للقوات العسكرية الإسرائيلية النشيطة ولا توجد مؤشرات أخري علي أن نوايا عربية للمبادأة بشن عمليات عدوانية‏.‏ إضافة إلي ذلك لايوجد دليل علي أن القوات المصرية والسورية ينسقان معا خطط عمليات عسكرية‏'.‏
‏*‏ مدير المخابرات الإسرائيلية يوضح في برقية أمريكية
وفي برقية تالية للمخابرات العسكرية الأمريكية حملت توضيحا لما ورد في البرقية السابقة عن التعبئة في جيش الدفاع الإسرائيلي بالإشارة إلي ان المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوم بعد ظهيرة الخامس من أكتوبر غير متيقنة مما إذا كانت عمليات تعبئة للقوات المصرية والسورية تتم بغرض دفاعي أم هجومي وأنه في‏'‏ صباح يوم السادس من أكتوبر جيش الدفاع الإسرائيلي مقتنع بأن تحريك القوات يتم بغرض هجومي وليس دفاعي‏'.‏
وبعد حذف جزء كبير من البرقية تعود البرقية إلي الإشارة إلي أن جيش الدفاع الإسرائيلي يأمل أن الأعداء لن يقوموا بالتعبئة‏(‏ الذي يدعي زيرا بأنه جزئيا حسب الوثيقة‏)‏ وأن فقدان عنصر المفأجاة سوف يؤدي إلي إبطال الهجوم‏.‏
والجنرال زيرا المذكور في الوثيقة هو إيلي زيرا مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية‏(‏ أمان‏)‏ إبان حرب عام‏1973‏ والذي أدانته‏'‏ لجنة أجرانانت‏'‏ الإسرائيلية التي شكلت في أعقاب الحرب بالإهمال في أداء مهام وظيفته وهو ما أدي إلي إستقالته من عمله‏.‏
وتقول البرقية في الفقرة التالية إن‏'‏ زيرا‏'‏ يدعي أن الاتحاد السوفيتي هو الذي طرح مبادرة إجلاء الخبراء وأن الأمر لم يكن طردا من جانب المصريين‏.‏ وتقول البرقية ان زارا يشعر أن السوفيت اتخذوا القرار بعد أن اقتنعوا تماما أنهم ليس بإمكانهم التحدث إلي المصريين والسوريين وإقناعهم بعد القيام بخطة هجوم انتحاري‏.‏ وتحدد البرقية ثلاثة أسباب لرحيل السوفيت وفقا لما ذكره زارا مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية‏:‏
لا يريد السوفيت المشاركة في اي جزء من حرب خاسرة‏.‏
تخوف بشأن الأمن الشخصي للأفراد في حال الهجمات المضادة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي
خوف محتمل من إمكانية إنقلاب مصر وسوريا علي الخبراء الروس والتابعين لهم بعد الهزيمة وشعورهم بالإحباط‏.‏
وفي الفقرة السادسة من الوثيقة‏:‏ علامات التعبئة‏(‏ في إسرائيل‏)‏ في كل مكان‏.‏ ورغم أنه من المفترض ألا توجد حركة للنقل في يوم عيد الغفران إلا أن هناك حركة كثيفة علي الطرق‏..‏ وهناك سيارات تتجه إلي الشمال بسرعات عالية وجنود في ملابس عسكرية يقودون سياراتهم الخاصة إلي مواقع الخدمة الخاصة بهم‏.‏ كما أن حافلات نقل تجارية خالية من الركاب تتجه إلي نقاط التعبئة‏.‏ وتضيف البرقية في تحليلها للتعبئة الإسرائيلية‏:‏ إن التعبئة في يوم عيد الغفران يمكن أن تكون مؤثرة وتبرهن علي كفاءة الأنظمة في إسرائيل خاصة في ظل توقف الإرسال التليفزيوني والإذاعي‏.‏ وتوضح البرقية‏:‏ تتم عملية الإستدعاء عبر الهاتف أو عبر الإخطار من منزل إلي منزل‏.‏ كما أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتوجه إلي كل كنيس يهودي‏(‏ وهي مكدسة في يوم عيد الغفران‏)‏ من أجل تمرير رسالة إلي الشخص الذين يقود الصلاة في المعبد اليهودي في هذا اليوم وبدوره يقوم هذا الشخص بتضمين الرسالة في صلاته‏.‏
وفي الفقرة السابعة من البرقية تشير المخابرات العسكرية الأمريكية إلي تلقي معلومات من منطقة شرم الشيخ‏(‏ كانت تحت الإحتلال الإسرائيلي‏)‏ تفيد بوجود إنذار بشن غارات جوية في الليلة الماضية‏(‏ الخامس من أكتوبر‏)‏ وأن جميع السياح طلب منهم إخلاء شرم الشيخ بحلول الساعة العاشرة من صباح اليوم‏.‏
‏*7‏ أكتوبر‏:‏ تقييم المخابرات الأمريكية
