«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سيد خطاب: أسعى للتأكيد على هوية الرقابة كمؤسسة فاعلة فى الوسط الثقافى فى مصر

الرئيس الجديد للرقابة على المصنفات الفنية يتحدث لأول مرة عن أفكاره وخططه:
محاولة إجراء حوار مع د. سيد خطاب الرئيس الجديد للرقابة على المصنفات الفنية لم تكن بنفس صعوبة محاولة دفعه للتحدث عن مهام منصبه الجديد.. هو مصر أن يكون دقيقا وموضوعيا ويعتبر نفسه الآن فى مرحلة دراسة وبالتالى قطع على نفسه عهدا بألا يدلى بأى تصريحات مفصلة الآن إلا عندما يكون مستعدا لها.. رغبة منه فى أن يكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقه.. المفاجأة الحقيقية فى هذا الحوار هى إصراره أيضا على أن يكون د. سيد خطاب أستاذ الدراما والنقد بمعهد الفنون المسرحية الذى جاء من الفيوم منذ سنوات ليقرر بإرادته الشخصية أن يكون فى الظل لإيمانه بأن مكانه الحقيقى بين ناسه ومجتمعه.. المسئولية كبيرة والأيام وحدها هى التى ستقرر مدى قدرته على التعامل معها..
قبل الحوار كنت تتحدث تليفونيا مع د. على أبو شادى الرئيس الأسبق للرقابة على المصنفات الفنية.. هل هذا نوع من التواصل الإنسانى أم المهنى؟
- بالمناسبة أنا لم أتحدث فقط إلى أ. على أبو شادى، بل اتصلت تليفونيا ب د. مدكور ثابت وقرأت كتاب اعتدال ممتاز مذكرات رقيب وهناك جلسة ستجمعنى قريبا ب د. مدكور ثم إن على أبو شادى هو فى النهاية أستاذ لى وأضف إلى ذلك أنه أمين المجلس الأعلى للثقافة وهذا يعنى أن علاقتنا مستمرة مهنيا وإنسانيا.. وحقا أنا أحترم هذا الرجل جدا وأقدر ليبراليته.
لدى سؤال ربما يبدو تقليديا ولكنه مهم جدا الآن.. من هو د. سيد خطاب بعيدا عن كرسى الرقيب ؟
- أنا فى الأساس ممثل، مخرج ومدرس بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم دراما ونقد.. أضف إلى ذلك أننى عملت بالإخراج المسرحى فى مراحل متعددة بدءا من المسرح المدرسى مرورا بمسارح الثقافة الجماهيرية والمسرح الجامعى وصولا إلى مسرح الدولة.. أعرف أنى أشبه بمن قضى معظم سنوات عمره يعمل فى الظل.. ولكن يمكنك القول أن هذا كان اختيارى فى الأساس.. لقد قصدت أن أعمل فى أماكن تجعلنى أقرب إلى الناس وإلى مشاكلهم.. ومن خلال عملى فى الثقافة الجماهيرية تنقلت بين عشرات من الأماكن بدءا من أسوان ووصولا إلى رفح التى مكثت بها شهورا لأقدم مسرحية بعنوان (الظاهر بيبرس)... لدى قناعة تقول أن المثقف الحقيقى هو الذى يعرف مجتمعه حق المعرفة.. خاصة أن العلاقة بين المركز والأطراف فى مصر دائما ما كانت تعانى من خلل..
هل منصب الرقيب أصابك بصدمة ما.. هل سحبك من منطقة الظل إلى منطقة مبالغ فى إضاءتها؟ - الفكرة ببساطة أنى لست من هواة الفرقعة والصخب والمهرجانات الإعلامية.. فى الوقت نفسه لدى إصرار غريب على أن أكون نفسى كسيد خطاب.. أى ألا أجعل المنصب يصبغنى بصبغة أخرى.. نقطة أخرى.. هذا المنصب مازال جديدا بالنسبة لى.. وبالتالى مازلت أدرس موقفى وأدواتى، وبالتالى لا أريد أن أطلق تصريحات نارية ثم تفاجأ فى النهاية بأنى لم أقدم أى جديد ولم أفعل أى شىء مما تحدثت عنه..
