وارتدت مصر ثوب التغيير. الآن عنوان جديد. الآن نافذة جديدة. الآن يأتي صهيل الأرض. الأم تطبع طفلها والأرض تطبع ظلها والبحر يطبع موجة. والشمس تطبع نورها ولهيبها. الآن وطن لن يكون معلقا من شرايينه. وطن لن يكون عليه أن يدور ولا يدور أو يسير ولا يسير أو يطير ولا يطير. الآن وطن لن يكون القتيل ولا قتيل أو يميل ولا يميل. أو يقول ولا يقول. الآن جميعا سوف نعلق المصباح الصغير علي الشباك الذي نطل منه علي الأمل. الآن سوف نسقي عنقود العنب ليورق من جديد. الآن سوف نطفيء لوح اللهب ونعيد وجه الموج إلي الأرض العطشي التي تناديه. ولن يكون الكف مرتعشا والعمر مرتجفا والقلب موجوعا والوجدان منكسرا. الآن لن يكون زمان الماء ولن يجتمع الفراش مع الذباب ولن يختلط اليمام مع السراب. الآن التاريخ يكتب نفسه من جديد. الآن سوف يكون وجهي وهو وجهي ونبضي هو نبضي وصوتي هو صوتي ووداعا يا ليالي الكرنفال فقط سقط القناع عن وجوهنا وأضحت أصابعنا سنابل تزرع الخير وتبني البيت الجديد. الآن سوف تكون مصر كما أردناها جميعا بلون الياسمين وطعم الفرح والعمار والخضار. الآن كيف بدون عينيك يا مصر نكون؟. الآن أعيد زيادة وطني ومجده وكرامته وشرفه بين الأمم. الآن لن أحني رأسي في أي بقعة من بقاع العالم مثلما كنت أفعل لا لشيء إلا لشعوري بأنني مهان في وطني وفي أرضي. الآن أعود إلي المقدمة ألم شمل أمتي بين جناحي وأفض اشتباكات المتخاصمين والمتشاجرين بكل عدالة ونزاهة وشفافية. الآن أعرف وسط هذا البلقع من علي من الذئاب ومن معي. الآن سأرفع صوتي وأقول لا للمعونة الأمريكية التي دفعت مصر أثمانا باهظة لا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بل وأخلاقيا. الآن لن تملي أمريكا شروطها المجحفة عليّ. الآن لن أغلق معبر رفح من أجل عيون إسرائيل. الآن افتح كل نوافذي لتتنسم عصافير الوطن الحرية. الآن سيغرد وطني بالحب والأمان الحقيقي وسيردد الكون ما كرمنا الله به في قرآنه الكريم: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". الآن لن أكون شهيدا للكلمة مثلما كان معين بسيسو. الآن أعود لأردد من جديد وبكل فخر: أحبك يا وطني. الآن لن أغني: عدي النهار والمغربية جاية تتخفي ورا ضهر الشجر وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر. وإنما سأغني: أحلف بسماها وترابها. ومصر النجاة مصر السفينة وأغلي أمانة في أيدين أمينة. حمدا لله علي السلامة يا مصر