بحضور مدبولي.. تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران    99.1% لفني صحي طنطا.. نتيجة تنسيق الثانوية التجارية 3 سنوات كاملة    بالصور.. محافظ أسوان يتفقد مدارس فى كوم أمبو    وسط ترقب قرار الفيدرالي.. سعر الذهب يقفز للمرة الثانية خلال تعاملات اليوم    شعبة الدواجن تتوقع تراجع أسعار الفراخ ل55 جنيهاً خلال 3 أشهر لهذا السبب    السياحة: 22% زيادة في السياحة الوافدة لمصر "يناير - يوليو 2025"    الجيش الإسرائيلي: عملياتنا الهجومية الواسعة تزداد بمدينة غزة    إيران: الموافقة على بيان قمة الدوحة لا يعني الاعتراف بإسرائيل    إسبانيا تستدعى القائم بالأعمال الإسرائيلي للاحتجاج على تصريحات ساعر    "محجوز بالمستشفى".. شوبير يكشف تطورات حالة إمام عاشور ونصيحة الأطباء له    موعد مباريات دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء والقنوات الناقلة    قرار عاجل من القضاء بشأن اتهام بدرية طلبة بسبّ الشعب المصري    بالصور.. حادث مروري بين سيارة نقل وملاكي بالطريق السياحي دون إصابات    بيطبع الفلوس في بيته.. تفاصيل سقوط طالب ب23 ألف دولار و88 ألف جنيه مزيفة بالجيزة    بدء مؤتمر "الجونة السينمائي" بالسلام الجمهوري وعرض فيلم قصير يضم لقطات الدورات السابقة    "صيف قطاع المسرح" يختتم فعالياته بالاحتفال باليوم المصري للموسيقى    نادية الجندي تستعيد ذكريات شبابها بصورة بالذكاء الاصطناعي    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    أسامة قابيل: يوضح معني" وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ": لا يعني مجرد التفاخر    وزير الصحة يبحث مع شركة "أليكسيون" تعزيز التعاون في مجال الأمراض النادرة    نائبة وزير الصحة: استراتيجية لدمج "القابلات" تدريجيًا في منظومة الولادة الطبيعية    الصحة: الخط الساخن "105" حل جميع الشكاوى خلال أغسطس    البيئة واللجنة المصرية الألمانية يعقدان اجتماعا تنسيقيا لتعزيز التعاون في العمل المناخي    دخول عشرات شاحنات المساعدات من معبر رفح إلى كرم أبو سالم    تداول 13 آلاف طن و681 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    محافظ الدقهلية يوجه بتحسين المظهر الحضاري ورفع الأتربة من شوارع غرب وشرق المنصورة    غياب 5 لاعبين.. قائمة أتلتيكو مدريد لمواجهة ليفربول    وزير التعليم العالي ل«الشروق»: تدشين 3 جامعات متخصصة مع وزارات النقل والسياحة والشباب والرياضة    احذر.. انتحال صفة ذوي الإعاقة للحصول على الخدمات يعرضك للحبس    صرف مكافأة مجزية لمديري طارق بن زياد الابتدائية بمرسى مطروح تقديرا لجهدهما    حملت سفاحا.. التحقيق مع طالبة ألقت رضيعتها أمام جامعة القاهرة    جيش الاحتلال: رئيس الأركان عقد اجتماعات مع القوات بشأن عدم الإضرار بالمحتجزين    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحذر من شخص ينتحل صفة كاهن    سفير إيطاليا بالقاهرة: نتشارك مع مصر في تعاون ممتد في مجال العمارة والعمران    ضبط 110.6 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مي فريد: المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات    مهرجان الإسكندرية المسرحي يكرّم عصام السيد ومحسن منصور وعددًا من المبدعين    دراسة: وجبة غنية بالدهون قد تؤثر سلبا على الذاكرة خلال أيام قليلة    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة بطريق «رأس غارب- المنيا»    اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات    نقل الأسرى فوق الأرض.. ترامب يتحدث من جديد عن قطر ويحذر حماس "فيديو"    قرارات التعليم بشأن الكتب المدرسية 2025.. تسليم دون ربط بالمصروفات (تفاصيل)    خالد جلال وكشف حساب    قبل أيام من بدء العام الدراسي.. تفاصيل قرارات وزارة التعليم (نظام الإعدادية الجديد وموقف التربية الدينية)    رسمياً موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للمعلمين.. هل يتم الصرف قبل بدء الدراسة؟ (تفاصيل)    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    مسلسلات المتحدة تتصدر نتائج تقييم موسم 2025 باستفتاء نقابة المهن السينمائية.. تصدر "لام شمسية" و"أولاد الشمس" و"قهوة المحطة" و"قلبى ومفتاحه" و"ظلم المصطبة".. كريم الشناوى أفضل مخرج وسعدى جوهر أفضل شركة إنتاج    أول رد رسمي من بيراميدز على مفاوضات الأهلي مع ماييلي    عاجل القناة 12: إجلاء 320 ألفًا من سكان غزة يفتح الطريق أمام بدء العملية البرية    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الكلب طاهر.. وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    فيديو أهداف مباراة إسبانيول و مايوركا في الدوري الإسباني الممتاز ( فيديو)    نجم بيراميدز يكشف: تعرضت لحملة ممنهجة في الزمالك    الشيبي: نريد دخول التاريخ.. وهدفنا مواجهة باريس سان جيرمان في نهائي الإنتركونتيننتال    الوقت ليس مناسب للتنازلات.. حظ برج الدلو اليوم 16 سبتمبر    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «حافظوا على سلامتكم»    أمين الفتوى: الاقتراض لتجهيز البنات لا يجوز إلا للضرورة القصوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس مبارك في حواره مع مجلة الشرطة: الشرطة ظلت في قلب العمل الوطني في أوقات الحرب والسلام
نشر في المساء يوم 25 - 01 - 2011

أكد الرئيس محمد حسني مبارك أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوماً عن معارك مصر وأنها ظلت في قلب العمل الوطني في أوقات الحرب والسلام ولاتزال علي إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها وتعظم جهودها وهي تحرس أمن وطن عريق.
أوضح الرئيس في حواره لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير من كل عام أن أمن مصر القومي يمثل أولوية قصوي أمس واليوم وغداً وبعد غد.. فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير.
أضاف الرئيس مبارك أن الذين يروجون لوجود اضطهاد ديني في مصر يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلي حقائق وإنما إلي أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.
.. و"المساء" تنشر نص حوار الرئيس مبارك لمجلة الشرطة.
* سيادة الرئيس.. نلتقي بكم مجدداً. وقلوبنا عامرة بالحب والإخلاص والالتزام. لطرح ما لدينا من أسئلة حول قضايا مصر ومنطقتها. بفضل هذا التقليد الذي وضعته سيادتكم احتفاء بعيد الشرطة في الخامس والعشرين من يناير كل عام. مؤمنين بأن هذا اللقاء فرصة سنوية لتعزيز قدرتنا علي أداء الرسالة الوطنية التي يحملها جهاز الشرطة المصرية علي كاهله.
** السيد الرئيس:
أود في البداية أن أهنئ جهاز الشرطة بعيدهم.. وأن أشد علي أيدي قياداته وضباطه وصفه وجنوده.
إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام في التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات. فقيمتها الحقيقية في أنها علامات وطنية في تاريخ مصر.. تضيء الطريق لأجيالنا الجديدة.. وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التي واكبت مسيرة مصر وشعبها.
ينطبق هذا تماماً علي يوم الخامس والعشرين من يناير فهو يوم برهنت فيه الشرطة المصرية علي وطنيتها وصلابتها وانحيازها لشعبها. حين اختارت أن تخوض معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال البريطاني. وضحي رجال الشرطة بأرواحهم ودمائهم دفاعا عن كرامة الوطن.
لقد أسعدني الاطلاع علي موسوعة "الشرطة المصرية عبر التاريخ الوطني". فقد أثبتت بالوثائق أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوماً عن معارك مصر. وأنها ظلت في قلب العمل الوطني في أوقات الحرب والسلام.. ولاتزال علي إيمانها وعقيدتها. تحدث قدراتها وتعظم جهودها. وتضاعف طاقتها وامكانياتها. وهي تحرس أمن وطن عريق يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر.
* سيادة الرئيس.. يلاحظ المتابعون لأحاديث سيادتكم تأكيدكم المستمر علي قضية الأمن القومي. وهو ما يعني أنكم تعطونها أولوية خاصة بين أولويات العمل الوطني.. كيف ترون الوضع الراهن للأمن القومي علي مختلف دوائره ومحاوره؟
** السيد الرئيس:
أمن مصر القومي بمختلف هذه الدوائر والمحاور يمثل أولوية قصوي أمس واليوم وغداً وبعد الغد.. فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير.