ما الدور الثقافى الذى تتخيله لجهاز الرقابة كمثقف قبل أن تكون رقيبا؟ - الرقابة فى النهاية هى واحدة من المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة.. وهى مؤسسة معنية بحماية الإبداع والمحافظة عليه وليس العكس كما يتخيل البعض.
وماذا عنك أنت.. هل تعتبر نفسك إنسانا ليبراليا؟
- نعم أنا إنسان ليبرالى.. وتكوينى الشخصى مع حرية الإبداع، ولعلك لا تعرف أنى كنت أعمل لفترات طويلة فى نوادى المسرح.. التى لم تكن تعرض نصوصها على الرقابة على المصنفات الفنية لأنها ببساطة خارج نطاق عملها بحكم أن هذه الأعمال كانت تعرض لليلة واحدة فقط. مرة أخرى أنا مؤمن بأن الرقابة هى مؤسسة ثقافية وليست مؤسسة للمنع.. الناس تتصور أن الرقابة هى أشبه بأسوار السجون مع أن على أبو شادى حقق خلال السنوات الماضية إنجازا حقيقيا وأفرد مساحات كبيرة للحرية.
هذا الحس الفنى الذى تتحدث به هل يجعلنا نعتبرك رقيبا بدرجة فنان؟
- لا ،بل يجعلنى فنانا بدرجة رقيب، ولعلنا لا نعرف أن كل فنان حقيقى هو رقيب.. لأن بداخله ضميرا يقظا يحميه ويحمى فنه من غير المبدعين.. الفنان الحقيقى لديه التزام داخلى ومؤمن بأن حريته هى فى النهاية حرية مسئولة.
هذا كلام جميل ولكن تحت هذه المسميات البراقة يحدث الكثير من المشاكل.. وتتم مصادرة الإبداع بشكل أو بآخر؟
- لو عملنا حصرًا عمليًا وعلميًا لكل تلك المشاكل التى تتحدث عنها منذ أن بدأت الرقابة فى مصر عملها ستجد أنها طوال تاريخها لم تمنع بقدر ما منحت للسينمائيين مساحة أكبر من الحرية.. تلك الحرية التى يعلو سقفها بشكل مستمر خلال ال20 سنة الأخيرة.
أنت مصر على التحدث ك د. سيد خطاب وليس كرقيب الأمر الذى يجعلنى أريد أن أسألك عن تابوهاتك الخاصة،. بمعنى آخر ما هو تعريف التابوه وفقا لقناعاتك الشخصية؟
- التابوه بالنسبة لى هو قيم المجتمع وكل ما اتفق المجتمع على احترامه من مبادئ وأفكار مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المنظومة القيمية نسبية ومتغيرة ومتحولة والمفترض بها أن تحمى التنوع فى مصر..، وتحضرنى هنا جلسة
لد.أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر كان يتحدث فيها عن التنوع الذى كان موجودا بالأزهر الشريف وقتها لم يكن أحد يتهم أحدا بالكفر أو بأنه أقل إسلاما منه أو العكس، وأتصور أن الرقابة قادرة على حماية هذا التنوع الثقافى والفنى وعلى أهميته فى إثراء هذا المجتمع إنسانيا،
أتصور أنك تعى جيدا أنك كرقيب تصطدم بعدة جبهات بين الحين والآخر ما بين فريق يعانى من ردة فكرية ما وما بين مجتمع أصبح يمثل رقابة أقوى من الرقابة نفسها.. كيف ستتعامل مع كل هذه الجبهات؟
- لدىّ قناعة مؤمن بها وهى أن مصر الآن فى حاجة شديدة للتسامح وإلى كل جهود مثقفيها من أجل الحفاظ على تنوعها ولكن يمكننى القول إنى إنسان متفائل.. السلبيات لا تقلقنى ولا تشغلنى كثيرا.. خاصة أنى أعرف أن هناك تغييرا يحدث فى مصر هذه الأيام وهو تغيير إيجابى لصالح قيادات شابة، كل هذا يجعلنى متفائلا ويجعلنى إدرك أن التشاؤم رفاهية لا نقدر عليها وليس لدينا مساحة لها الآن.
