شهدت قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة هذا الاسبوع افتتاح أول نقابة للبروتوكول والاتيكيت في مصر برئاسة د. رفعت الضبع خبير الاتيكيت وأول نقيب لها وذلك لأول مرة في الوطن العربي بهدف نشر القيم والأخلاق وثقافة الحوار في الشارع المصري. حرصت اعداد كبيرة من الشخصيات العامة والاعلاميين علي حضور هذا الافتتاح. قال الدكتور أحمد عيسي وزير الآثار: ان التقدم العلمي الهائل الذي انتجه المصريون القدماء في حضارتهم أبهر العالم وفي نفس الوقت لم يفضلوا الجانب الأخلاقي مشيرا إلي ان الأحداث التي تمر بها بلادنا أبعدتنا عن البروتوكول والاتيكيت نتيجة الانفلات في الأخلاق. أوضح انه في الغرب يقوم الرجل بالانحناء للمرأة ولكنه في قرارة نفسه لا يحترمها بينما في مصر نحترم المرأة ونكرمها ونحافظ عليها. أكد الدكتور رفعت الضبع نقيب نقابة الايتيكيت: أهم شيء في حياة الانسان هو الاتيكيت والبروتوكول مشيرا إلي ان كل شيء يخص علاقة الانسان بنفسه يسمي "اتيكيت" وكل شيء يخص علاقتنا بالآخرين يسمي "بروتوكول". اضاف ان التحلي بالأخلاق هو السبيل الوحيد لمواجهة زيادة حالات الطلاق والحد منها بعد ان وصلت إلي وجود حالة طلاق كل 5 أو 6 ساعات مؤكداًً ان النقابة ستسير علي هدي الانبياء في الرقي والقيم الاخلاقية وغرس السلوك الحميد. أشار إلي أن العمل بهذه النقابة سيكون تطوعيا لتحقيق الدعم العلمي والاجتماعي مؤكدا انه تم الاتفاق مع العديد من الجهات علي تدريب الشباب علي 37 مهارة لابد ان يتعلمها في فن الاتيكيت والبروتوكول والعضوية ستكون مفتوحة للجميع وان النقابة ستقدم لاعضائها الخدمات المختلفة من اسكان وتعليم وتدريب وحج وعمرة وغيرها. مواجهة التحرش أكد ان النقابة ستتصدي لمواجهة ظاهرة التحرش التي حدثت خلال الفترة الماضية واساءت للشعب المصري امام العالم كله مشيرا إلي ضرورة العمل علي استعادة ثقة السائح الأجنبي. يؤكد الدكتور مسعد عويس نائب رئيس النقابة: ان الهدف نشر ثقافة الأخلاق الحميدة والمثل العليا التي تنادي بها الشرائح السماوية والقوانين والتشريعات ومبادئ حقوق الانسان بالاضافة إلي اقامة جسور التعاون بين الأفراد والجماعات والمؤسسات من أجل اعلاء شأن السلوكيات الرقيقة ودعم العلاقات الانسانية بين المواطنين والمشاركة في التصدي لمشكلات المجتمع وحلها بالطرق الودية. أشار اللواء محمد حسين مصطفي الأمين العام للنقابة إلي انه عندما كان طالبا بالكلية الحربية كان يتعلم فنون الاتيكيت والبروتوكول المتمثلة في التقاليد العسكرية من خلال كيفية تناول الطعام وعدم التحدث بصوت عال وغيرها من الأخلاق الحميدة العالية. قال الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية اعلام الأزهر وعضو النقابة: ان الكتب السماوية جميعها اهتمت بالبروتوكول والاتيكيت سواء في السلام أو التحية أو عند التعامل مع الآخرين. أكد علي أهمية دور النقابة في نشر ثقافة الحوار بين أعضاء المجتمع لمواجهة ما يحدث حاليا سواء علي القنوات الفضائية أو في الشارع من عدم تقبل الرأي الآخر والخناقات والمشاجرات التي تحدث اثناء الحوار والتي من الممكن ان تتطور لتصل إلي حد الاشتباك بالأيدي. أشار إلي ان النقابة ستسعي إلي انشاء مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز تدريب في مجال عمل النقابة. اضاف ان صدور أول كتاب عن فن الاتيكيت والبروتوكول والسلوك القويم في مصر القديمة في عام 2560 قبل الميلاد كان من أهم سماته هو اداب السلوك ويعتبر أول وثيقة في التاريخ لأنه تضمن كيفية التعامل مع الآخرين وان التدين والدين هو المحرك الأساسي لفن البروتوكول. أشار إلي ان في عصر الفراعنة كان الكهنة في تل العمارتة بمحافظة المنيا يحرصون علي التعامل بمكارم الأخلاق ولكن ما حدث من تغيير الأخلاق وظهور الانفلات الأخلاقي نتيجة لتعرض البلاد علي مر العصور للاستعمار والحروب التي اثرت بشكل كبير علي ظهور اشكال متعددة للتعامل واختفاء السلوك القوميم تدريجياً. قالت عبير سعدي وكيل نقابة الصحفيين: نحتاج لكيان شغله الشاغل إعادة الأخلاق الرشيدة للشارع المصري والهدوء والانضباط إلي حياتنا بدل ما تشهده الآن من صراعات خطيرة تهدد مجتمعنا بالانهيار التام. تؤكد عين الحياة أبوالغيط بإذاعة القاهرة الكبري: علي أهمية وجود مثل هذه النقابة وخاصة في ظل الظروف العصبية التي تمر بها البلاد. طالبت مني شمس معدة برامج بالتليفزيون: إعادة ترسيخ مبادئئ الأخلاق مرة أخري للشعب المصري بعد انتشار ظاهرة التحرش التي تعاني منها الفتيات والسيدات في الشارع. تقول نهي عبدالعزيز اعلامية باحدي الوكالات الأجنبية: العنف الذي تتعرض له المرأة المصرية الآن سواء في مواقع العمل أو في الشارع يتطلب تحركا عاجلا من هذه النقابة لمواجهة هذا العنف والقضاء عليه.