مصر دولة فاعلة في محيطها الاقليمي. ومؤثرة في الإطار الدولي الأوسع لاعتبارات الدور والتاريخ والجغرافيا واعتبارات أخري عديدة.. مصر تمارس دورها في بيئة اقليمية ودولية مليئة بالازمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات. وتتحرك لحماية أمنها القومي بمفهومه الاستراتيجي الشامل وعلي كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية.. وبكافة أبعاده بما في ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والامن الغذائي.
نبذل أقصي جهودنا لتعزيز النظام الاقليمي العربي. من أجل علاقات عربية عربية متينة وراسخة. في وجه محاولات قوي إقليمية لشق الصف العربي. وإضعاف العمل العربي المشترك. والهيمنة علي المنطقة العربية وهويتها ومقدراتها.
ما أريد أن أؤكده أنني عندما أتكلم عن الأمن القومي. فلا أقصد بذلك فقط تأمين الحدود والدفاع عن الأرض المصرية. فحدودنا مؤمنة بدرع قوي هو جيش مصر الذي يشكل الدعامة الاساسية في حماية أمننا القومي. وسيبقي إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة علي ردع العدوان. ولهذا ظل في قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريباً وتسليحاً وعتاداً.
هناك سعي محموم لاختراق جبهتنا الداخلية. ومحاولات مستمرة للإرهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالإسكندرية في أول أيام العام الجديد.. وهناك تحدي التطرف والجماعات السلفية التي تريد العودة بنا إلي الوراء.. وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها علي أمن الوطن.. ما بين تعثر جهود السلام.. واستمرار محاولات ضرب الاستقرار في العراق واليمن.. والغيوم التي تتجمع في سماء لبنان.. والتطورات في السودان.. وهناك التصاعد في المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر علي أمن الخليج والبحر الاحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.. وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل.. وشق الصف بين مسلمينا وأقباطنا.
تحديات الأمن القومي عديدة ومتشعبة.. لكننا لا نغفل عنها للحظة.. ونتعامل معها بتحرك فاعل ونشط.. نكشف عن بعض جوانبه.. ولا نكشف عن البعض الآخر.
* سيادة الرئيس.. كثر الحديث عن الاحتقان الطائفي ومحاولات ضرب الوحدة الوطنية.. وترددت أصوات في بعض دوائر السياسة والإعلام بعد الاعتداء الارهابي في الإسكندرية تدعو لحماية الاقباط.. وتزعم وجود اضطهاد ديني في مصر.. كيف تنظرون سيادتكم إلي ذلك؟
** السيد الرئيس:
الذين يدعون ذلك إما أنهم يجهلون طبيعة مصر وخصوصية شعبها. فيتحدثون بسوء فهم. وإما أنهم يعمدون إلي إشاعة هذا الزعم المغلوط فيتحدثون بسوء نية تنفيذا لمخططاتهم.. الذي لا شك فيه هو أن مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها.. وهناك من يحاول ضرب الوحدة الوطنية لشعبنا.
الذين يروجون لوجود اضطهاد ديني في مصر. يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلي حقائق. وإنما إلي أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.
نعم.. هناك من يروج للطائفية. ولكنها ليست نبتاً طبيعياً للبيئة والثقافة المصرية. وتأتي علي خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والاقباط. ومظاهر ذلك واضحة في كافة أنشطة الحياة الاجتماعية اليومية. وهذا ليس أمراً مستجداً. وانما هو تراث وطني راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة..هناك بالتأكيد تجاوزات طائشة مرفوضة من الجانبين. تحاول أن تشعل الفتنة هنا أو هناك. وهناك بالتأكيد عقول متعصبة ومتطرفة علي الجانبين. تحاول ان تفتعل الازمات. وهناك أيضاً خارج الحدود من لا يريد لمصر خيراً. ويسعي إلي اختراقها. وزرع الفتنة بين جناحي نسيجها الوطني الواحد. سعيا لزعزعة وحدتها الوطنية.. والنيل من استقرارها.
