أعلن جهاز التعبئة العامة والاحصاء مؤخراً عن زيادة عدد العاطلين في خلال الستة شهور الأخيرة بمقدار مليون و200 ألف شخص وقد فجر هذا الأمر من جديد سؤالاً مازال يبحث عن اجابة: هل أزمة البطالة في مصر.. حقيقية أم مصطنعة؟! "المساء الأسبوعية" ناقشت القضية مع الخبراء والمتخصصين وأيضاً مع الشباب والخريجين وكانت البداية مع المستثمرين. * د.جمال عابدين رئيس جمعية مستثمري السلام سابقاً يقول: لا نستطيع أن ننكر أن هناك أزمة بطالة حقيقية لدي قطاع لا يستهان به من الشباب ولكن في نفس الوقت يجب أن نعترف أن جزءً كبيراً من الأزمة يعتبر مصنوعاً أو مفتعلاً حيث إن غالبية الشباب الذين يبحثون عن وظائف عندما تعرض عليهم وظائف فنية بعد تأهيله لها يرفض تماماً مزاولة العمل اليدوي الفني ويطلب العمل المكتبي رغم انخفاض مرتبه. أضاف أن احجام الشباب لدينا علي العمل الفني يمثل قضية خطيرة لها أبعاد عديدة منها زيادة أعداد العاطلين بشكل كبير بالإضافة الي أنه يفتح الباب للاستعانة بالعمالة الأجنبية في بعض الصناعات ومنها صناعة البلاستيك حيث انشأت مؤخراً شركات متخصصة لاستجلاب العمالة الفنية من بعض الدول الآسيوية ومنها سيرلانكا وهؤلاء مرتباتهم أقل وهم أكثر اتقاناً ورغبة في العمل ولا يسببوا أي مشاكل لصاحب العمل. * المهندس حمادة القليوبي رئيس غرفة الصناعات النسجية باتحاد الصناعات سابقاً يؤكد: أن العديد من الصناعات أصبحت تعاني من ندرة العمالة الفنية المطلوبة لعدد من الأسباب يأتي علي رأسها احجام قطاعات كبيرة من المتعطلين عن العمل الفني بسبب الموروث الاجتماعي الذي يضع العمالة الفنية في درجة أقل من العمل المكتبي الذي مازال يمثل حلماً للشباب رغم أنه لا مستقبل له.. والسبب الثاني والذي يجب أن نعترف به هو تدني الأجور وعدم قدرتها علي جذب الشباب للعمل في المجال الفني. * أحمد عبدالرحيم أحمد أمين سر لجنة التنمية البشرية بمجلس الشوري: يري أن البطالة له تمثل قضية ثقافية في المجتمع بالدرجة الأولي لأن الأجيال الجديدة نشأت وهي تبحث عن وظيفة مكتبية سواء في الحكومة أو القطاع الخاص بغض النظر عن أنها مناسبة لامكانياته ومؤهلاته وأيضاً الدخل الذي تحققه. أشار إلي أن العلاج يتمثل في مواجهة سلبيات هذا القانون والاهتمام الحقيقي بمراكز التدريب الموجودة لدي وزارتي القوي العاملة والصناعة حيث إن الشباب يعزف عن الالتحاق بها ويتمسك بالوظيفة المكتبية رغم أن هذه المراكز تؤهل الشباب للحصول علي فرصة عمل في العديد من القطاعات. * د.محمد حامد شربت وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بالشوري: يري أن البطالة نشأت في الأساس ببسبب السياسات الخاطئة في كل أشكال التعليم لدينا سواء الفني أو غيره مثل التعليم الجامعي فكلية مثل التربية مسئوليتها إعداد المدرس ولكن للأسف يتم بعد ذلك الاستعانة بخريجي الكليات الأخري مما يخلق بطالة في خريجي هذه الكلية وهذا في مجالات عديدة. أضاف أن لجنة التعليم بالمجلس نظمت مؤتمراً قومياً لمناقشة سياسات التعليم الفني وكيفية النهوض به وتبين أن هذا النوع من التعليم يعاني خريجوه من البطالة لأنهم غير مؤهلين سواء للعمل في مصر أو الخارج رغم أن الدول المانحة لديها استعداد لتقديم معونات ضخمة لتطوير المدارس ومدها بالأجهزة الحديثة ورفع قدرات الخريجين. * د.محمد الدرديري خبير التنمية البشرية يرصد عدداً من الأسباب وراء هذه الظاهرة منها ثقافة المجتمع الذي ينظر نظرة دونية الي العمل الفني واليدوي وهناك العلامة غير المتكافئة بين صاحب العمل والعامل حيث إن الأول يتعامل مع العامل بشكل غير جيد ويراه درجة ثانية في منظومة العمل . وسبب ثالث هو افتقاد معظم مراكز التدريب الي المقومات الأساسية لاخراج فني جيد. استمعنا الي عدد من الشباب للتعرف منهم علي أبعاد أزمة البطالة. يقول محمد عبدالعظيم حاصل علي ليسانس آداب قسم فلسفة دفعة 2008: بحثت عن فرصة عمل ثابتة طوال السنوات الماضية واضطررت للعمل بإحدي شركات الأمن لمدة عامين ولكنني وجدت هذه الشركات تسعي لاستنزاف الشباب لتحقيق ثروات كبيرة من ورائه دون أن توفر للشباب أي استقرار حقيقي فلا توجد تأمينات ولا تطبيق لقانون العمل. ويتفق معه أحمد محروس حاصل علي بكالوريوس نظم ومعلومات دفعة 2011 مؤكداً أنه بحث كثيراً عن فرصة عمل تناسب مؤهله دون جدوي ومازال في انتظار هذه الفرصة. أشار الي أنه يرفض العمل اليدوي بالمصانع لأنه لا يناسب مؤهله كما أنه لن تقبل أي فتاة الزواج به وهو يقوم بهذا العمل. ويتساءل محمود أحمد حمزة بكالوريوس سياحة وفنادق: كيف أعمل في مصنع وأنا خريج سياحة من المفروض أن أعمل بالقطاع السياحي.. والسياحة الآن كما تعرفون تنهار؟! يقول ممدوح حنفي عبدالله حاصل علي بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية دفعة 2009: إنه تفوق في الثانوية العامة ليدخل هذه الكلية.. وعندما تخرج منها لم يجد أي فرصة عمل تناسبه مشيراً الي أنه يفضل الوظيفة الحكومية لأنها هي التي تضمن الأمن رغم انخفاض الرواتب.