تعاني قرية بني واصل مركز ساقلتة نقص الخدمات والإهمال في شتي صوره كان آخرها منذ أسبوع عندما لقي طالبان مصرعهما غرقا بمصرف اخميم المائي الواقع علي جانب القرية التي يتجاوز عدد سكانها العشرة ألاف نسمة. وراح الشابان ضحية إهمال مازال يمد جذوره من الأعماق "المساء" ذهبت إلي القرية عبر طريق من مدينة ساقلتة وهو طريق غير ممهد كحال أغلب قري ونجوع سوهاج. وصلنا إلي مدخلها الذي يبعد أربعة كيلو مترات عن ساقلتة وأول ما رأيناه عند المدخل هو المصرف المائي "حاصد أرواح أبناء تلك القرية" هكذا قال لنا "محمد" سائق التوك توك الذي توجه بنا إلي بني واصل بعد أن استغاث بنا اهالي تلك البلدة التي تعيش وقت ذهابنا إليها أيام الحداد حزنا علي غرق الطالبين ولأنهم فقراء لم يسمع عنهم احد! عاشوا فقراء وماتوا فقراء حيث روي لنا أحد الأهالي بقوله¢ مصرف اخميم المائي الموجود بالنجع مأساة وأحد رواسب الإهمال ولابد من إيجاد حل لذلك المصرف الذي تتكرر عليه حوادث الغرق والضحية أبناء القرية وأضاف: أنه منذ أسبوع كان طالبان من أبناء القرية يستقلان دراجة هوائية من الناحية الأخري في طريقهماًً إلي القرية وأثناء عبورهما السقالة الخشبية التي تقع علي المصرف المائي اختل توازنهما وسقطا في المصرف الذي يبلغ عمقه خمسة أمتار حاول احد طلاب القرية أن ينقذهما. فاستطاع بشهامة أن ينقذ احدهما لكنه غرق مع الطالب الآخر في مشهد أبكي أهالي القرية جميعا وتساءل الاهالي هل سمع محافظ سوهاج بتلك الحادثة وماذا فعل معهم ومع أسرهما وتساءل إبراهيم فلاح لو أن أحد أبناء المسئولين بالمحافظة حدث له ماحدث للطالبين هل كانت الأمور تسير هكذا؟! محمد فكري والد "محمود" أحد الطالبين الذي توفيا غرقا بكي بحرقة عندما التقيناه. رجل اقترب من الستين عاما. ارزقي يذهب إلي القاهرة علي فترات بحثا عن لقمة عيش شريفة لعله يجد هناك ما يستطيع أن يسد له رمق أسرته المكونة من 8 أفراد. فالحياة صعبة والمعيشة أصعب يسافر ويمكث شهرا ثم يعود في أجازة قد تستغرق يومين أو ثلاثة وهذه المرة ذهب منذ أسبوعين لا يعرف أنه لن يشاهد محمود مرة أخري يقول ¢كنت شغال في القاهرة عامل لأنه ليس لدي دخل ثابت وفور سماعي بخبر وفاة أبني حضرت علي وجه السرعة لتشييع جنازته¢ وتركناه مع دموعه وحاله لعل ينظر إليه محافظ سوهاج. تجولنا في داخل بني واصل التي يحتضنها الجبل الشرقي للبحث عن مشاكل ومعاناة الاهالي فقال: كمال الدين خلف¢ أحد أبناء القرية كما تري هذه هي حياتنا التي نعيشها لسنا مذكورين علي الخريطة. نجوع بني واصل بعدد سكانه البالغ عشرة ألاف نسمة يعيشون مأساة كبري نتيجة إهمال المسئولين عنها فلا يوجد بها صرف صحي. نستخدم الطرنشات وتلك سببت كثيراً من الأمراض بالإضافة إلي مشاكل أخري نعاني منها منذ سنوات ولا احد يسأل أو يستجيب لنا. إبراهيم محمد مزارع يطالب بإيجاد حل للمصرف المائي الذي أصبح مقبرة لأبناء القرية خاصة مع وجود السقالات الخشبية الموجود علي المصرف وتكرار حوادث الغرق مشيرا إلي أن أبناء القرية خاصة الأطفال يدفعون حياتهم ثمنا لوجود ذلك المصرف كما يؤكد إبراهيم محمود جامعي عل أن القرية تعيش مأساة حقيقية بسبب ذلك المصرف المائي الموجود حيث انه لا يفيد القرية في شيء فلا تروي منه الاراضي وهو فقط مصفاة للمياه. لكنه يهدد حياة المواطنين ويضر القرية بأكملها والمطلوب تغطية المصرف أو إقامة سور حوله منعاً لحوادث الغرق وحفاظا علي حياة أهالي القرية. السيد خلف الله موظف يري أن الصرف الصحي أصبح الحديث عن دخوله القرية ضرباً من ضروب الخيال هو حلم يداعب أحلام الناس الغلابة في بني واصل مشيراً إلي أن منازل المواطنين المغلوين علي أمرهم من بني واصل أصبحت مهددة بالانهيار نتيجة رشح مياه الصرف علي جدران المنازل لأن مياه الصرف جراء البيارات أو الطرانشات أو الايسونات. كما سبب ذلك انتشار الرائحة الكريهة التي تجلب الأمراض المتنقلة والتلوث الناجم عن الصرف العشوائي وكثرة التسربات. ناصر علي مازن يؤكد علي مشكلة تلوث مياه الشرب ببني واصل وأن كثيراً من الأمراض مثل الفشل الكلوي أصيب بها عدد من المواطنين بسبب ذلك مشيرا إلي أن عدداً من الأهالي منذ فترة قاموا بالتظاهر أمام الوحدة المحلية لمركز ومدينة ساقلتة لتضررهم من تلوث مياه الشرب التي يتم تغذية القرية بها عن طريق أبار ارتوازية ولكن لم يلب أحد طلبهم رغم وعود رئيس الوحدة بحل تلك المشكلة وأضاف أن كثيراً من المواطنين يضطرون لاستخدام طلمبات المياه خاصة مع عدم وجود صرف صحي واستخدام الأهالي بيارات للصرف تكون بالقرب من مواسير المياه هذا يجعل المياه ملوثة.