أنا علي اقتناع بأن هذه المحاولات أياً كانت أدواتها أو أساليبها.. وأيا كان المخططون لها ومنفذوها لن تستطيع أن تحقق أهدافها ومكائدها.. لأن المصريين هم أكثر الشعوب اعتصاماً بوحدتهم الوطنية في وجه المخاطر والتهديدات. ويدركون أن هذه الحقيقة تشكل مصدر قوتهم عبر التاريخ.
الدولة مسئولة عن التصدي لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية.. ولن تتهاون في تطبيق القانون علي الجميع بكل الحسم ودون تردد.. هذا فضلا عن مسئوليتها في تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا.. وعلي المستويين التشريعي والتنفيذي.. فالدين لله والوطن للجميع.. والمساواة في الحقوق والواجبات مكفولة بأحكام الدستور والقانون بين كافة المصريين.. مسلمين كانوا أو أقباطا.. وكل حق يقابله واجب.. وكل حرية تقابلها مسئولية.
دور ومسئولية الدولة.. لابد أن يصاحبه دور ومسئولية من جانب العقلاء والمثقفين والكتاب ورجال الدين من الجانبين.. وعمل دءوب ومنظم عبر كافة أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم وغيرها. وهو واجب ومسئولية وفريضة وطنية لا تحتمل الانتظار أو التأجيل.
* سيادة الرئيس.. في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما حققته أحزاب المعارضة المصرية من نتائج. وما أفرزته من ردود أفعال. كيف تري سيادتكم تأثير ذلك علي مفهوم التعددية وحياتنا السياسية بوجه عام؟
** السيد الرئيس:
لقد قلت وأؤكد من جديد انني كنت أتمني من موقعي كرئيس للجمهورية أن تحقق أحزاب المعارضة حضوراً أكبر داخل البرلمان. وقلت إن المشاركة لا المقاطعة هي الطريق الصحيح لاستكمال أركان الديمقراطية وترسيخها. وهي السبيل لتقوية الأحزاب وتطوير أدائها وتدعيم فاعليتها في المجتمع.
أؤكد مرة أخري ان احزاب المعارضة هي جزء من حياتنا السياسية. ولا شك عندي أنها جميعها تستهدف مصالح الوطن رغم تعدد رؤاها لما يحقق ذلك من سياسات وبرامج.. وهذا التعدد هو أساس التعددية كهدف نشجعه ونسعي إليه علي طريق تجربتنا الديمقراطية.
سأظل مع التعددية الحزبية وتدعيم ممارستها. ومع تطوير أطر العمل السياسي وتوسيع دائرة المشاركة السياسية لكافة الاحزاب. وأدعوها لتطوير هياكلها وبرامجها وإلي دمج أجيال مصرية جديدة من شبابنا تفتح أمامهم الأبواب وتتيح لهم الفرص.. كما أدعوها للتواصل مع الناس في الشارع المصري.. والتعامل مع همومهم وتطلعاتهم.. فالشعب هو مصدر الشرعية والسلطات.. وعلي كل من يشتغل بالعمل السياسي أن يحترم إرادته باعتباره الفيصل والحكم.
* سيادة الرئيس.. لقد نجحت جهود الإصلاح في حماية الاقتصاد المصري من آثار مدمرة للأزمة الاقتصادية العالمية. لكننا نتطلع في المرحلة القادمة للمزيد من الانجازات.. كما نواجه العديد من التحديات والصعاب.. كيف ترون سيادتكم استراتيجية العمل الوطني خلال هذه المرحلة؟
** السيد الرئيس:
لقد حددت برنامج العمل الوطني وتكليفاتي للحكومة في كلمتي أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري الشهر الماضي.
لدينا ثلاث أولويات.. الأولي هي المزيد من الاستثمار ومعدلات النمو المرتفعة والمزيد من فرص العمل.. والثانية هي توسيع قاعدة العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن ومحافظاته.. والثالثة هي التوسع في تطبيق اللامركزية وتطوير الخدمات علي مستوي المحليات..أبناء الشعب يعلمون انحيازي للفقراء والفئات محدودة الدخل.. ويعلمون متابعتي لما يشغل الاسرة المصرية ومعاناتها من تكاليف المعيشة.. ويعلمون أنني لا أسمح أبدا بأي إجراء يمس حياة المواطنين ويزيد من أعبائهم.. وقد كلفت الحكومة بالمزيد من خفض عجز الميزانية والسيطرة علي معدلات التضخم.. وأتابع تنفيذ تكليفاتي أولا بأول.
