يهتم الكثيرون بتعلم فن الإتيكيت حيث يحرص عدد كبير من الشباب والفتيات على معرفة الطرق الصحيحة لهذا الفن الراقي الذي يفتقده العديدون، للاستفادة من خبرات التعامل التي يوفرها بعضهم يتسابق للالتحاق بالأكاديميات في مدينة جدة والتي تهتم بتدريس فن الإتيكيت لفئة الشباب والفتيات بجميع جوانبه. تقول خبيرة الإتيكيت أميرة الصايغ والتي أصدرت بعض الكتب الخاصة وهما "فتياتنا والإتيكيت وشبابنا والإتيكيت" إن ما دفعها إلى تأليف تلك السلسلة هو حبها الشديد لعالم السلوكيات الحسنة التي تعلمتها من خلال دراسة فن الإتيكيت والممارسة العملية في تدريبه، وخاصة عند ربط تلك القواعد بالتعاليم الإسلامية التي تغطي معظم قواعد السلوك الحسن، والتي حث عليها الدين الإسلامي، مضيفة أن الكتابين يتوجهان مباشرة إلى الشباب والفتيات ليكونا الدليل الأمثل لسلوكياتهم الراقية. وأضافت الصايغ أن ارتباط الإتيكيت بالمرأة لا يعني أن يكون الرجل بعيدا عن تعلم فن الإتيكيت في كافة جوانب الحياة اليومية فالرجل بحاجة لمعرفة تلك السلوكيات التي تكسبه جمال التعامل الحسن والتعرف على الصفات الجميلة التي يتحلى بها الرجل والمرأة والشاب والكهل والصغير والكبير"مشيرة إلى أن ذلك ما دفعها لتعليم الشباب فن الإتيكيت. وترى الصايغ أن هناك اندفاعا من قبل الشباب لتعلم الإتيكيت في السعودية، وإن كان يتركز على جانب الإتيكيت المهني، حيث يحرصون على معرفة فن الإتيكيت المتعلق بالتحية والتعارف، كذلك الكثير منهم يسأل عن إتيكيت التعامل مع المرأة. تقول "نحن في مجتمعنا نفتقد الكيفية الصحيحة لتعامل الشاب مع المرأة، وأنا أناقش الطرق الجميلة التي تدرس الشباب فن التعامل مع المرأة"مشيرة إلى أن القواعد الأساسية لإتيكيت الشباب العصري ليست قوانين صارمة ينبغي اتباعها بالإكراه وإنما هي خطوط وألوان رسمت معانيها بالطرق الصحيحة، ويمكن توفيقها مع الشخصية. وأوضحت الصايغ أن الإتيكيت الموجه للشباب يعتمد على طريقة التعامل بأعلى قدر من اللياقة والفعالية والحيوية لينعكس ذلك عليهم فيكسبون بذلك احترام كل من حولهم من أصدقاء وأهل وأقرباء ورؤساء وزملاء وشركاء المستقبل، بوصفهم "الشريك الموثوق فيه" الذي يجيد تطبيق قواعد السلوك الصحيح بالاهتمام أولاً بالمظهر وأناقة الصورة إضافة إلى لباقة الأسلوب وحسن التصرف، والتعامل الراقي مع الناس من مختلف الفئات والمستويات وفي جميع نواحي الحياة الاجتماعية . وأكدت خبيرة الإتيكيت أن "هناك إقبالا على تعلم الإتيكيت الصامت من قبل الشباب والفتيات، وهو عبارة عن الحركات ولغة الجسد بما تحويه من إشارات وإيماءات ووضعيات تعطي انطباعات مختلفة عنا كما تعكس مشاعرنا". وذكرت الصايغ أن الأبحاث العلمية دلت على أن لغة الجسد غير المحكية تشكل 80 % مما نتواصل به، بينما يشكل الحديث فقط 20% , مما يجعل منها معادلة قياسية لتكون مفتاحا لنا في التأثير الفعّال والقوي والمباشر على الآخرين, إضافة إلى الانطباعات الإيجابية التي نعطيها لهم في تعاملاتنا اليومية. وطالبت الصايغ وزارة التربية والتعليم بأن تولي اهتمامها بسلسلة كتب السلوكيات الخاصة بالأطفال والإتيكيت والشباب والإتيكيت، والفتيات والإتيكيت الموجودة حاليا على أرض الواقع، وأن تجعلها منهاجا يدرّس في المدارس ومتطلبا أساسيا من متطلبات الجامعة. وقالت إن الاهتمام بالإتيكيت يساهم في الإقلال من نسبة ما نشاهده ونلمسه من سلوكيات عشوائية لا دخل لها بمكارم الأخلاق، بل تبعث في المجتمع عوامل الإحباط والقلق وإن تدريس فن الإتيكيت ضمن المناهج الدراسية يساهم في خلق سلوكيات حسنة داخل المجتمع، وتعلم الصفات التي تساعد في توجيه تصرفات الشباب والفتيات والأطفال نحو الأفضل.