ولكن هذا التفاؤل لا ينفى وجود مشاكل بعينها فى المجتمع.. أليس كذلك؟ - نعم بالطبع هناك متناقضات كثيرة، وهناك مشاكل مجتمعية وثقافية خاصة أن كلا منها مهتم فقط برصد عيوب الآخر، لكن مصر لديها مخزون من التحضر والتسامح قادر على التعامل مع هذه المشكلات. ثم إننى أتصور أن الفن والدين مثلا لم يتعارضا فى يوم من الأيام لأن الاثنين رسالتهما الإنسان وكيف يصبح أفضل وأرقى وأكثر نبلا، والاثنان يعملان على تحقيقه لحالة من السلام والتصالح الداخلى. ؟ بالمناسبة.. هل تابعت ما حدث مع حلمى سالم ومجلة إبداع التى توقفت بسبب تلك القضية التى رفعها ضده يوسف البدرى.. أعلم أن الرقابة على المصنفات الفنية لا علاقة لها بالمطبوعات ولكن كإنسان ليبرالى كيف تجد تصرفا كهذا؟ -
قبل أن أجيب يحضرنى هنا مثال آخر مشابه، أتصور أن الشيخ يوسف البدرى كان طرفا فيه وهو ذلك الخاص بفيلم المهاجر، حين قال الأزهر إن الفيلم يحمل إساءة دينية ما، وقتها قالت الرقابة إن قانونها يعتبر رأى الأزهر استشاريا، وبالتالى يمكن الأخذ أو عدم الأخذ به وتم عرض الفيلم، أى أن الرقابة وقتها هى التى وقفت مع حرية الإبداع. أما عن موقفى الشخصى فأنا مع حرية الإبداع والمبدع، لكن أنا أرى المسألة بشكل مختلف على الرغم من أننى أرى أن معظم هذه الأمور لا تكون أكثر من فرقعات إعلامية إلا أن يوسف البدرى لجأ إلى القضاء، وكذلك المبدع من حقه أن يحتمى بالقانون، بمعنى آخر القانون الذى فى بعض الأحيان يكون متمثلا فى الرقابة هو شكل من أشكال الحماية للإبداع، خاصة أن المبدع عرضة طوال الوقت للاصطدام مع اتجاهات وتيارات مختلفة. ؟ وكيف نحول ضمير المبدع إلى ممارسات فعلية فى حال كنا نتحدث عن الرقابة؟ - مبدئيا القرار الرقابى ليس قرارى أنا الشخصى، ولكنه قرار مجموعة من الرقباء الذين نحاول الفترة المقبلة أن نطور أدواتهم، لكن هذا القرار يراعى ألا يكون متجنيا على حرية المبدع أو أن يمارس الوصاية عليه، بل على العكس عليه أن يخاطب ضميره، أتمنى أن تكون قرارات الرقابة الفترة المقبلة عبارة عن حوار فنى مشترك بيننا وبين المبدع وليس مجرد قوانين نطبقها. ؟
هل تابعت المشاكل التى أثيرت مع الرقابة الفترة الماضية.. مجنون أميرة - عين شمس - دكان شحاتة، وغيرها من الأفلام التى كانت الرقابة فيها خصما للمبدع؟ - مع كامل الاحترام للجميع، معظم المشاكل التى أثيرت الفترة الماضية مع الرقابة كانت مشاكل مفتعلة وغير منطقية وضجة بلا مبرر. إن سقف الحرية فى الفترة الأخيرة يتحرك إلى أعلى بشكل كبير، وهذا ما لاحظته حتى فى الأفلام التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، وهذا تعبير عن نضج إنسانى ومجتمعى، وكل ما نتمناه فى الفترة المقبلة أن تعود صناعة السينما فى مصر إلى مجدها الحقيقى. ؟ سؤال أخير: ما أبرز ملامح أجندة د. سيد خطاب كرئيس الرقابة على المصنفات الفنية الفترة المقبلة؟ - إبراز الطابع الثقافى للرقابة على المصنفات الفنية باعتبارها مؤسسة فاعلة فى الحركة الثقافية المصرية. ؟ يعود إلى الحياة من جديد بعد الضجة التى أثيرت فى تونس بسبب عرض مسلسل بيت صدام: صدام حسين يلعب آخر أدواره التمثيلية فى الجزء الرابع من العراب! مرة أخرى يعود صدام حسين إلى الحياة.. ومرة أخرى يثير الجدل من حوله ويطرح تساؤلات عديدة عن حياته وموته، ولكن هذه المرة فى تونس .. فجأة وبالتحديد منذ أسبوعين قررت إحدى الفضائيات التونسية وتدعى نسمة تى فى أن تعيد عرض المسلسل البريطانى الذى كانت قد أنتجته ال فى عام 7002 وصورت معظم أحداثه فى تونس والذى يحمل اسم بيت صدام.
القناة التى يشترك فى ملكيتها الأخوان التونسيان نبيل وغازى القروى مع رئيس الوزارء الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى وأيضا مواطنهما طارق بن عمار وهو بالمناسبة ابن أخ وسيلة ابنة عمار سيدة تونس الأولى بين 1962 و1986 .. بررت موقفها هذا فى بيان إعلامى أصدرته عقب الضجة التى أثيرت مع بداية عرض الحلقة الأولى من المسلسل الذى يستمر لأربع حلقات بأنه علينا التعود على مشاهدة مثل هذه الأعمال الفنية والروائية دون تشنج أو مغالاة وبمبدأ النسبية والاعتدال.
الانقسام
لكن القائمين عليها بالطبع لم يكونوا يعلمون أن أبسط العواقب المترتبة على عرض المسلسل مثلا ستكون إصدار لجنة نصرة المقاومة فى العراق وفلسطين بيانا تستنكر فيه بث المسلسل معتبرة أنه ينطوى على إساءة كبيرة لمشاعر العرب واستخفاف بآلامهم.. ومضيفة أن المسلسل هو انعكاس لوجهة النظر الغربية المعادية للعرب وتمرير غير مقبول لوجهة نظر محتل يحاول تبرير جرمه.
ما بين الواقع والدراما
وفى مقابل هذه الضجة لم تجد القناة التى ترفع شعار قناة المغرب الكبير أى مبرر للدفاع عن قرارها هذا سوى التأكيد على أن المسلسل هو فى النهاية عمل روائى ليس تسجيليا، وبالتالى لا يجوز مقارنته بالواقع .. على أى حال سواء اتفقنا أو اختلفنا مع قرار القناة بعرض المسلسل إلا أنها فى النهاية خطوة جريئة تسعى إلى تحطيم تلك الحوائط التى نحيط أنفسنا بها طوال الوقت خوفا من الاصطدام بحقائق أو لنقل وقائع قد تكون حقيقية.
ربما نحن فى حاجة إلى التذكير بأن هذا المسلسل هو نفسه الذى أثار أزمات منذ عامين تقريبا عندما نشرت الصحف المصرية أخبارا تؤكد أن عمرو واكد قبل أن يلعب دور حسين كامل زوج ابنة صدام حسين رغم علمه بأن الممثل الذى يلعب دور صدام ويدعى إيجال ناعور إسرائيلى الجنسية.