نعم أمامنا تحديات وصعاب.. لكننا قادرون علي تجاوزها.. وجهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية يتحملون مسئولية الحفاظ علي الأمن والاستقرار.. فهما الضمان اللازم لجذب المزيد من الاستثمار والمشروعات وإتاحة فرص العمل ومحاصرة البطالة.. وتحقيق أهدافنا وأولوياتنا خلال المرحلة المقبلة.
* سيادة الرئيس.. لقد تحول موقع "ويكيليكس" إلي ظاهرة. فقد تدفقت الوثائق واحتلت الموقع الأول في اهتمامات الرأي العام العالمي. ومعها تعددت الآراء والتقييمات ووجهات النظر.. ما هي الزاوية الصحيحة في تقديركم لرؤية ذلك؟
** السيد الرئيس:
ما يهمنا هو ما أثبتته هذه التسريبات من صدق مواقفنا.. فليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه.. وما نقوله في العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة.
ليست هناك ازدواجية في مواقف مصر. وسياستنا لم تكن يوماً بوجهين.. ولن تكون.. ليس لدينا أجندات خفية.. وتلك هي شخصية مصر القائمة علي الصراحة والوضوح في اتصالاتها الاقليمية والدولية.
* سيادة الرئيس.. ما الذي ترصدونه سيادتكم من ظواهر وتحديات تواجه الاستقرار والنظام الدولي؟
** السيد الرئيس:
إننا أمام عالم يواجه أزمات وتحديات وصراعات وأشكالاً جديدة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود وجميعها تمثل تهديداً لاستقرار دول منطقتنا وتؤثر بشدة علي النظام الدولي ويشكل الإرهاب أخطر هذه التحديات علي المستويين الإقليمي والدولي.
لا يستطيع أحد أن يزايد علي موقف مصر من الإرهاب فقد قدمت مصر في مواجهتها معه العديد من التضحيات وشهداء وجرحي من رجال أمنها الأوفياء كما أنها استبقت الجميع بتقديم تصور متكامل لمواجهته منذ سنوات الثمانينيات مقترحة عقد قمة دولية تتصدي لأبعاد ظاهرة الإرهاب المختلفة ولقد أثبت الوقت وحصاد ما أطلق عليه "الحرب ضد الإرهاب" صحة موقف مصر وصواب رؤيتها وحكمة قرارها فبعد سنوات طوال من هذه الحرب اتسعت رقعة الإرهاب وتطورت أساليبه وأدواته وزادت مخاطره وتهديداته ولم تعد أي دولة بمنأي عن ضرباته وشروره.
وبالإضافة إلي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة.. هناك تحدي اضطراب النظام الدولي الراهن الأحادي القطبية واختلال التوازن المطلوب في مؤسساته الاقتصادية والتجارية والمالية وأزماته المتتالية مثل أزمة الغذاء عام 2008 والأزمة المالية والاقتصادية العام التالي واتساع الفجوة بين الدول الغنية والنامية بما تمثله من تهديد للسلام الاجتماعي بالدول الفقيرة.. هذا فضلاً عن القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية التي طال انتظارها لحل عادل والتي تؤجج الإحساس بالظلم ومشاعر اليأس والإحباط وتغذي الإرهاب والتطرف.
* سيادة الرئيس.. دخلت القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الصعوبة. نتيجة التعنت الإسرائيلي. وفي غيبة تحرك دولي فعال لقضية السلام.. كيف ترون سيادتكم انعكاس ذلك علي الدور المصري والوضع الإقليمي؟
** السيد الرئيس:
لقد أكدت دائماً أن جوهر الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية وأن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب حل هذه القضية علي نحو عادل فحل القضية الفلسطينية ليس فقط هو الطريق الموصل إلي سلام راسخ ودائم في المنطقة ولكنه السبيل إلي نزع حجج وذرائع الإرهاب والتطرف داخل منطقتنا وحول العالم.. والطريق لوضع دول الشرق الأوسط علي مسار جديد من التعاون الإقليمي لصالح شعوبها.
