تعود فكرة حفر قناة تربط بين البحرين المتوسط والأحمر إلي أقدم العصور، فموقع مصر الجغرافي كان دوماً بمثابة سوق لتبادل التجارة بين الشرق والغرب، ولذلك فكر حكامها في تحسين حالة تجارتها واهتموا بحفر ما يعرف فى ذلك الوقت بقناة الفراعنة. وفي أثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر، بدأت فكرة شق قناة السويس حيث أمر نابليون بونابرت في 14 نوفمبر 1799، بدراسة إمكانية شق قناة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط ، ولكن هذه الفكرة باءت بالفشل للاعتقاد أيضا بأن منسوب البحر الأحمر يعلو علي منسوب البحر المتوسط بحوالي 8.5 متر. بعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر في 1854 تمكن فرديناند ديليسبس من إقناع الوالي والحكومة المصرية بفكرة إنشاء القناة ، وبالفعل حصل على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكوناً من 12 بنداً من أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاماً من تاريخ فتح القناة، تعود بعدها ملكية القناة إلي الحكومة المصرية. بدأت أعمال الحفر في 1859 بأيدي المصريين، استمر حفر القناة عشر سنوات تقريباً بواسطة العمال المصريين . وكان حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر ، وفي 17 نوفمبر عام 1896، تم افتتاح القناة للملاحة ودعا الخديوي إسماعيل ملوك العالم لحضور حفل الافتتاح، وقد كان حفلاً أسطورياً . وفي 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مدينة الإسكندرية بقرار جمهوري تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية . وخلال فترة العدوان الثلاثي على مصر تم إغلاق قناة السويس، ثم أعيد افتتاحها أمام الملاحة عام 1957 ، وعقب انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 73 وتحرير الضفة الشرقية للقناة، أعاد الرئيس الراحل أنور السادات افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية في 5 يونيو 1975 ، وقد شهد المجرى المائى للقناة عدد من التوسعات خلال فترة حكم الرئيس مبارك،حيث أصبحت القناة أحد المصادر الرئيسية للدخل القومي. أحمد مصطفى الغر هندسة طنطا