حقائق غير معلنة
بيت صدام يحمل فى خفاياه حقائق أخرى غير التى تفرغت الصحف لسردها خلال الفترة الماضية مثل تلك الحكاية المتعلقة ب ناعور الذى يلعب دور صدام والذى نقلت عنه العديد من الصحف الأجنبية وقت عرض المسلسل تصريحات يؤكد فيها أنه من الذين تعرضوا للأذى بشكل شخصى من صدام، حيث قال إنه بالكاد نجا من صاروخ أطلق على إسرائيل فى عهد صدام حسين. ورغم ذلك يعتبر أن قيامه بهذا الدور أمرا لا علاقة له بالانتقام.
العراب
قبل عرضه لأول مرة فى بريطانيا، بثت قناة بى بى سى التليفزيونية دعاية تليفزيونية تبشر المشاهدين بعرضه قريبا.. وفى الدعاية كنت تشاهد ممثلا يؤدى شخصية الرئيس العراقى السابق صدام حسين جالسا على كرسى من ذهب، مرتديا بدلة بيضاء، وعلى يساره ممثلة تؤدى دور زوجة الرئيس السابق ساجدة، وهى من أصل إيرانى بالمناسبة، وخلف كرسيه وقف ابنه عدى وزوج ابنته حسين كامل بلباس عسكرى، فيما وقف على يمين صدام ويساره ابنه قصى وبناته وزوج ابنته صدام كامل المجيد، وهو شقيق حسين كامل.
الدعاية جعلت صورة الثلاثية الشهيرة
شوم اُلنفُّومْ أو العراب تقفز إلى ذهن المشاهدين خاصة أن الموسيقى التى رافقت الدعاية التليفزيونية كانت المقطوعة الموسيقية الرئيسية للفيلم، ولكن بتوزيع عصرى. على مدى أربع حلقات تشعر بالفعل أنك تشاهد ما هو أشبه بجزء رابع تليفزيونى من العراب فى المسلسل الذى أخرجه البريطانى اليكس هولمز حول 24 عاما من حياة صدام وعلاقاته العائلية والحروب التى خاضها منذ 1979 وحتى الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 والذى أطاح به.
فى المشاهد الأولى من المسلسل نشاهد نفس النسق الذى صاغ به كوبولا رائعة العراب، حيث نشاهد فى البداية أركان النظام العراقى السابق ومعهم صدام يشاهدون الرئيس الأمريكى جورج بوش وهو يلقى خطابه التليفزيونى الشهير الذى يتعهد فيه بالعمل العسكرى من أجل إسقاط حكم صدام فى العراق، وفجأة، يعود بنا صناع المسلسل إلى صيف عام 1979 حيث حفلة عيد ميلاد ابنة صدام الصغرى حلا تقام فى منزل السيد النائب صدام حسين المجيد، يأتى الرئيس العراقى أحمد حسن البكر إلى حفلة عيد الميلاد وبعد قليل يأخذه السيد النائب إلى غرفة مكتبه ويغلق الباب ويقول له بكل حزم وبطء أن آية الله الخمينى، الذى قام بالثورة الإسلامية فى إيران خلال هذا العام، يهدد العراق وأن على الرئيس أن يترك الحكم. ينظر البكر فى ذهول إلى جميع الحاضرين محاولا البحث عن أمل فى أعينهم أو دعم له، ولكنه يكتشف أنه فشل، الجميع ينظر إليه مثل رجال زعيم مافيا قوى وعلى وجوههم تعبير موحد وهو: قُضىَ الأمر.
العمل ملىء بالعديد من المشاهد المثيرة سياسيا مثل ذلك الذى يؤول الحكم فيه إلى صدام، فنشاهده وهو يقتل أقرب أصدقائه والقيادى البعثى البارز عدنان الحمدانى دون أى سبب سوى التخلص من نقطة ضعفه. ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.