الخلاف بسيط جدا.. لكن الغل والغضب كبير جدا.. النفوس محتقنه والصدور تكاد أن تنفجر ولكن كل هذا الغضب والعنف ينتظر شرارة لكي يتحول الي جريمة من الدرجة الاولي.هذه الجريمة فجرها "كلب".. وبطلها "مسجل خطر" وضحيتها "سائق" مسكين كل هدفه في الحياة تأمين لقمة العيش لابنائه حظه العاثر جعله يمر في هذه اللحظة بشارع مستشفي الصدر بالعمرانية بعد أن ترجل من سيارته الاجرة.. "ج.م" لم يكن يدري ان مروره بهذا الشارع هو آخر خطواته في الحياة فقد فوجئ. بكلب شرس يهاجمه ويكاد أن ينقض عليه فما كان منه إلا أن دافع عن حياته وركل الكلب بقدمه كنوع من رد الفعل الطبيعي التي وهبها الله للإنسان دفاعا عن حياته. حظه العاثر كان له بالمرصاد فالكلب الشرس يملكه "م.أ" 37 سنة عاطل ومسجل خطر سبق ضبطه واتهامه في عدد من القضايا منها سرقة المساكن والسطو وغيرها من الاعمال الإجرامية.. عندما شاهد السائق يهاجم كلبه أو بالاحري يدفعه عنه حتي لا يصيبه عظم عليه الأمر كيف يجرؤ أحدهم ويهاجم كلبه أو أن يركله بقدمه فقام بسب السائق والهجوم عليه ونشبت مشاجرة كبيرة بطلاها السائق والمسجل خطر. لم يمهل المسجل السائق وقتا طويلا لكي يتشاجر معه أو أن يدافع عن نفسه حتي مما كان منه الا ان اخرج من طيات ملابسه خنجرا وطعن السائق طعنة قاتلة نفذت من صدره وانهت حياته فورا بينما الكلب لايزال ينبح ويحاول مهاجمة المجني عليه. وقائع الجريمة وصلت الي اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة فانتقلا الي مكان الحادث حيث اطراف الواقعة لايزالوا في مسرح الجريمة... القاتل بخنجره وسطوته وغضبه وكلبه والقتيل وسيارته ودمائه التي تغطي حيزا كبيرا من الشارع شاهدا علي القسوة والإجرام الذي اصبح يفرض كلمته علي معظم شوارع مصر.. وقف المقدم هشام حجازي رئيس مباحث العمرانية ومعاونه الرائد محمد طارق امام المتهم الذي كان لايزال محتفظا بخنجره القاتل لايصدقان ان الجريمة كانت دفاعا عن كلب. مات انسان وعاش كلب بسبب الغضب غير المبرر من القاتل والدفاع الخائف من القتيل ضد الكلب.. انتهت حياة "شخصين" احدهما انتقل الي العالم الآخر والثاني الي السجن المؤبد وربما الي الإعدام.. ليضيع الاثنين.. المقدم هشام اقتاد المتهم القاتل وسط حراسة أمنية مشددة بعد أن تجمع الأهالي من اقارب المجني عليه في محاولة للفتك بالقاتل.. اعترف المسجل بارتكاب جريمته وشرح في اسبابها ان المجني عليه أكل كلبه بقوة وكان من الطبيعي ان يدافع عن كلبه تحرر محضر بالواقعة واحيلت القضية الي النيابة امرت بتشريح الجثة ثم التصريح بدفنها. كما امرت بحبس المتهم 4 ايام علي ذمة التحقيق.