مصر بذلت جهودها حيال القضية الفلسطينية وقضية السلام.. بالتزام راسخ وعزم لا يلين.. لكن القضية الفلسطينية بعد كل هذه الجهود لاتزال تقف في مفترق طرق صعب. يمكن أن يؤدي إلي مزالق خطرة. وتداعيات غير محمودة العواقب لا يتوقف تأثيرها علي الأرض الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني وحده ولا تطول آثارها المنطقة وحدها وإنما العالم بأثره. وإذا كانت هذه هي مسئولية النظام الدولي كله فإن الأطراف الأساسية في هذا النظام تتحمل الجانب الأكبر من هذه المسئولية حفاظاً علي مصداقية هذا النظام من جانب وعلي الأمن والسلام الدوليين علي الجانب الآخر لأن تدهوراً جديداً في الشرق الأوسط سيؤدي إلي تداعيات أكثر اتساعاً. بحكم تداخل الأوضاع والقضايا في ساحة واسعة ساخنة ومضطربة. تذخر بعوامل عديدة قابلة للاشتعال.. كما سيؤدي لتصاعد غير مسبوق لقوي الإرهاب.. ستطول شروره دول العالم.. دون استثناء.
لقد أكدت مجدداً خلال مشاوراتي الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ.. أن علي إسرائيل أن تتحمل مسئوليتها في الخروج بعملية السلام من مأزقها الراهن.. قلت له ذلك بقوة وصراحة ووضوح.. وتحدثنا في البدائل المطروحة لتحقيق ذلك.. والخطوات المطلوبة من جانب إسرائيل لإنقاذ جهود السلام.. كما أثرت معه الوضع الراهن في "غزة" والتحرك المطلوب لتخفيف معاناة أهاليها. وحذرت من أي عدوان إسرائيلي جديد علي القطاع مشيراً للأصوات التي تروج لذلك مؤخراً داخل إسرائيل.
وفضلاً عن اتصالاتنا مع إسرائيل. فإنني أقول مرة أخري إن علي الولايات المتحدة وباقي أطراف الرباعية الدولية أن يترجموا ما وعدوا به إلي تحرك جاد وفعال علي أرض الواقع.. يقرن الوعود بالأفعال.. ويدفع بعملية السلام العادل والشامل إلي الأمام.
* سيادة الرئيس.. وسط أعباء جسام بادرتم إلي عقد قمة مصغرة في الخرطوم الشهر الماضي جمعت شريكي الحكم في الشمال والجنوب.. ما هو تقييمكم للموقف بعد أن تم الاستفتاء. وما هي رؤية مصر للمرحلة المقبلة في تاريخ السودان؟
** السيد الرئيس:
لقد سعينا إلي أن تكون الأجواء إيجابية في بحث مستقبل العلاقة بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء وخلاله والفترة التي تليه. فالقمة كانت معنية بتأكيد الروابط الأخوية بين الشمال والجنوب.. وضمان عدم العودة للمواجهة وإراقة الدماء أياً كانت نتيجة الاستفتاء..وبالنسبة لنا فقد حرصنا علي أن نمارس جهداً ودوراً متوازناً للغاية في كافة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب. وهو دور وجهد استبق توقيع "إطار ماشاكوس" واتفاق "نيفاشا". كما تواصل بعدهما وحتي الاستفتاء. وسوف يتواصل خلال المرحلة الانتقالية المقبلة والمحددة بستة أشهر.. وفيما بعدها.
كان دافعنا هو الحرص علي الشمال والجنوب منذ البداية دون انحياز ودون إفتئات علي مصالح وحقوق أي من الطرفين. كما كان غاية وقصد جهدنا هو أن يتم الاستفتاء بعيداً عن المواجهة والعنف. وأن نحافظ علي علاقة قوية ودائمة بين الشمال والجنوب. تدعيماً للثقة المتبادلة وحرصاً علي الروابط والعلاقات بين أبناء السودان.. والحمد لله أن الاستفتاء قد مر في سلام.. فيما عدا المواجهات المحدودة التي وقعت في منطقة "أبيي".
