أثار البيان الذي وقع عليه أكثر من "200" فنان للمطالبة بالغاء الرقابة علي المصنفات الفنية ضجة كبيرة في الوسط الفني حيث اتفق الجميع علي يرفض وجود الرقابة بآدائها ومفهومها الحالي لكنهم اختلفوا علي ما اذا كان ينبغي الغاء الرقابة علي المصنفات الفنية تماماً أو تقنين وجودها لأهميتها. تقول الفنانة الشابة رانيا يوسف.. بالطبع أشعر بأن وجود الرقابة بشكلها الحالي يحد من حريتي كفنانة خاصة في الأفلام السياسية فبالرغم من أن عمر السينما المصرية تجاوز المائة عام إلا أنه لا يوجد لدينا فيلم واحد ينتقد أداء أي رئيس تولي حكم مصر وهذا لأن الرقابة لدينا تمنع الفنان تماماً من التعبير عن رأيه في مثل هذه الأمور وتتبع معه سياسة المنع من المنبع بالرغم من أنه من حقنا التعبير عن آرائنا بحرية في حدود الأدب واللياقة ولا يحق لأي شخص أو جهة الحجر عليها من البداية وللأسف الشديد سبقتنا الدول الأوروبية في هذا المجال وخاصة أمريكا التي انتقدت أداء رؤسائها من خلال عدة أفلام. استدركت رانيا قائلة: هذا لا يعني مطلقاً الغاء الرقابة تماماً لأنه لابد من عمل تصنيف عمري للأفلام ولابد من محاسبة أصحاب دور العرض التي تسمح للمراهقين بمشاهدة أفلام الكبار فقط ولابد من اصدار قوانين تجرم هذا الفعل. يقول المخرج علي بدرخان رئيس الرقابة الحالي د.سيد خطاب تقدم بمشروع ينص علي أن الرقابة لا تتدخل للحذف في أي عمل فني إلا اذا وردت اليها شكوي من هذا العمل بدلاً من أن تكون رقابة مسبقة علي كل الأعمال الفنية وللأسف الشديد تم تجميد هذا المشروع في ادراج النقابات الفنية التي تسيطر عليها جهات أخري كل هدفها تكبيل العمل الرقابي حتي تظل هذه النقابات عاجزة عن التعبير بحرية عن أراء فنانيها. يقول السيناريست فايز غالي أحضر حالياً لعقد مؤتمر فني ضخم يحضره حشد من رموز الفن المصري مع مطلع الأسبوع القادم كي نحدد بشكل نهائي موقفنا من الغاء الرقابة علي المصنفات الفنية التي وجدت في مصر منذ عام 1914 أي ما يقرب من قرن من الزمن وضعت خلالها خطوطاً حمراء أمام الأعمال الفنية ممثلة في عرضها علي وزارة الداخلية أو الخارجية أو حتي الرئاسة قبل عرضها علي الجمهور. أضاف أنه بعد الثورة العظيمة التي اندلعت مؤخراً آن الأوان لالغاء قانون الرقابة وجهاز الرقابة نفسه واستبداله بلجنة تشكل داخل كل نقابة فنية لوضع الضوابط التي لابد أن تتوافر في أي عمل فني قبل عرضه والتي سيكون أبرزها عمد الدعوي الي التطبيع مع إسرائيل وعدم الدعوي الي الطائفية والامتناع عن عرض أفلام ال"بورنو" وجار حالياً وضع ضوابط أخري لا يختلف عليها أي انسان أو فنان مصري. تقول المؤلفة يسر السيوي الرئيس الأسبق للرقابة بالتليفزيون إن الغاء الرقابة علي المصنفات الفنية تماماً أمر مرفوض لكنه من الضروري أيضاً أن تقنن تدخلاتها في هذه المصنفات مما يؤدي الي التأثير علي الجانب الفكري أو الفني لها. أضافت لابد أيضاً من وجود فرق بين الرقابة علي الأعمال التليفزيونية التي تصل الي كل منزل وبين الرقابة علي المصنفات الفنية التي نذهب لمشاهدتها بمحض ارادتنا. شددت السيوي علي ضرورة وجود رقابة للحد من مشاهد العنف والقتل والدم التي أصبحت تملأ أفلامنا ويتأثر بها الأطفال بشدة ولحذف كل المشاهد الجنسية المفرطة التي لا تخدم المضمون في شيء فتصبح عبء عليه كذلك لابد من حذف الألفاظ المبتذلة التي لا تخدم الفن علي الاطلاق. يقول السيناريست د.بهاء الدين إبراهيم لابد من استمرار الرقابة علي كل الأعمال الفنية الدينية لأن هذه الرقابة هدفها الأول هو تصحيح الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والأحداث المهمة التي ترد بهذه الأعمال والتي لا يجوز المساس بها مطلقاً أما الرقابة السياسية والفنية الموجودة في التليفزيون المصري بهدف تقييم العمل الفني قبل عرضه يجب الغائها فوراً لأنه من حق أي مبدع أن يطرح رؤيته الفنية علي الجمهور صاحب الحق الأوحد في تقييم هذا العمل..