ربما يتبادر إلي الذهن أن موضوع الاتيكيت هو قضية خفيفة أو أنه مجرد مجموعة من المظاهر السلوكية.. أو كيف تتناول الطعام بالشوكة والسكين.. إلا أن الحقيقة.. كما تقول الكاتبة الصحفية نادية برسوم في تقديمها لكتاب «الاتيكيت أصول. لياقة.. ذوق» للقس تادرس عطية - أعمق من ذلك بكثير وقد أبحر أبونا تادرس في الاتيكيت وشمل كل أصول وقواعد وفنون التعاملات علي كل المستويات. والكتاب يقع في 174 صفحة من الحجم المتوسط.. وقد دخل الأب الكاهن في هذا المجال بقوة حيث طرح سؤالاً. كيف توطدين علاقتك بحماتك سؤال طرحه القس تادرس عطية خلال كتابه «الاتيكيت» وقدم عدة نصائح متعددة للتعامل بين الشاب والفتاة خلال فترة الخطوبة وبعد الزواج اضافة إلي بعض مظاهر الذوق والآداب العامة وداخل الكنيسة اضافة إلي عرض جزء من الاتيكيت في الكتاب المقدس من خلال تعاليم ومعاملات السيد المسيح مستشهدًا بآيات وأقوال الآباء. شمل الحديث أيضا اختيار الملابس للفتاة والشباب وأهمية الابتعاد عن الملابس الضاغطة والمكشوفة والشفافة ليصبح المظهر العام محتشمًا وغير منفر أو مثيرًا للغير وأعطي الكاتب «109» نصائح للاتيكيت للتعامل مع الآخرين حملت اسم «من الذوق ومن غير الذوق» شملت النصائح كيفية التعامل مع الأزواج والأبناء والآخرين والأطفال في البيت والكنائس والمواصلات العامة، ومع اختيارك لملبسك وزينتك - بالنسبة للفتاة - ومنها «من الذوق ألا تقدم وأنت بمفردك علي فعل الأشياء التي تخجل من فعلها أمام الناس» «من الذوق الانحناء دليل الاحترام عند التسليم علي شخص كبير السن، وكبير المقام» «من الذوق أن تتعلم أن تفصل بين الشخص وبين الفعل».. «من الذوق ألا تفاجئ أحدا بخبر سيئ عند الصباح أو بمجرد اللقاء». ومن الاتيكيت أثناء الزيارات العائلية. أن تحذر من التأخير والتدخل في محادثات الآخرين والتطوع المرفوض والاهتمام الزائد عن الحد وشجع علي اختيار الوقت المناسب للحديث وأن تكون علي طبيعتك أمام الآخرين والتزام الصمت والانتباه إذا أخبرك أحدهم بأمر خاص في حياته إضافة إلي أهمية الكلمة الحلوة التي تشجع أو تساند بها أحدًا، والاعتراف بالخطأ والأسف عليه. نصائح الاتيكيت لم تتوقف عند التعامل مع الآخرين وإنما امتدت أثناء إجراء المكالمات التليفونية وأهمية التحدث بصوت منخفض. «الاتيكيت في الكتاب المقدس» السيد المسيح هو مثال للشخصية اللطيفة جدًا في تعامله مع كل الناس كذلك كان يوسف الصديق» فقد كان لطيفا عفيفًا ظريفا، وأيضا «داود» النبي الذي كان حنونًا رقيق الطباع حتي مع أعدائه اضافة إلي أن الكتاب المقدس نصح السيدات بأن يكن خاضعات مطيعات وهو ما يتماشي مع تسميتهن ب«الجنس اللطيف» وقد كانت السيدة العذراء مثالاً للباقة في الحديث والحكمة في التعامل ومثلها كانت «ايجابل» التي أنقذت زوجها بلطفها في التعامل مع داود وأيضا «استير» الملكة اللطيفة التي أنقذت شعبها. وأخيرًا نستطيع أن نقول إن الاتيكيت ليس فقط تغييرًا لبعض السلوكيات الخاطئة فلا يكفي أن نغير السلوك بدون تغيير القناعات وينبغي أن نركز علي الايجابيات لا السلبيات.
