رويداً رويداً سيدخل الدوري الممتاز في اجوائه الساخنة والمثيرة.. وسيأخذ الناس ويجذبهم جذباً.. فكرة القدم لها مفعول السحر وتأثيرها لا يقاوم واذا تجاوز الناس عنها مرة سيعودون مرات.. سيعود بهم الأداء الجيد أو السيء هدفاً جميلاً أو هدفاً ضائعاً وهدفاً محسوباً أو ملغياً.. ولا أستبعد أن يكون لقاء اليوم الذي يجمع الأهلي بوادي دجلة في الأسبوع الثاني من مسابقة دوري الشهداء هو أحد بوابات العودة لهذا السباق في ظل ما تعودناه من وادي دجلة الصاعد حديثاً للدوري الممتاز والذي يفاجئنا بعروض قوية ومثيرة ومن الصعب أن تعرف نتيجة مبارياته حتي مع الفرق الكبيرة. ومباراة اليوم هي قبل الأخيرة في الأسبوع الثاني حيث يتبقي لقاء واحد يجمع بتروجت مع المقاولون غداً ليمر الدوري بأسبوعه الثاني ويقترب من التفوق علي الأحداث السياسية ويحقق الفوز عليها.. واذا كنا نتمني عودة الدوري وبقوة ولكن لا نتمني أن ينسينا الأحداث السياسية التي نعيشها. نعود للقاء اليوم وهو الثاني لكل فريق بعد أن افتتح الأهلي مشواره بالفوز الباهت علي المحلة بهدف دون رد.. وخسر دجلة أمام الحرس 2/1 خسارة كوميدية تحدثت عنها صحف العالم لغرابة الهدف الذي خسر به دجلة. الأهلي حقق الفوز وسط سيطرة وضغط طوال 90 دقيقة كان يستطيع خلالها الفوز بأي عدد من الأهداف. ولكن هجوم الأهلي اكتفي بالمشاهدة وإضاعة الأهداف وكان ذلك كافياً بأن تحدث مفاجأة وما أكثر مفاجآت الكرة.. فتصويبة طائشة كان من السهل أن تمر لشباك الأهلي ويخرج متعادلاً لينسي الجميع العرض والسيطرة ويتذكر فقط أن النتيجة 1/1. هذه الحقيقة شاهدناها في لقاء دجلة أمام الحرس حيث كانت الأمور تسير في طريق التعادل وفي لحظة سرحان من حارس دجلة أمير توفيق ترك كرة بين يديه تدخل المرمي وسط دهشة الجميع ليخرج فريقه خاسراً بهدفين وتتناول العديد من الصحف العالمية هذا الحدث بشكل كبير برغم أن طرفي اللقاء ليسا الأهلي والزمالك. وقبل أن ندخل في لقاء اليوم نتذكر مواجهات الفريقين حيث التقيا مرتين وفاز فيهما الأهلي.. الأولي بهدف للغائب حسام غالي والثاني بهدفي دومينيك ومانجا مقابل هدف لعبدالفتاح الاغا النجم السوري الأقدم مع دجلة الآن. وكما يذكرنا فاز الأهلي علي المحلة في اللقاء الأول وهذا أمر طبيعي للأهلي الذي يلعب للبطولة وليس لمركز شرفي وأمام ذلك هو يلعب اليوم ايضاً للفوز.. ولكن من المؤكد أنه سيلعب للفوز المبكر وبأكثر من هدف لضمان الخروج بثلاث نقاط تبقيه في الصدارة حتي النهاية وحتي لا يقع في المحظور. وللأهلي هدف آخر يلعب له وهو اعتبار اللقاء بروفة جديدة لمواجهة ليوبارد الكونغولي في السوبر الإفريقي حيث يحلم الأهلي بعدم غلق ملف الانجازات ولانه يدرك أن أي مواجهة محلية تختلف عن الافريقية ولكي لا يشعر بنقص الصفوف في لقاء السوبر فانه يستخدم الدوري كبروفة ويحاول الوصول بفريقه لأفضل تشكيل وأعلي لياقة بدنية وفنية لكي يضمن الفوز ويسعد وتسعد معه الجماهير التي من المتوقع أن تتواجد. الأهلي لم يعد ينظر للخلف ولم يفكر من يغيب ومن رحل ولكن من الجاهز للقاء.. ورغم الكم الرهيب من غيابات الأهلي دفعة واحدة إلا أن لدي حسام البدري المدير الفني مشكلة في اختيار التشكيل الذي يلعب به وهناك في كل خط أكثر من لاعب يضع المدرب في ورطة. ففي الدفاع يوجد صديق وجمعة ونجيب وقناوي ومعهم رامي ربيعة وعبدالفضيل وسعد سمير.. وفي الوسط شهاب وعاشور ومعهم تريزيجيه.. ووسط المهاجم عبدالله السعيد ودومينيك وبركات ومعهم شكري. وفي الهجوم عماد متعب والسيد حمدي والجديد أحمد عبدالظاهر وهكذا لم ينظر الأهلي لتريكة وجدو وفتحي وسليمان ومعوض وغالي وينظر لأزمة كثرة الجاهزين.. ولكن حسام البدري يتمتع بميزة طيبة وهي الاعتماد علي الأجهز فعلاً دون النظر لأسماء لانه مدرب محترف يبحث عن اللاعب الملتزم الذي ينفذ فكره وأسلوبه ويحقق الفوز ويحصد البطولات. أما دجلة فقد قام بتغيير جلده بشكل كبير واستغني عن العديد من النجوم القدامي ويعتمد حالياً علي مجموعة من الشباب والوجوه الجديدة وربما يكون الاغا أبرز لاعبي وادي دجلة وهو اللاعب الذي سبق وهز شباك الأهلي من قبل. هذه التغييرات ايضا طالت الجهاز الفني برحيل ميوس وهشام زكريا وتعيين محمد جمال مديراً فنياً.