تنطلق غداً في العاصمة البوسنية سراييفو الدورة الثانية عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وهي الدورة التي تقام تحت رعاية الرئيس البوسني حارث سيلافيتش. وتحمل اسم الشاعرين خليل مطران والبوسني محمد علي دزدار. الدورة التي تستمر حتي الخميس القادم تناقش 14 بحثا عن الشاعرين يقدمها عدد من الباحثين العرب والبوسنيين. وفضلا عن الجانب الأدبي ستقيم الدورة ندوة تتعلق بالحضارات والثقافات والأديان بعنوان "حوار الحضارات في نظام عالمي مختلف.. التباين والانسجام" يشارك فيها 4 باحثين عرب و4 باحثين أجانب. وبجانب الأنشطة البحثية تقام كذلك أمسية شعرية للشعراء العرب المدعوين. وحفل فني غنائي وعرض فولكلوري لإحدي فرق البوسنة والهرسك. حفل الافتتاح الذي يقام في فندق "هوليداي إن" بالعاصمة البوسنية سراييفو يتم خلاله تبادل الكلمات وتوزيع جوائز المؤسسة علي الفائزين بها. وتكريم شخصية الدورة وإهداء مجسم لبوابة الكويت المشرعة للأمير تشارلز أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة. وقد جاء إطلاق اسم الشاعرين العربي والبوسني علي الدورة تقديرا لاسهاماتهما المتميزة للحركة الشعرية العالمية. فخليل مطران الملقب ب "شاعر القطرين" يعد من أوائل الشعراء الذين دعوا إلي التجديد والتحديث في الشعر العربي. كما أصدر العديد من المجلات والصحف. اضافة إلي مساهمته الفاعلة في المشهد الثقافي العربي من موقع إقامته في مصر بعد عودته من باريس. أما الشاعر البوسني محمد علي دزدار فهو الشاعر الذي عرف باسم ماك. وهو لقب حركي استخدمه عندما كان عضوا في حركة المقاومة ضد الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية. عرف علي نطاق واسع بكتابه "النائم الحجري" الذي شكل نقطة تحول في الشعر البوسني في القرن العشرين. وحول اختيار مدينة سراييفو لإقامة هذه الدورة قال رئيس مجلس أمناء المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين إن ذلك يعود لما تمثله هذه البلاد من تراث حضاري لاتباع الديانات السماوية الثلاث. اضافة إلي ما يميز البوسنة وهي لغتها التي تكتب بالحروف العربية وهو ما تمخض عنه تراث يشمل مختلف المجالات ويمتد قروناً عدة. البابطين أشار إلي أن سراييفو تستحق الوقوف إلي جانبها وإقامة مثل هذه الدورة وغيرها من الأنشطة والفعاليات الثقافية وندوات الحوار الحضاري للتركيز علي سماحة الإسلام والمسلمين ورغبتهم في التعايش السلمي مع الآخر بوئام وسلام. خاصة بعد الدمار الذي خلفته الحرب الطاحنة التي مرت علي هذا الشعب المسالم وأسفرت عن قتل الأبرياء وتشريد آلاف آخرين مؤكدا ان إقامة الدورة في البوسنة ستسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والفكرية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين العربي والبوسني اللذين يرتبطان بأواصر وثيقة تتمثل في العقيدة السمحة وقيمها النبيلة. ونوه البابطين برعاية الرئيس البوسني د. حارث سيلافيتش للدورة. وهو رجل له مواقف مشهودة وطيبة نحو قضايا الأمة العربية. المعروف ان جوائز هذه الدورة فازت بها الشاعرة العراقية لميعة عباس "الجائزة التكريمية" وفي مجال الإبداع في نقد الشعر فاز بالجائزة د. صلاح رزق "مصر" عن كتابه "كلاسيكيات الشعر العربي.. المعلقات العشر.. دراسة في التشكيل والتأويل". وفاز الشاعر أحمد حسن محمد "مصر" بجائزة أفضل ديوان عن ديوانه "مدينة شرق الوريد". كما فاز الشاعر فارس صرام "العراق" بجائزة أفضل قصيدة عن قصيدته "عنه وعن أهله".