لقد قلنا منذ البداية اننا نعمل من أجل وحدة السودان ولأن يكون خيار الوحدة جاذباً عند إجراء الاستفتاء.. لم نكن لنعارض حق الجنوب في تقرير المصير بعد أن اتفق عليه الجانبان في اتفاق "ماشاكوس" الإطاري وبعد أن أكداه في اتفاق "نيفاشا".. لم نكن لنعارض هذا الحق وقد سبق لمصر أن منحته للسودان فاختار الاستقلال عنها عام 1956. ولم نكن لنستطيع أن نصادر إرادة شعب الجنوب في البقاء داخل إطار السودان الموحد أو في اختيار إطار سياسي مستقل. وأكدنا أننا سنحترم ما تقرره هذه الإرادة مع تأمين العلاقة المستقبلية لشعب واحد. حتي لو اختار جانب منه أن يشكل كياناً سياسياً مستقلاً. ولكنه في كل الأحوال كيان مجاور. بامتداد الأرض ومجري النيل والتاريخ..إن السودان يمثل البعد الجنوبي لأمن مصر القومي.. وتربطنا به علاقات تاريخية وثيقة مع أبنائه في الشمال والجنوب. وهناك حرص متبادل علي تعميق وتطوير كافة صيغ التعاون سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وستظل مصر حريصة علي دعم علاقاتها وتعاونها مع الشمال والجنوب.. وعلي أمن واستقرار الأشقاء في الخرطوم وجوبا.
* سيادة الرئيس.. لاتزال التطورات الأخيرة في تونس مثار اهتمام سياسي وإعلامي واسع النطاق بمنطقتنا العربية وخارجها.. كيف ترون هذه التطورات؟ وهل صحيح ما تردد عن توقف طائرة الرئيس السابق بن علي بمطار شرم الشيخ.. ورفض مصر لجوءه إليها؟
** السيد الرئيس:
أبدأ بنفي الجزء الأخير من السؤال.. وحقيقة الأمر أنني أبلغت فور دخول الطائرة المجال الجوي المصري. وتم إبلاغي بأن الطائرة طلبت الإذن بعبور الأجواء المصرية دون أن تطلب ترخيصاً بالهبوط في أي من مطاراتنا.. واستمرت متابعة سلطات الطيران المدني لعبور الطائرة إلي حين هبوطها بمطار "جدة".
أعلنا منذ اليوم الأول أن مصر تحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته. الشعب المصري يحمل مشاعر الود والاعتزاز لشعب تونس الشقيق. وكل ما نتمناه هو أن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها في أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار. تحقيقاً لتطلع شعبها للديمقراطية والتنمية والتقدم.
وكما قلت في كلمتي أمام القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ.. فإن العالم العربي في حاجة للمضي في القرن الحادي والعشرين.. بمجتمعات عربية منفتحة علي العالم.. تعي روح العصر وقيمه ومبادئه.. تحترم إرادة الشعوب وتطلعها للحرية والعدل وحقها في الحياة الكريمة. هناك تفاوت في الوقت الراهن بين مجتمعاتنا العربية من حيث مدي ونطاق ما تتيحه من حرية الرأي والتعبير والصحافة.. وغيرها من الحريات.. ومدي ما حققته من خطوات علي طريق الديمقراطية والإسراع والتطوير والتحديث.. ومن المهم أن يكون ذلك محل الاعتبار في أي تقييم موضوعي لأوضاعنا العربية.. وأن يعي خصوصية مجتمعاتنا العربية وأوضاعها وظروفها والفوارق فيما بينها.. كي تمضي هذه المجتمعات في الإصلاح وتوسيع قاعدة تجاربها الديمقراطية بخطي ثابتة.. وتحاذر في ذات الوقت من الانتكاس وعثرات الطريق.
* سيادة الرئيس.. باسم جهاز الشرطة.. نتوجه لسيادتكم بالشكر والامتنان علي هذا الحديث وهذه الرؤية الشاملة.. وفي نهاية لقائنا.. هل لنا أن نطلب من سيادتكم توجيه كلمة خاصة إلي رجال الشرطة المصرية في عيدهم.
** السيد الرئيس:
بقدر ما تكون المسئولية يكون الالتزام. وأقول لرجال الشرطة المصرية إنكم تضطلعون بإنفاذ القانون.. وبرهنتم دوماً علي شجاعتكم والتزامكم بأداء واجبكم ومسئوليتكم.. بصدق وأمانة وحس وطني رفيع.. وفي مواجهة كافة المخاطر والتحديات.
لقد قدمتم شهداء من خيرة رجالكم فداء لمصر في مواجهة الإرهاب. وقدمتم شهداء آخرين في تصديكم للجريمة بكافة صورها وأشكالها.. يأتمنكم الوطن علي جبهته الداخلية.. ويأتمنكم أبناء الشعب علي أرواحهم وأعراضهم وأموالهم.. لكم جميعاً مشاعر التقدير والاعتزاز.. وكل عام وأنتم ومصر وشعبها بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.