د. مصطفي عبدالسلام عبداللاه- استاذ جراحة المناظير بطب الازهر- يصف الظاهرة بأنها في منتهي الخطورة حيث ان غالبية المكاتب التي تقوم بعملية التأجير للمناظير لايديرها اشخاص لديهم بعض المال يريدون استثماره فيقومون بافتتاح هذه المكاتب التي تقوم معظمها باستخدام مناظير مستعملة في الخارج لايتجاوز ثمنها 100 الف جنيه بينما المناظير الجديدة لايقل ثمنها عن ربع مليون جنيه للمنظار الواحد والانواع المستخدمة يتم احضارها غالبا من الصين. أضاف للاسف معظم هذه المكاتب التي تتواجد في اماكن عديدة خاصة في منطقة قصر العيني يديرها اشخاص من كل صوب وحدب وبعضهم لايتعدي تعليمه دبلوم الصناعة أو التجارة ومن ثم ليس نقل معظم الامراض الفيروسية واخطرها فيروس "B" و"C" الذي تزداد نسبته في المجتمع بشكل خطير بسبب مثل هذه الممارسات الخاطئة. أوضح ان المشكلة لا تقتصر علي التسبب في نقل الامراض المختلفة لمستخدمي المناظير ولكن تمتد إلي ابعد من ذلك وهي ان معظم الاطباء الذين يستخدمون هذه المناظير ولكن تمتد إلي ابعد من ذلك وهي أن معظم الاطباء الذين يستخدمون هذه المناظير المؤجرة لاتكون لديهم الخبرة اللازمة لاستخدام المنظار سواء في الجراحة أو الاستكشاف وبالتالي يمكن ان تحدث مشاكل طبية لاحصر لها من الاستخدام الخاطئ. بالاضافة إلي انها يمكن ان تساهم في انتقال الامراض بين المحافظات المختلفة حيث يمكن ان يستخدم المنظار في عملية بالدقهلية وفي اليوم التالي في اسوان أو اسيوط والعكس واذا كان التعقيم في أي مكان من هذه الاماكن ليست علي المستوي فانها تنقل المرض. أشار إلي ان الظاهرة تمثل امتداداً لمظاهر الفهلوة المصرية في هذا المجال حيث أصبحت المكاتب منتشرة في أماكن عديدة حيث تصل قيمة تأجير المنظار في العمليات الصغري كاستئصال المرارة إلي 350 جنيها ويمكن ان تزيد عن ذلك بكثير في العمليات الكبري أو حسب المسافة بين المكان الذي تجري فيه العملية الجراحية وبين المكتب فكل شيء له ثمن باستثناء صحة وحياة المريض المصري الذي لا تراعي أي قواعد علمية في التعامل معه. غياب المنظومة د. محمد يوسف عز الدين- استاذ جراحة المناظير بطب القاهرة يري أن تأجير المناظير في حد ذاته ليس لنا عليه اعتراض وليس فيه شيء فالبعض ينظر إلي هذا الامر بانه نوع من انواع التوظيف الامثل للموارد باستخدام الاجهزة بشكل يحقق الجدوي الاقتصادية منها حيث هناك الكثير من الاجهزة في المستشفيات بدون استخدام اقتصادي حقيقي لها أما بسبب عدم معرفة العاملين بها أو بسبب قلة المرض الذي يحتاجونه فيه خاصة في بعض المحافظات ذات الكثافة السكانية القليلة كالمحافظات النائية. أضاف المشكلة الحقيقية التي نعاني منها هي غياب المنظومة المتكاملة للتعقيم ومنع انتقال العدوي حيث نتعامل مع هذه المنظومة المهترئة من الاساس باهمال غير عادي دون وضع أي قواعد للوقاية أو مراقبة التزام المنشآت الصحية بشروط مكافحة العدوي والتعقيم المتكامل لكل الاجهزة سواء التي تمتلكها المنشأة أو المؤجرة وللاسف كل مكان يلقي بالمسئولية علي الآخر والضحية في النهاية هو المواطن الذي يصاب بالعديد من الامراض. اشار إلي ان علم المناظير شهد تطوراً كبيراً في السنوات الاخيرة حيث يستخدم في العديد من المجالات الطبية منها التشخيصية وكذلك الجراحية مثل الجراحة العامة والباطنة والاستئصال وجراحات السمنة والمسالك البولية والنسا والولادة وليس من المعقول أن يهدر هذا العلم بسبب عدم الاهتمام بالاصول العلمية المتعارف عليها في العمل وترك المجال في ايدي غير المتخصصين الذين يسعون فقط إلي المكسب. القي بالمسئولية في غياب المنظومة المتكاملة لمكافحة العدوي علي عدة جهات منها وزارة الصحة ونقابة الاطباء والمستشفيات العامة والخاصة وكذلك الاعلام الذي يجب ان يكون لكل منها دور في هذه النظومة سواء بالتوعية ونشر هذه الثقافة مثل الاعلام أو بالرقابة والمحاسبة الصارمة للمخطئ مثل وزارة الصحة ونقابة الاطباء. "اجراءات فائقة" د. محمد عامر- استاذ مساعد جراحة المناظير بطب عين شمس يؤكد ان المناظير تحتاج إلي اجراءات تعقيم فائقة حتي لا تتحول إلي قنابل موقوتة تنفجر فيمن يقوم باستخدامها وهي ملوثة.. وعملية التعقيم تعتمد علي خطوات وقواعد محددة ولا يمكن ان تترك في ايدي غير المتخصصين حيث ان مدة تعقيم كل جهاز تتفاوت حسب نوع المادة المستخدمة في التعقيم فاستخدام بعض انواع الغازات مثلاً يحتاج إلي وقت أقل عكس المواد الكيماوية. اضاف ان هناك الكثير من المجالات التي تستخدم فيها مناظير البطن مثل استئصال المرارة والزائدة الدودية وعلاج الفتق وكذلك استكشاف اسباب الام البطن وتحدد قيمة تأجير المنظار حسب نوع العملية التي ستجري به وكذلك المكان الذي ينقل له وعموماً فان الظاهرة تكثر في المحافظات التي لاتوجد بها تجهيزات طبية كافية أو في المستشفيات التي تري ان احضار أجهزة ليس ذات جدوي اقتصادية وانه من الافضل تأجير المنظار عندما يكون هناك حاجة له. طالب بوجود برنامج متكامل للتعقيم علي جميع المستويات يراعي تنفيذه بدقة حتي لا تساهم المناظير بصفة خاصة والاجهزة الطبية كادوات طب الاسنان في زيادة مصادر المرض والعدوي بدليل ارتفاع نسبة الاصابة بالفيروسات الكبدية بصورة تفوق جميع المعدلات العالمية. البحث عن حلول د. وفاء منصور- استشاري جراحة المناظير.. تشبه تأجير المناظر بأنه مثل تأجير الملابس في الافلام القديمة حيث يمكن ان تسبب في انتقال الامراض الجلدية.. أما المناظير فهي تؤدي إلي انتقال ما هو أخطر من فيروسات وبكتريا قاتلة. أضاف ان تعريض المناظير للماء أو لدرجات حرارة مرتفعة لايضحا تعقيمها وخلوها من مسببات الامراض فهناك فيروسات وبكتيريا قد تظل عالقة بهذه الاجهزة بسبب سوء عملية التعقيم لهها وفي حالة استخدام مريض لها بعد ذلك ينتقل اليه المرض. أوضحت أن المشكلة يجب ان يتم البحث عن حلول لها بتوفير الاجهزة الطبية الحديثة ومنها المناظير بالمستشفيات والوحدات الصحية المختلفة وذلك أما عن طريق زيادة المخصصات للصحة في الموارتة العامة للدولة حيث انها مازالت متدنية للغاية مقارنة بالدول الاخري أو من خلال تعظيم الجهود التطوعية والاهلية في مد المستشفيات باحتياجاتها كنوع من الزكاء عن الصحة مثل زكاه المال ناهيك عن ضرورة الاهتمام بمنظومة التعقيم من الاساس. الشركات تدافع ومن أصحاب الشركات المؤجرة للمناظير- تساءل ابراهيم عطا الله- صاحب شركة.. عن السبب وراء الهجوم علي شركات تأجير المعدات الطبية ومنها المناظير مؤكداً ان هذه الشركات تقوم بدور كبير في توفير المناظير بأسعار معقولة لكي يستخدمها الطبيب بدلاً من ان تقوم المستشفيات برصد ميزانيات ضخمة لشراءها علي حساب مجالات اخري في الخدمة الطبية. نفي أن تكون المناظير المؤجرة السبب في الاصابة بالفيروسات وخاصة الكبدية مؤكداً ان الشركة تقوم بتعقيمها جيداً بالاضافة إلي أن المستشفي التي تستخدم المنظار تقوم غالباً بتعقيمهع و اخري حفاظاً علي سمعتها وضماناً لعدم انتقال الامراض إلي الاشخاص الذين يقومون باستخدامها. أشار إلي انه لاتوجد خطورة من عدم إدارة هذه الشركات من جانب اشخاص غير مؤهلين طبياً قائلاً من يقوم باستخدام المنظار سواء في العمليات الجراحية أو الاستكشاف هو الطبيب والاطقم الطبية المعاونة له أما نحن فليس لنا أي علاقة بالناحية الطبية بل بمجرد توفير الجهاز ومن ثم لايتطلب الامر أن نكون علي دراي باستخدامه.أوضح ان عدد الشركات زاد في الفترة الاخيرة ويصل عددها إلي العشرات حيث زادت تكلفة شراء المستلزمات الطبية بالمنشأت الصحية التي تري أنه من الافضل تأجير الاجهزة بدلاً من الشراء خاصة انها قد لاتستخدم في العمل لفترة طويلة أن بسبب عدم الحاجة اليها بجانب ان المستشفيات في الاساس تعاني من عدم توافر الصيانة المطلوبة ويمكن ان تتعطل لديها الكثير من الاجهزة والمعدات الطبية./