في سبتمبر سنة 1949 ارسلت شركة قناة السويس إلي حسين سري باشا رئيس الوزراء برسالة تفيد بأن الشركة قررت زيادة عدد الأعضاء المصريين الممثلين في مجلس الإدارة إلي خمسة أعضاء بدلاً من ثلاثة.. ورشحت الشركة لبعض الشخصيات مثل واصف بطرس غالي باشا وزير الخارجية الاسبق وحافظ عفيفي باشا سفير مصر في لندن ووزير الخارجية سابقا وأحمد محمد خشبة باشا وزير العدل وعلي الشمسي باشا ممثل مصر في عصبة الأمم ورئيس البنك الأهلي. ويستدل حسن يوسف في كتابه "القصر" أن الملك فاروق لم يوافق علي هذه الترشيحات واختار أحمد عبده باشا وكريم ثابت.. لكن الشركة لم توافق وظلت المسألة معلقة إلي ان جاءت وزارة النحاس باشا فإذا بها تتبني ترشيح الملك.. واجتمع النحاس باشا برئيس مجلس إدارة الشركة في فبراير سنة 1950 حيث وافقت علي اختيار عبود باشا ورفضت قبول كريم ثابت. وفي النهاية تم اختيار واصف غالي مع عبود باشا ورفضت الشركة ان يكون لكريم ثابت أي دور أو عمل في الشركة. ولكنها ايدت ترشيح القصر لالياس أندراوس ليعمل توسبيرا للحكومة لدي شركة القنال.. وبذلك انتهت الأزمة وان كان نائب رئيس مجلس الإدارة قد ابدي تخوفه من حدوث صعوبات في التفاهم مع التوسبير الجديد لأنه لا يجيد أية لغة أجنبية.. والواقع ان اندراوس باشا كان يفهم اللغة الانجليزية وله خبرة عملية في الشئون المالية. والغريب ان شركة قناة السويس كانت تخشي دوما قيام الحكومة المصرية بتأمين قناة السويس.. وحتي تضمن ذلك فقد زادت من عدد الأعضاء المصريين في مجلس الإدارة.. وفي جلسة الجمعية العمومية التي انعقدت في باريس يوم 11 يونية سنة 1951 بعد ان ابدي رئيس مجلس الإدارة ترحيبه بالعضويين الجديدين أعلن انه يسره ان يخطر المساهمين بأن الحكومة المصرية لا تفكر في تأميم شركة قناة السويس.. وان عقد الامتياز ينتهي في عام 1968. إذن لم يكن التفكير في تأميم قناة السويس وليد الساعة عند جمال عبدالناصر عندما اعلن في خطاب جماهيري حماسي عن تأميم شركة قناة السويس لأن الشركة وضعت في حساباتها احتمالات قيام الحكومة المصرية بتأميمها.. ولكن الطريقة التي اتبعها جمال عبدالناصر في الاعلان عن تأميمها.. هي التي اثارت العالم وجرت المشاكل علي مصر من اعتداء ثلاثي سنة 1956 ودفع تعويضات للمساهمين.. وهناك رأي لبعض الساسة القدامي ان عبدالناصر كان يمكن استخدام القناة كوسيلة ضغط للحصول علي ما تريده مصر. والآن تستعد القناة بعد هذه الرحلة الطويلة لكي يقام علي ضفتيها مشروعات تنموية لنهضة مصر تحت دراستها في منتصف السبعينيات خصوصا وانها أهم شريان بحري لتقريب المسافات في العالم.