وفي برقية تحليلية للمخابرات العسكرية الأمريكية في الساعة الثانية من صباح يوم السابع من أكتوبر‏.‏ أبرق رجال الإستخبارات إلي القيادة في واشنطن بتفاصيل اليوم الأول للقتال هذا نصها‏:‏
إن العمليات العدائية قد تشهد حالة من التباطؤ علي جبهة قناة السويس وعلي الجبهة السورية مع توقع أن تشتد حدة القتال عند الفجر‏(‏ الساعة الثالثة والعشرين بتوقيت شرق الولايات المتحدة‏).‏ واشار ديان وزير الدفاع الإسرائيلي إلي أنه رغم نجاح القوات المصرية في الدفع بجنود ومعدات عبر القناة أثناء الليل واستيلائهم علي عدد قليل من المواقع الإسرائيلية إلا أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتوقع أن يسيطر علي الموقف تماما خلال وقت قصير‏.‏
الجبهة المصرية‏:‏ قوة مصرية مؤلفة من‏15‏ طائرة هليكوبتر نقل جوي من طراز‏MI-8HIPS‏ قامت بالهبوط في رأس سدر‏(40‏ كيلومترا جنوب السويس‏)‏ وتم إسقاط ثمانية طائرات مصرية بعد قيامها بإنزال القوات‏.‏ كما قامت فرقتا مشاة مصريتان مدعومتين ب‏11‏ دبابة من طراز‏PT-76‏ بالتوغل علي طول القناة وعلي طريق الجدي شرق البحيرات المرة الصغري‏,‏ وقد تم تدمير كل الدبابات بواسطة عربات مدرعة إسرائيلية وحالة باقي القوة غير معروف‏.‏ وكذلك علي طريق جيدي تم تدمير ست طائرات هليكوبتر مصرية علي مسافة‏20‏ كيلو مترا شرقي منطقة البحيرات المرة الصغري‏.‏ واستمر القتال في القنطرة وبورفؤاد وهي أكثر النقاط أهمية علي القناة‏.‏ وقد قامت مصر بإنشاء كوبري شمال الإسماعيلية والذي يمكن أن يستخدم من قبل العربات المدرعة‏.‏
وقامت طائرات مقاتلة إسرائيلية بإعتراض وتدمير صاروخ من طراز‏AS-5KELT‏ تم توجيهه صوب تل أبيب من مقاتلة من طراز تيبوليف‏16‏ السوفيتية الصنع‏.‏
خسرت إسرائيل في سيناء مجموع‏30‏ جنديا أثناء الاشتباك و‏91‏ مصابا ومقاتلتين طراز‏A-4‏ سكاي هوك بينما خسرت مصر‏10‏ طائرات مقاتلة من طراز‏U/I‏ و‏14‏ هليكوبتر و‏11‏ دبابة‏PT-76.‏
وتحدثت البرقية عن تطورات الجبهة السورية وقالت إن الجانب الإسرائيلي قد تكبد خسائر في الأرواح تتراوح ما بين خمسة وستة أفراد و‏25‏ مصابا ودمرت القوات السورية ثلاث مقاتلات سكاي هوك‏A-4‏ بينما خسر السوريون في الساعات الأولي‏20‏ طائرة مقاتلة وعدد غير معلوم من الجنود وإن كان الرقم كبيرا‏.‏
وفي برقية محدثة للبرقية السابقة تحت نفس العنوان‏'‏ الإعتدءات في الشرق الأوسط‏'‏ في الساعة السابعة وأربعين دقيقة صباحا بتوقيت واشنطن‏(‏ الثانية وأربعون دقيقة بعد الظهر بتوقيت القاهرة‏)‏ تقول المخابرات العسكرية الأمريكية في تحليلها‏:‏
‏-‏ منذ الفجر يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي الاهداف العسكرية في مصر وسوريا‏.‏ وقد تم إنشاء أربعة كباري مصرية فوق القناة وتمكنت إسرائيل من تدمير واحدا منها‏.‏ وأورد الإسرائيليون ان عددا أقل من المتوقع من العربات المصفحة قد عبر الليلة الماضية‏.‏ وتقوم القوات الإسرائيلية بالإلتحام مع المشاة المصريين باستخدام العربات المدرعة الإسرائيلية‏.‏ وفي الجولان تقوم العربات المدرعة السورية بعمليات اقتحام في أربع مناطق بينما تشن إسرائيل هجمات مضادة‏.‏ ويحدد الإسرائيليون اليوم بأنه سيكون حاسما‏.‏
‏-‏ وفي تل أبيب يذكر أن الاسرائيليين توقعوا ان ينقل المصريون كثير من الدبابات عبر القناة أثناء الليل فضلا عن قوات مشاة إضافية بأعداد غير محددة‏.‏ كما أن العربات المدرعة التي تعبر القناة أقل من المتوقع لها‏.‏
وبعد حذف أجزاء من البرقية يشير تحليل المخابرات العسكرية الأمريكية إلي أن إستراتيجية جيش الدفاع الإسرائيلي ربما تقوم علي استقطاب أكبر عدد من الدبابات عبر القناة بعيدا عن المنطقة المحمية بصواريخ‏'‏ سام‏'‏ السوفيتية الصنع وبعدها يمكن ان نري‏-‏ حسب الإسرائيليين‏-‏ اليوم المشهود‏FIELDDAY.‏
