في بداية عام 1927 رأي سعد زغلول باشا أن يكون للوفد صحيفة إخبارية تهتم بنشر أخبار الوفد وأخبار مصر.. خصوصاً أن صحف الوفد التي كانت قائمة وهي: البلاغ. وكوكب الشرق. كانتا لا تهتمان بالعنصر الإخباري. وذلك علي نحو ما ذكره الدكتور عبدالخالق لاشين في كتاب "مصريات في الفكر والسياسة".. كما أن هاتين الصحيفتين ضمتا كبار الصحفيين أمثال عبدالقادر حمزة وعباس العقاد وأحمد حافظ عوض. وغيرهم.. وأبدي سعد باشا رغبته في أن يمتلك الوفد صحيفة الأهرام. فقد كان اهتمامها بنشر الأخبار يفوق الصحف الأخري. وعرض الفكرة علي المهندس أحمد عبود رجل الاقتصاد والصناعة وعضو الهيئة الوفدية.. لشراء هذه الصحيفة..علي الفور قال عبود باشا إنه يستطيع شراءها.. وذهب بالفعل لمفاوضة أصحاب الجريدة في عملية الشراء.. وكان المبلغ الذي عرضه أصحابها لبيعها هو 30 ألف جنيه.. ولكن عبود باشا وجد أن هذه القيمة عالية. بل ومبالغ فيها. خصوصاً في ذلك الوقت.. وتم رفض العرض.. واقترح عبود باشا علي سعد زغلول فكرة إصدار جريدة يومية تكون لها قوة وتنافس صحيفة الأهرام. واختار لها اسم "الكشاف".. فرحب سعد بهذه الفكرة. وقام بشراء آلة الطباعة وعين عبدالرحمن عزام باشا "أول أمين عام للجامعة العربية" رئيساً لتحريرها.. وكان الهدف أن تتبني الصحيفة حسن التفاهم والاعتدال مع بريطانيا. وأن تساير مرحلة تطور العمل السياسي الحزبي في مصر. وبالفعل صدر العدد الأول من صحيفة "الكشاف" لصاحبها المهندس أحمد عبود يوم 29 نوفمبر ..1927 وصدر منها 119 عدداً. حيث اختفت اعتباراً من يوم 25 أبريل سنة ..1928وقد قوبلت هذه الصحيفة باهتمام من الأوساط السياسية لأنها كانت نشاطا جديدا تماماً. وبعيدة عن نشاط المهندس عبود. ولكن سعد زغلول كان يريد هذه الصحيفة لتكون ناطقة بلسان الوفد. ومعبرة عن أفكاره. ناقلة لسياسة الحزب.. معتدلة مع بريطانيا.. وعندما تولي مصطفي النحاس باشا زعامة الوفد.. اهتم بالصحافة وصدرت صحيفة "المصري" معبرة عن نشاط الوفد وأخباره. وبعد قيام ثورة 23 يوليو قرر جمال عبدالناصر إصدار صحيفة يومية تعبر عن روح الثورة. وتساند الحكومة في نشر أخبارها وقراراتها ولتصد آراء المعترضين.. وقرر أيضاً إصدار صحيفة أخري مسائية.. ولها نفس الأهداف. وعندما تبين أن هناك صحيفة أخري يمكن أن تكون أقوي من الصحف الأخري.. قرر أن تكون هذه الصحيفة هي لسان حال الثورة من خلال رئيس تحريرها الجديد.. الذي كان ينشر الأخبار والآراء قبل أي صحيفة أخري. ولم يكتف الرئيس بذلك. بل أصدر قرارات بتأميم كل الصحف والمجلات التي كانت قائمة في عام 1962 لتصبح كلها صحفاً قومية معبرة عن سياسة الدولة. مدافعة عن أفكارها..وهو نفس ما تم اتباعه بعد ثورة 25 يناير..