‏*‏ السادات متفائل
البرقية الثالثة للمخابرات العسكرية الأمريكية في يوم السابع من أكتوبر‏-‏ من الوثائق المفرج عنها‏-‏ كانت في الساعة العاشرة وأربعين دقيقة بتوقيت واشنطن وهي تحمل تقييما سياسيا مهما للمخابرات العسكرية الأمريكية وتقول‏:‏
‏'‏نقل عن ضابط سوفيتي في القاهرة تصريحه يوم السابع من أكتوبر أن هدف مصر كان إقامة مواقع عديدة علي طول خط بارليف في سيناء والإحتفاظ بها حتي يتم التوصل إلي وقف لإطلاق النار من المحتمل أن يكون خلال يومين‏.‏ وأقر بأن مصر لديها ذخيرة حية تكفيها مدة ما بين سبعة وعشرة أيام ولذلك لن يقيم الإتحاد السوفيتي جسرا جويا لتقديم المزيد لمصر أثناء العمليات العسكرية‏.‏ والرئيس السادات رغم ذلك يشعر بكثير من التفاؤل في تقييمه للموقف‏.‏ ويزعم أن القوات المصرية سوف تستمر في القتال حتي تصل إلي حدود عام‏1967.‏
وتمضي الوثيقة في الحديث عن المواقف العربية الداعمة لمصر وسوريا في القتال مثل وضع الملك حسين بن طلال عاهل الأردن بعض القوات الأردنية في حالة تأهب في ضوء تطورات القتال وإعلان الفدائيين الفلسطينيين عبر راديو بغداد دعوة منظمة التحرير الفلسطينية إلي السكان العرب في الأراضي المتحلة إلي عصيان مدني وإضراب عام ووقف شحنات البترول‏.‏ كما أشارت البرقية إلي عدم وجود تحركات من سلاح الجو السوفيتي ردا علي الوضع في الشرق الاوسط بإستثناء بعض أنشطة الشحن الجوي‏.‏ كما رصدت البرقية قيام سفينة شحنة سوفيتية محملة بقطع من الجسور العائمة لمضيق البسفور حيث يعتقد أنها في طريقها إلي مصر وليس إلي يوجوسلافيا كما هو معلن وفي حال توجهها إلي مصر فإنها تصل ميناء الإسكندرية بعد ظهر يوم‏9‏ أكتوبر‏.‏
‏*‏ برقية استغاثة
في برقية بتاريخ التاسع من أكتوبر‏(‏ الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت واشنطن‏)‏ يقول تحليل المخابرات العسكرية الأمريكية أن جيش الدفاع الإسرائيلي يذكر أن لديه‏500‏ دبابة لم تعد صالحة للقتال من بينها‏100‏ دبابة في الجولان و‏400‏ دبابة علي الجبهة المصرية‏.‏ وأن مصطلح‏'‏ خارج الخدمة‏'‏ يشمل الدبابات التي لا يمكن إعادتها للعمل في غضون إسبوع واحد‏.‏ ومن غير الواضح حجم الضرر الواقع علي الدبابات التي أضيرت في القتال بخسائر مباشرة وتلك التي أصيبت باعطاب ميكانيكية‏.‏ كما اشارت المخابرات العسكرية الأمريكية إلي عدم قدرتها علي تحديد نوعية الدبابات التي أصيبت في ميدان القتال‏.‏ كما اوردت البرقية عن جيش الدفاع الإسرائيلي قوله إن إسرائيل تعاني من خسائر فادحة في الصورايخ المضادة للدبابات وبداية نقص في قذائف الدبابات عيار‏105‏ مليمترات‏.‏ وتقول البرقية أن الدبابات المعطلة ربما تكون الخاصة بالوحدات العسكرية التي كانت تحتل سيناء وهي أول من إشتبك مع القوات المصرية‏.‏
وتشير البرقية الاستخبارية إلي أن علي أية حال خسارة‏500‏ دبابة من أصل‏1900‏ في المخزون وفي ظل نقص حاد في الذخيرة الحية سوف يؤدي إلي إعتماد كثيف علي العمليات الجوية للحد من القوات المصرية في شرق القناة‏.‏ وتضيف البرقية‏'‏ في ظل إعادة الأوضاع في الجولان تحت السيطرة والرغبة الواضحة للمصريين في البقاء تحت مظلة بطاريات سام‏SAM‏ فإن جيش الدفاع الإسرائيلي‏IDF‏ ربما تتمكن من تدمير هذه القوات خلال أيام‏.‏ ودون المساندة الجوية ونتيجة لكفاءة بطاريات صواريخ سام المصرية وبخاصة طراز‏SA-6s‏ فإن وضع نهاية مبكرة للحرب أمر غير منظور‏.‏ كما نقلت البرقية عن الجنرال ياريف أن إسرائيل قامت بإخلاء معظم مواقعها علي خط بارليف‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.